صحافةمقالات

المبيدات الزراعية.. خطر يهدد تربية النحل

نحالون: خسائرنا من استخدام المبيدات بطريقة عشوائية كبيرة ولا نجد من يعوضنا

مهندسون زراعيون: قيام بعض المزارعين برش المبيدات دون إعلام النحالين يؤدي إلى نفوق كبير للنحل

في الحديث عن الاستخدام العشوائي للمبيدات الزراعية، فإننا نتحدث عن الكثير من القضايا التي قد تحدث بين المزارعين ومربيي الثروة الحيوانية وخاصة النحالين، وكثيرٌ ما يحدث سوء استخدام للمبيدات بشكل متكرر من قبل المزارعين “الأميين”، أو الذين لا يجيدون فهم اللغة الإنجليزية، كون الإرشادات الخاصة بالسلامة الواردة في غالبية عبوات تلك المبيدات تأتي مكتوبة باللغة الإنجليزية.
وجد الباحثون البيئيون أن الحواجز اللغوية، والأمية، هي من أكثر العوامل شيوعاً، فعلى الرغم من توافر أوراق بيانات السلامة الخاصة بمبيدات الآفات باللغة الإنجليزية، إلا أن المزارعين والعاملين الزراعيين المسؤولين عن استخدام مبيدات الآفات غالباً ما يكونوا غير قادرين على قراءتها.
هنا يعد التعليم المحدود، وعدم وجود البرامج التدريبية لتدريب المزارعين على الطرق السليمة لاستخدام المبيدات من أهم العوامل المساهمة في التعامل غير السليم مع مبيدات الآفات وإساءة استخدامها، فغالبية العمال الزراعيين والمزارعين الريفيين لم يتلقوا سوى سنوات قليلة من التعليم الابتدائي، مما يساهم في أمية هؤلاء الفئة من السكان.

نفوق كبير للنحل

في تهامة كثيراً ما يحدث سوء استخدام متكرر للمبيدات من قبل المزارعين والعاملين في القطاع الزراعي، خصوصاً في مواسم الإخصاب لبعض المحاصيل الزراعية، والتي تتزامن مع مواسم تكاثر النحل، فقد تم رصد العديد من القضايا التي تورط فيها بعض المزارعين مع مربي النحل في تهامة وبالأخص مديرية المراوعة.
وكما هو معروف أن النحل يعتبر من الملحقات، ويعتبر مورداً بيئياً مهماً حيث يقوم النحل خلال موسم المراعي، والذي يعتبر موسم تكاثره بالانتشار في معظم المزارع لتلقيح الأزهار في مختلف المحاصيل الزراعية، وخلال عملية التلقيح قد يتعرض النحل للتسمم بعد قيام المزارعين برش المبيدات لمكافحة الآفات الزراعية التي قد تتعرض لها محاصيلهم.
وبحسب معلومات حصلنا عليها من النحالين في مديرية المراوعة، فقد بلغت الخسائر بشكل متفاوت بين منطقة وأخرى، ففي العام 2021 ماتت ما يزيد عن 12,000 خلية نحل، نتيجة استخدام المبيدات الحشرية بطريقة عشوائية في قرية الراجحية بمديرية المراوعة بالحديدة، وذلك بعد قيام أحد المزارعين برش حقول الدخن المزهرة بالمبيدات، بينما كان النحل يبحث عن الطعام على الأزهار؛ مما تسبب في نفوق النحل بشكل كبير، وتم تقدير خسائر النحالين بقيمة ما يقارب 180,000,000.
وفي العام 2022، تكررت الكارثة على سبعة من مربي النحل في منطقة الخليفة بمديرية المراوعة، خلال موسم تكاثر النحل، حيث تسمم ما يقارب من 3,430 خلية نحل وتسببت لهم خسائر اقتصادية قدرت ب 104,850,000.
وفي نفس العام تعرض منحل لأحد النحالين في قرية دير الشراعي بالمراوعة للتلف، نتيجة قيام إحدى الشركات المجاورة لمنحلة برش المبيدات في حديقة الشركة الخارجية، وتسببت في تسمم منحلة بشكل كامل البالغ عدد 1,000 خلية وقدرت خسارته ب 25,000,000.
ويقول المهندس حسام فقيرة مختص تربية النحل بالمنطقة الزراعية الجنوبية، فقد حدثت قضايا عدة في مديرية زبيد والجراحي، وجبل رأس، وتسببت في خسائر فادحة للنحالين ولم يجدوا من يعوضهم عنها، إلا أن يتحملوا تبعات تلك الأفعال بأنفسهم علهم يحضون بالعوض من رب العالمين المتوكلين عليه في حلهم وترحالهم.
ويضيف أن آثار التسمم تختلف بشكل كبير تبعاً لاختلاف مقدار الجرعة ومستويات التعرض، وتتكون أنواع المبيدات الحشرية الأكثر شيوعاً والمتسببة في حالات التسمم من مركبات الفوسفات العضوي، وكربامات الميثيل، والبيريثرين والمبيدات الحشرية التي تحتوي على مركبات البيرثرويد الاصطناعية، والمبيدات الحشرية التي تحتوي على مركبات الكلور العضوية.
وفي السياق نفسه، يفيد المهندس محمد هديش مدير الخدمات الزراعية بالهيئة العامة لتطوير تهامة أنه في في العام 2022 وصلتهم عدة شكاوى من بعض النحالين في مديريات الزيدية والمنصورية وباجل، وقمنا بالنزول إلى مواقع النحل للتبين من صحة الشكاوى، فوجدنا بالفعل أن المناحل قد تسممت بشكل كامل نتيجة قيام بعض المزارعين برش المبيدات دون أعلام النحالين، موضحا أن تأثير سوء استخدام المبيدات الحشرية لا يقتصر على حدوث تسمم في الحيوانات فحسب فقد يتسبب في تسمم الإنسان أيضا، والذي تتفاوت عواقبه من إحداث التهيج الخفيف بالجلد إلى النوبات المرضية، وقد تؤدي إلى الوفاة.
وكثيراً ما تحدث إساءات المزارعين في استخدام المبيدات بسبب انعدام التدريب، فقد ثبت أن التدريب على الإدارة المتكاملة للآفات يقلل من معدلات المناولة غير الصحيحة للمبيدات وإساءة استخدامها مع تحقيق زيادة في المحاصيل في نفس الوقت.
لذا فإننا نوجه رسالة هامة لقيادتنا الحكيمة في القطاع الزراعي إلى تقديم العديد من الإرشادات للمزارعين وتوعيتهم بالطرق السليمة لاستخدام المبيدات السامة لضمان الحفاظ على سلامتهم وسلامة المجتمعات من حولهم وكذا الحفاظ على الممتلكات الخاصة لبعض العاملين في تربية النحل وتفادي التورط في قضايا جسيمة مع النحالين وغيرهم.

المبيدات الزراعية.. خطر يهدد تربية النحل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى