التركيزُ على زراعةِ المحاصيلِ الأساسيَّةِ والاستفادة من التنوعِ البيئيِّ

في إطارِ الصراعِ الشاملِ بينَ الحقِّ والباطلِ، ظلَّ الجانبُ الاقتصاديُّ عبرَ التاريخِ حاضرًا كأهمِّ المجالاتِ والعناصرِ لامتلاكِ القوةِ الشاملةِ في مواجهةِ الأعداءِ.
فالجانبُ الاقتصاديُّ أحدُ المجالاتِ التي يسعى العدوُّ من خلالها إلى ضربِنا ومنعِ الأممِ من امتلاكِ قوتِها الضروريِّ أو تحقيقِ أيِّ اكتفاءٍ ذاتيٍّ، وذلك من خلالِ سياسةِ التطويعِ من الداخلِ أو تنصيبِ أنظمةٍ مواليةٍ له تعملُ على عدمِ توظيفِ المواردِ، فتحولتِ الأمةُ إلى أمةٍ مستهلكةٍ.
لقد أكدتِ الرؤيةُ القرآنيَّةُ على الاهتمامِ بالجانبِ الاقتصاديِّ كشرطٍ أساسيٍّ لكمالِ الإيمانِ، فلا يمكنُ أن يكتملَ الإيمانُ دونَ مواجهةِ الأعداءِ، ولا نستطيعُ مواجهةَ الأعداءِ إلا إذا كنا مكتفينَ ذاتياً من القوتِ الضروريِّ، ولهذا جاءت توجيهاتُ السيِّدِ القائدِ – يحفظهُ اللهُ ويرعاه – بضرورةِ امتلاكِ القوتِ الضروريِّ والاستفادةِ من خلالِ التركيزِ على زراعةِ المحاصيلِ الأساسيةِ والاستفادةِ من التنوعِ البيئيِّ.
فمتطلباتُ المواجهةِ الاقتصاديةِ مع العدوِّ، وخصوصًا في ظلِّ العدوانِ والحصارِ وما نعيشهُ اليومَ من مواجهةٍ مباشرةٍ بينِ الحقِّ والباطلِ، تلزمنا أن نكونَ حاضرينَ في ميدانِ هذهِ المواجهةِ أمةً مجاهدةً تمتلكُ قوتَها.
وبحمدِ اللهِ تمَّ إطلاقُ برنامجِ التوسعِ في زراعةِ المحاصيلِ الأساسيةِ من الحبوبِ والبقولياتِ، والاستفادةِ من الميزةِ النسبيةِ للبيئاتِ المناخيةِ التي تمتلكها اليمنُ. نأملُ من كلِّ أبناءِ الشعبِ اليمنيِّ الاهتمامَ بهذا المشروعِ استجابةً للهِ ورسولهِ وللتوجيهاتِ الحكيمةِ للقيادةِ الحكيمةِ لتحقيقِ النصرِ الشاملِ بإذنِ اللهِ.
مقال كتبه الشهيد الدكتور رضوان الرباعي ونشر في العدد 34 بتاريخ 29 ربيع الأول 1445ه- 14 اكتوبر 2023م