تقاريرصحافة

نسعى لتطوير قطاع النحل وتعزيز جودة العسل اليمني

المدير العام التنفيذي لجمعية نحالي صعدة سلطان محمد ناجي في حوار مع «اليمن الزراعية»

أوضح المدير العام التنفيذي لجمعية نحالي صعدة التنموية سلطان محمد عبدالله ناجي أن الجمعية تسعى إلى تطوير قطاع النحل اليمني عبر التدريب، والإرشاد، وإدخال التقنيات الحديثة، مؤكداً أن الجمعية تعمل على تحسين جودة العسل اليمني وحماية المراعي النحلية من التدهور.
وأوضح في حوار خاص مع صحيفة “اليمن الزراعية” أن العسل الصعدي يسوّق نفسه بفضل جودته وتنوع مصادره النباتية، مشيراً إلى أن الجمعية استطاعت أن تنفذ تجارب رائدة في إنتاج شمع الأساس المحلي وعجينة تغذية النحل، وهما مشروعان يسهمان في دعم النحالين وتقليل الاعتماد على المستورد.

حاوره مدير التحرير

بدايةً، حدّثنا عن نشأة جمعية نحالي صعدة، ومتى تأسست، وما الدوافع التي أدّت إلى إنشائها؟
تأسست الجمعية في عام 2015م بهدف مناصرة قضايا وحقوق النحالين، وحماية مناطق المراعي النحلية، والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لإصدار التشريعات المنظمة لعملية النحالة والرعي، وتنمية الثروة النحلية. كما تسعى الجمعية إلى دعم النحالين ومساندتهم بالتقنيات الحديثة لزيادة الإنتاج كماً ونوعاً، وتحسين جودة منتجات العسل اليمني.
ما هي رؤية الجمعية ورسالتها التي تعملون على تحقيقها؟
رؤيتنا هي بناء قطاع نحلي متطور ومستدام يسهم في التنمية الاقتصادية للمجتمع، ورسالتنا تتمثل في الارتقاء بمستوى النحال اليمني من خلال التدريب والإرشاد وتوفير الخدمات الفنية والبيئية، بما يضمن إنتاج عسل يمني نقي يحمل اسم اليمن بفخر في الأسواق المحلية والعالمية.
ما أبرز الأهداف التي تسعون إلى تحقيقها لخدمة النحالين وتنمية قطاع النحل في المحافظة؟

  1. تنمية قدرات ومهارات النحالين في أساليب إنتاج العسل والمنتجات النحلية غير العسلية، وتحسين الجودة لتصل إلى المواصفات العالمية.
  2. الإسهام في الحد من استخدام الرش العشوائي للمبيدات الزراعية بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.
  3. نشر ثقافة العمل الطوعي التعاوني والجماعي لدى كافة النحالين، وأهمية تنظيمهم في خِيم ومجالس نحلية وتوعوية.
  4. الإسهام في رفع المستوى الاقتصادي للنحالين بتحفيزهم ومساندتهم نحو تبني مشاريع استثمارية نحلية مدرّة للدخل.
  5. دعم ومساندة النحالين بالتقنية الحديثة لزيادة الإنتاج كماً ونوعاً.
  6. التوسع في زراعة المراعي النحلية.
  7. الإسهام في التخفيف من حدة الفقر باستهداف النازحين والمتضررين من العدوان، وأسر الشهداء والجرحى، بإكسابهم مهارات في تربية النحل وإنتاج العسل.
  8. تعزيز الشراكة مع شركاء التنمية العاملين في مجال تربية النحل.
  9. إقامة المشاريع المتوسطة والمشاريع الاستثمارية الكبيرة (الاستراتيجية) في مجال تربية النحل وتسويق المنتجات النحلية وفق برامج وخطط استراتيجية كفيلة بتحقيق العائد الاستثماري والاقتصادي والتنموي.
  10. فتح أسواق لتسويق منتجات النحل وتسهيل عملية التسويق للنحالين، وتخزين فائض الإنتاج بما يتناسب مع العرض والطلب.
    كيف تقيمون مستوى وعي النحالين بأهمية العمل التعاوني والانتماء للجمعية؟
    يمكن القول إنه ممتاز، فهناك وعي متزايد لدى النحالين بأهمية العمل التعاوني والانخراط في الجمعيات لما يوفره من فرص دعم وتبادل خبرات.
    ما أهم البرامج والأنشطة التي تنفذها الجمعية حالياً لخدمة النحالين؟
    تنفذ الجمعية العديد من الأنشطة، منها التوعية والإرشاد، وتقديم الاستشارات الفنية، وفحص وتشخيص أمراض النحل، وفرز العسل، إضافة إلى التدريب والتأهيل المستمر للنحالين.
    ما الذي تقدمه الجمعية للنحالين من تدريب ودعم وخدمات؟
    نقوم بتدريب وتأهيل النحالين على استخدام الطرق الحديثة في تربية النحل والعناية به، وفرز وتصنيف العسل، كما نوفر مصدر دخل إضافي من خلال جمع شمع النحل وإعادة تصنيعه وبيعه لهم بأسعار مناسبة، وهو منتج طبيعي 100% خالٍ من أي إضافات كيميائية.
    كيف تسهم الجمعية في نقل الخبرات والتقنيات الحديثة في تربية النحل وتحسين الإنتاج؟
    يتم ذلك عبر برامج التدريب والإرشاد العملي، وتنظيم الدورات التخصصية، وتبادل الخبرات بين النحالين، بالإضافة إلى تقديم الاستشارات الفنية المستمرة.
    ننتقل إلى تجربة إنتاج شمع الأساس المحلي.. كيف بدأت الفكرة داخل الجمعية؟
    بدأت الفكرة نتيجة ازدياد الطلب على شمع الأساس الخارجي وإتلاف كميات كبيرة من مخلفات الشمع بعد فرز العسل. ومن هنا جاءت المبادرة للاستفادة من هذه المخلفات وتحويلها إلى منتج محلي ذي جودة عالية، ما وفر مصدر دخل إضافيًا للنحالين.
    ما الذي يميز شمع الأساس المحلي عن المستورد؟
    يتميز الشمع المحلي بأنه طبيعي 100% وخالٍ من المواد الكيميائية مثل البرافين الموجود في المستورد. كما أن النحل يُقبل عليه بسرعة نظرًا لاحتوائه على رائحة الشمع الطبيعي الأصلي.
    كيف يتم توزيع المنتج على النحالين؟
    يتم توزيعه عبر نقاط البيع التابعة للجمعية في صنعاء وصعدة، وهو متاح لجميع النحالين في مختلف المحافظات وليس لأعضاء الجمعية فقط.
    هل هناك إقبال من النحالين على الشمع المحلي؟
    نعم، هناك إقبال كبير جدًا، لأن النحالين يدركون جودة الشمع الطبيعي ومزاياه مقارنة بالمستورد.
    حدثنا عن تجربة الجمعية في إنتاج عجينة تغذية النحل محلياً؟
    جاءت الفكرة للحفاظ على النحل في فترات انعدام الأزهار التي توفر حبوب اللقاح، فعملنا على إنتاج عجينة تغذية بروتينية طبيعية مستخلصة من حبوب اللقاح المخزّنة، لتغذية النحل في مواسم الجفاف.
    ما الذي يميز هذه العجينة عن المستوردة؟
    أنها طبيعية 100% وخالية من أي مواد مضافة، وهو ما يجعلها أكثر أمانًا وصحة للنحل مقارنة بالعجائن المستوردة التي قد تحتوي على مكونات صناعية تؤثر في المناعة والإنتاج.
    كيف تقيّمون إقبال النحالين على شراء العجينة المحلية؟
    هناك إقبال متزايد، ونسعى إلى توسيع الإنتاج بما يتناسب مع احتياجات السوق المحلي، لكننا بحاجة إلى دعم لتطوير هذا المشروع.
    ما الدور الذي تقوم به الجمعية في تسويق العسل وفرزه وتعبئته؟
    نلعب دورًا إيجابيًا في عمليات الفرز والتعبئة والتغليف، ونحرص على أن يتم التسويق وفق معايير جودة عالية تحافظ على سمعة العسل اليمني عالميًا.
    هل لديكم علامة تجارية خاصة لتسويق العسل الصعدي؟
    نعم، لكن في الحقيقة فإن العسل الصعدي يسوّق نفسه بفضل جودته العالية وتنوع مصادره النباتية، وهناك نوع مميز يُعرف بـ”العسل الشعفي” يصل سعر الكيلوغرام منه إلى مستويات مرتفعة في الأسواق الخارجية نظرًا لندرته وجودته.
    ما الدور الذي تقومون به للحفاظ على أشجار السدر وغيرها من المراعي النحلية؟
    نعمل على تنفيذ برامج توعية وتشجير تهدف إلى حماية الأشجار النحلية من القطع والرعي الجائر، ونشجع النحالين والمجتمع على الحفاظ على البيئة كجزء من مسؤوليتنا الجماعية.
    كيف تصفون واقع تربية النحل في محافظة صعدة اليوم؟
    يمكن القول إن الواقع ممتاز، وهناك إقبال متزايد من الشباب على دخول هذه المهنة الواعدة التي تتيح فرص عمل ودخلًا كريمًا.
    ما الذي يميز عسل السدر اليمني عن غيره من أنواع العسل؟
    يتميز بالجودة العالية، والرائحة العطرة، والقوام الكثيف، واللون الذهبي المائل إلى الداكن، إلى جانب فوائده العلاجية والغذائية المتنوعة.
    ما أبرز المشاريع والخطط المستقبلية التي تسعى الجمعية لتنفيذها؟
    نعمل على مشروع إنتاج خلايا نحل حديثة، والتوسع في إنتاج منتجات النحل غير العسلية مثل شمع النحل وغذاء الملكات، وهي مجالات واعدة تساهم في زيادة دخل النحالين.
    ما أبرز الصعوبات التي تواجه عمل الجمعية؟
    من أبرزها ضعف التمويل للمشاريع الاستثمارية، وعدم توفر أجهزة حديثة مثل جهاز التحليل (HPLC) الخاص بفحص جودة العسل، إضافة إلى أضرار المبيدات الحشرية التي تشكل تهديدًا مباشرًا للنحل.
    ما الرسالة التي تودّون توجيهها للنحالين والمجتمع والمهتمين بهذا القطاع؟
    ندعو الجميع إلى الاهتمام بهذا المورد الاقتصادي الهام والحفاظ على سمعة العسل اليمني، وعدم الغش في بيعه أو إنتاجه، لأنه يمثل وجه اليمن في الأسواق العالمية. كما نشجع الشباب على تعلم مهارات تربية النحل وإتقانها، فهي مهنة واعدة توفر فرص عمل حقيقية، وتجمع بين العائد الاقتصادي وخدمة البيئة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى