موجهات حكيمة

العناية بالتعليم المهني وتطويره

الدكتور : رضوان الرباعي *

إن امتلاك القوة البشرية يُعدّ من أهم المقومات لبناء أمة قوية في مختلف المجالات، باعتبارها الأساس لتحقيق القوة الشاملة، تجسيدًا لقوله تعالى:
﴿وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة﴾،
ومن أبرز مظاهر هذه القوة: القوى العاملة المهنية والحرفية.
ولتحقيق ذلك، لا بد من تحرك ونشاط ميداني جاد للاهتمام بالتعليم المهني وتطويره، بهدف إعداد كوادر فنية ومهنية تهتم بالزراعة، وتسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي، وبناء اقتصاد قوي، من منطلق جهادي يُدرك أهمية التنمية العلمية والمعرفية كعامل أساسي لتحقيق التنمية الاقتصادية.
إن الجهل بمنهجية القرآن الكريم في المجالين المعرفي والعلمي، يُعدّ خسارة فادحة، إذ يجعلنا نحيد عن هدى الله، وننشغل بقضايا ثانوية لا تمثل أولوية، ونهمل التأهيل الحقيقي الذي يُخرج كوادر مؤهلة ومدرّبة ثقافيًا ومعرفيًا، قادرة على الإسهام في بناء نهضة هذا البلد والاستفادة من نعمه المتعددة.
إن مشروعنا القرآني هو مشروع حضاري، يسعى لبناء الإنسان من الداخل، ليُعيد بناء الحياة على أسس سليمة، كما جاء في الموجهات الحكيمة للسيد القائد عبدالملك الحوثي-يحفظه الله ويرعاه-
فالاستثمار الحقيقي في رأس المال البشري يبدأ من بناء الإنسان على هدى الله أولًا، ويتزود بالعلم والمعرفة، وفي مقدمتها التعليم الفني والمهني، الذي يمكن – إذا أُحسن استثماره – أن يحوّل المعاهد المهنية إلى جسور للنهضة، بدل أن تكون مجرد محطات انتظار.

*وزير الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى