تقاريرصحافة

العسل اليمني من أهم الموارد الاقتصادية القابلة للنمو

نحالون: نقوم بإنتاج عسل دوائي بعيداً عن التغذية السكرية وهو ما يجعل العسل اليمني يعود إلى مكانته الأولى

باحثون وخبراء اقتصاد لـ “اليمن الزراعية

يعد إنتاج عسل النحل اليمني واحداً من الموارد الطبيعية المتجددة ذات قيمة مالية كبيرة، حيث يتمتع بجودة غذائية عالية أكسبته الشهرة على المستوى الإقليمي والعالمي، وهو ما جعله يتبوأ مرتبة متقدمة بين أنواع العسل المنتجة في العالم.
وتعتبر مهنة تربية النحل وإنتاج العسل واحدةً من أهم الفرص لتشغيل الأيادي العاملة، وإذا ما تم الاهتمام بها بجدية، فإنها ستكون مروداً اقتصادياً كبيراً للبلد.

اليمن الزراعية – أيمن قائد

ويؤكد النحال معتز زيد أن العسل اليمني هو من أفضل أنواع العسل في العالم، بشهادة القرآن الكريم في سورة “سبأ”، مشيراً إلى أن تدهور سمعة العسل اليمني، لها الكثير من الأسباب، منها استيراد العسل الخارجي، لافتاً إلى أن القيادة الثورية والسياسية والزراعية، تبذل جهوداً كبيرة لإعادة المكانة الحقيقية للعسل اليمني، ومنها إقامة المهرجانات السنوية، ومحاربة الغش، ومنع استيراد العسل الخارجي.
ويقول زيد في حديثه لصحيفة “اليمن الزراعية” إنهم
ينتجون عسلاً دوائياً بعيداً عن التغذية السكرية، وهو ما يجعل العسل اليمني يعود إلى مكانته الأولى، حتى وصل هذا العام إلى الفوز بالجائزة الدولية، واختياره كأفضل عسل في العالم.
ويشكو النحال زيد من بعض المصاعب التي تواجههم، ومنها عملية التسويق، حيث لا يتمكنوا من بيع العسل بالسعر المناسب، مبيناً أن السبب في ذلك هم تجار المستورد.
ويشير إلى أن منتجات النحل كثيرة ؛ منها الغذاء الملكي، وسم النحل، والعكبر، وخبز النحل، وغيرها، منوهاً إلى بعض المستشفيات في صنعاء يطلبون منهم الغذاء الملكي، وسم النحل، لكن هذا الطلب بشكل قليل؛ نظراً لندرتها وقيمتها الباهظة جداً.
وتجد الإشارة إلى أن منتجات النحل، كلقاح النحل، وشمع النحل، وغذاء الملكات، وسم النحل، هي منتجات أسعارها خيالية، ومكلفة جداً، خصوصاً منتج سم النحل، والذي يقدر سعر الكيلو الجرام الواحد منه بحوالي 70 مليون ريال يمني؛ وهذا بحد ذاته كفيل في تحسين المستوى المعيشي للفرد، وكذا المجتمع والدولة، بأن يصنع نقلة نوعية كبيرة في إنعاش الاقتصاد، وخلق حالة تنافس كبيرة؛ ولذا فإن هذه المهنة تعد فرصة استثمارية هامة يمكن الاستفادة منها كمشاريع استثمارية مختلفة.

منتجات النحل غير العسل
وعلى صعيد متصل يقول الباحث الدكتور أنور المقطري إن نحل العسل يتميز بتعدد منتجاته المختلفة والتي تتمثل في العسل بألوانه، وأشكاله المختلفة، الغذاء الملكي، حبوب اللقاح، البروبوليس “صمغ النحل” سم النحل، الملكات المحسنة، الشمع والنحل المرزوم.
وتلعب منتجات النحل غير العسلية دوراً هاماً من حيث الأهمية الغذائية والعلاجية ولها في تغذية وعلاج الإنسان والنحل على حد سواء.
و يوضح الدكتور المقطري منتجات النحل غير العسلية من حيث الأهمية الغذائية والعلاجية بشكل تفصيلي؛ مشيراً إلى أن الغذاء الملكي عبارة عن سائل أبيض كريمي ذي قوام سميك، له رائحة خاصة وطعم حامضي مميز، ويفرز من الغدد الفكية لشغالات نحل العسل، ويتمتع الغذاء الملكي بمزايا وقيمة غذائية (فيتامين B5 وحامض البانتوثينيك) وعلاجية (منشط عام للجسم والذاكرة، يفيد في الأمراض الجلدية ويقي من الشيخوخة المبكرة) بالإضافة إلى العديد من الفوائد الأخرى.
و يعتبر منتج البروبوليس “صمغ النحل” بأنه يجمع من المصادر النباتية المختلفة، وله عدة ألوان تختلف تبعاً للمصدر النباتي الذي جمع منه، ويستخدم النحل البروبوليس بلصقه على هيئة طبقة رقيقة على الحوائط الداخلية للخلية لتقوية الأجزاء الضعيفة، سد الشقوق والفجوات، كما يستخدم النحل أيضاً البروبوليس في تغطية بعض الآفات الحيوانية التي تدخل الخلية ويقتلها، كما أن وجوده بالخلية يعمل على منع نمو بعض البكتريا، وبعض الكائنات الدقيقة الأخرى داخل جو الخلية.
أما حبوب اللقاح، فهو عبارة عن غبار الطلع، يحصل النحل عليها من متوك الأزهار (الطلع)، وهي الأجزاء الذكرية في الأزهار، وبالتالي تحدث فائدة متبادلة، دواء، وقد حظيت حبوب اللقاح باهتمام المربين أكثر من التلقيح؛ وذلك لسببين: الأول، لأنها المصدر الرئيس للبروتين، والدهون، والمعادن في غذاء نحل العسل، أما الثاني اعتبارها منتجاً ثانوياً للمناحل.
ويقول إن قيمة حبوب اللقاح الغذائية للنحل معروفة تماماً، وحالياً فإن فوائد حبوب اللقاح للإنسان أصبحت محل دراسة مكثفة، وتجمع حبوب اللقاح من بعض النباتات لاستخدامها في التلقيح، وقيام النحل بنثرها على الأزهار التي تحتاج إلى تلقيح، كما تستخدم حالياً بعض المصايد ذات المنظمات لنثر حبوب اللقاح على أجسام النحل عند سروحها.
أما خبز النحل، فهو عبارة عن حبوب لقاح جمعتها الشغالات ثم عجنها النحل بالعسل وحفظها في العيون السداسية، والنحالون المحترفون يعرفون قيمته الغذائية للنحل، ويسمى خبز النحل محليًا بـ “الكبس والرعي”، لذلك لا يتخلصون منه إلا عندما تزيد كميته عن حاجة النحل.
بينما يوصف سم النحل بأنه تركيبُ معقّدُ من الإنزيماتِ والبروتينات وأحماض أمينية، ويكون في صورة سائل شفاف تنتجه شغالات نحل العسل للدفاع عن خليتها، ويوجد سم النحل في مخزن الغدة الحمضية التي تقع عند أسفل آلة اللسع، فهو مادة كيماوية معقدة تحتوي على مواد فعالة كيماوية، وهو سائل رائق له طعم حامضي ورائحة خاصة ويجف على درجة حرارة الغرفة (30-40م).
ويوضح المقطري أن سم النحل أكثر سمية من سم الدبور، فيكفي لسعة واحدة لقتل إنسان حساس جداً للسم، ويموت خلال ثلاثين دقيقة إلا إذا عولج، وفي حالة الإنسان العادي، فقد يتحمل لأكثر من 200 لسعة، ويحدث الضرر للإنسان العادي من لسع النحل عن طريقتين: الأول من تأثير الكميات الكبيرة من اللسع، وهو التأثير المباشر، أما الثاني فهو غير مباشر فهو تكوين حساسية في الإنسان، وعادة تكون بنسبة 5% عند النحالين ، منوهاً بأن سم النحل له قيمة علاجية كبيرة للأمراض المختلفة في الإنسان حيث يحتوي على حمض الفورميك والبروتينات والزيوت الطيارة.
أما الملكات المحسنة، يقول الباحث المقطري بأنه يتم انتاجها من خلال اختيار الأمهات التي تتميز بصفات جيدة ومميزة في الانتاج وغيرها من الصفات المطلوبة، حيث تتم هذه العملية عن طريق استخدام طرق التربية والمتمثلة بالطريقة الطبيعية، أو باستخدام الطرق الصناعية.
بينما الشمع فهو من المنتجات الثانوية للمناحل، وينتج شمع النحل من غدد خاصة بالشمع تتواجد في السطح السفلي لبطن الشغالات عمر (12 – 18 يوماً)، يخرج على هيئة سائل، ثم يجف على هيئة قشور، ويستعمل في بناء العيون السداسية التي يربي فيها الحضنة، ويخزن فيها غذاؤه من عسل وحبوب لقاح.
ويضيف أنه بعد فرز العسل من الأقراص يتم استخلاص الشمع الخام من أقراص الشمع القديمة، وفي النحالة التقليدية يرمي النحالون كثيراً من هذه الثروة التي بذل النحل فيه جهداً كبيراً لاعتقادهم بعدم فائدتها، ويكون الشمع الخام المستخلص في صورة قالب يتم فيما بعد الاستفادة منه في عمل العديد من المنتجات مثل الأساسات الشمعية، مراهم شمعية للجلد وشمع الانارة.
ويشير المقطري إلى أن شمع النحل له خواص طبية علاجية مهمة، وفي الطب الشعبي يطبق شمع العسل لمعالجة العديد من الأمراض، كما يحتل مكاناً مرموقاً في المعالجات الطبية المعاصرة في صورة مراهم تحضر من شمع العسل، كما أنه يستعمل على نطاق واسع في الوصفات والمستحضرات التجميلية.
النحل المرزوم، هو النحل المعبأ في صندوق خاص بدون أقراص شمعية، ويباع لمؤسسي المناحل ليكونوا منه مستعمرات في مناحلهم، ويلجأ بعض أصحاب المناحل القديمة لشراء هذا النوع من النحل لتعويض ما قد يفقد من مستعمراتهم عقب فصل الشتاء، أو زيادة عدد المستعمرات بالنحل؛ بحسب الباحث المقطري.

أهم الموارد الاقتصادية
من جهته يؤكد الخبير الاقتصادي رشيد الحداد أن العسل اليمني أحد أهم الموارد الاقتصادية اليمنية القابلة للنمو، وأن هناك فرص كبيرة جداً لرفع مستوى الإنتاج الوطني إلى مستويات عالية جداً، لافتاً إلى أنه كان هناك ما بين مستوى 120 ألف طن تدهورت نوعاً ما نتيجة العدوان، وأزمات السنوات الماضية.
ويقول الحداد عبر “اليمن الزراعية” أن المهرجانات هي ظاهرة إيجابية تحسب للجنة الزراعية العليا باعتبارها تقوم بترتيب وتموين مثل هذه الفعاليات المهمة جداً، موضحاً أن اليمنيين أنفسهم بحاجة إلى معرفة أنواع العسل ومعرفة مستوى الوعي فهناك أنواع متعددة من العسل، وأن هناك ظاهرة دخيلة على المجتمع اليمني كالغش.
ويشير إلى أن للعسل اليمني صيت كبير جداً وله قيمة وعلامة تجارية عالية، وأنه رائد بشكل كبير في دول الخليج ودول العالم، معتبراً هذه المهرجانات تحفز المزارعين والبائعين للعسل من جانب، والجانب الآخر لجانب التسويق.
ويرى الحداد أن التسويق بطريقة بدائية قد يضعف المنتج، حتى وإن كان المنتج ذي جودة عالية، مؤكداً أن اليوم يتم تقديم العسل بشكل راقي وجيد، ووسائل التسويق راقية جداً، مشدداً على ضرورة رفع مستوى الوعي وتدريب النحالين على كيفية تدريب النحالين، وكذا معرفة أهمية المنتجات الوطنية وجودتها وقيمتها ورفع مستواها ومعرفة القيمة الغذائية للعسل الوطني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى