
توجه مجتمعي واسع للاستغناء عن جميع المنتجات المستوردة
يعتبر الكعك والبسكويت أحد الأطباق التي يكون حضورها ضرورياً في المناسبات الاجتماعية والدينية ومنها عيدي الفطر والأضحى.
وتحرص الأسرة اليمنية أن تتفنن في تحضير وشراء الكعك والبسكويت بأنواعه وأشكاله المختلفة.
وحول ماذا تفضل الأسرة اليمنية الكعك والبسكويت محلي الصنع، أو الذي يتم تحضيره في المنزل، أم الكعك والبسكويت المستورد أجرت الصحيفة هذا الاستطلاع مع عديد من الأسر اليمنية، فكانت هذه الحصيلة:
اليمن الزراعية – صفية الخالد
تقول أم علي صاحبة أحد معامل الكيك إن هناك نوعين من الحلويات التقليدية في اليمن، ولهما بعض الاختلافات في المكونات وطريقة التحضير، والكعك عادة ما يحتوي على طبقة خارجية مقرمشة وداخله حشوة من التمر أو الجوز أو الفستق، بينما يتميز البسكويت بطبقة خارجية ناعمة وداخله حشوة من التمر أو الفستق.
وتضيف أن البسكويت المستورد عادة ما يكون مصنع تجارياً، وغالباً ما يحتوي على مكونات صناعية وإضافات كيميائية لزيادة فترة صلاحية المنتج، قد تختلف نكهة المستورد عن تلك التي تُصنع في المطابخ المحلية، كما أنه قد يحتوي على سُكَّر أكثر من اللازِم.
ويُعتبر الكعك والبسكويت جزءاً أساسياً من تقاليد المطبخ اليمني، حيث يُعدان جزءاً لا يتجزأ من المناسبات والاحتفالات.
وتواصل: وبما أننا مُقبلون لمناسبة عيد الفطر المُبارك تزداد نسبة الإقبال والتوجه لتحضيره أو شراءه، وتُفضل الكثير من الأسر اليمنية تحضير الكعك والبسكويت في المنزل بدلاً من شرائهم من المحلات التجارية، حيث يُعتبر ذلك أفضل من حيث الجودة والطعم، وأحياناً يتم الشراء من أسر أو مِحال ذات إنتاج محلي خصوصاً مع الوعي الشعبي الكبير الملموس في التوجه نحو إيجاد البدائل ومقاطعة المنتجات الخارجية ومن بينها الكعك والبسكويتات والحلويات باختلافها.
وتشير إلى أن بعض المدن في اليمن تشتهر بصناعة محددة لأنواع معينة من الكعك والبسكويت، مثل صنع كعك التمر في مدينة إب وصناعة بسكويت القهوة في صنعاء، ويُظهر أن هناك اهتماماً متزايداً بإضافة لمسات عصرية إلى أصول التقاليد المحلية في التحضير عبر إضافة نكهات جديدة أو استخدام تقنيات حديثة في عملية التصنیع.
معايير الكعك اليمني
من جانبها رحمة عبد القاهر مختصة في الصناعات الغذائية تشير إلى أن الكعك والبسكويت اليمني يتميّز بطعمه اللذيذ والشهي وكذلك قوامه وطرق تحضيره، كما أن للكعك اليمني معايير خاصه ومنها:
١_ نوعية الطحين المكون للكعك مثل الدخن والشوفان والشعير والطحين المركب.
٢_ ملائمة مكونات الكعك للحالات الخاصة من المرضى مثل أمراض السكر والضغط والدهون.
٣_ مدى تناسب الطعم للكعك مع المكونات أي أنه متناسق الطعم الحلو والمالح.
٣_ تنوع الأشكال والأحجام واللون النهائي للكعك
٤مدى درجة استواء الكعك. وتضيف أنه من خلال ممارستنا لتصنيعه ثم تقييم بعض من منتوجات الكعك والبسكويت اليمني، ننصح بالآتي: طريقة التسويق لمنتج الكعك بمختلف الأماكن.
_ جعل المنتج صحياً بطريقة وقائية مما يجذب أكبر عدد من المستهلكين كون الكعك من أهم عادات وتقاليد المجتمع اليمني وأكثرها انتشاراً.
_ حساب كمية السعرات الحرارية والقيمة الغذائية للمنتج وحساب الكمية المطلوبة صحياً للمستهلك لتسهيل الاستخدام للأشخاص المحافظين غذائياً للقيمة الغذائية وثبات الوزن.
منافسة للمستورد
من جانبها تقول نهى نجيب مختصة تسويق أن منتجات الكعك المحلي في السوق أصبحت من المنتجات المنافسة للمستورد، وخاصة في هذه الفترة، كون العدوان صنع منا نساء قويات مُصنعات ومُنتجات في كل المجالات، وكما يقال “الحاجة أم الاختراع” فاستدعت الظروف لتبدأ المرأة بإظهار قدراتها بعمل مشاريع إنتاجيه ومن ضمنها مشاريع المعجنات المتميّزة حتى بالقيمة المضافة بالتركيز على 4 أشيا۽ رئيسية وهي عناصر المزيج التسويقي، المنتج، التسعيرة ، والترويج والتوزيع، أي يجب التركيز عند صناعة المنتج على هذه العناصر، وأيضاً التركيز على الجودة والذي يجعل المجتمع بأكمله يستغني تماماً عن المستورد.
وفي السياق نفسه تؤكد هالة عبدالعزيز على دور الصناعات الغذائية بقطاع التسويق والخدمات الزراعية، في تسويق الكعك، والذي يبدأ عبر سلسلة من تعريف الأشخاص عن المواد الداخلة في التصنيع لوجود أشخاص لديهم حساسية من الجلوتين، وحثهم على شراء كعك خالٍ من الجلوتين، والتوعية بأهمية القيمة الغذائية للكعك اليمني خصوصاً لو كان من الطحين المركب الذي يحتوي على جميع الحبوب المفيدة للجسم، و ما يحتويه الكعك من بيض وحليب ودهون يجعله ذو قيمة غذائية عالية
وتضيف: “من خلال عمل فلاشات صوتيه أو بروشورات لتنمية المجتمع، وخلق وعي حول اهمية المنتج المحلي، ودورات مختلفة يتخللها جلسات وأمسيات توعوية حتى يتسنى لهم معرفة القيمة الغذائية للكعك البلدي.
أهمية سوق الخميس
بدورها مسؤولة سوق الخميس الأستاذة يسرى المطاع تؤكد أن سوق الخميس يعد إحدى النوافذ التسويقية للأسر المنتجة.
وتشير المطاع إلى أن الهدف من إشراك مشاريع الكعك والبسكويت اليمني في سوق الخميس، أن السوق لديه منتجات منوعة وليست فقط منتجات منافسة للخارجية أو المستوردة بل أفضل كونها تفوقت بالجودة وبمدخلات محلية من خيرات البلد، وكما أنها تتميز بالدرجة الأولى لتكون صحيّة خالية من الدقيق والبروتين والمواد المُصنعة المسرطنة، وهذا يضيف له قيمة مُضافة لما له من تذوق ونكهة فريدة.
وتضيف أن أكثر ما يميز منتجات الكعك والبسكويت في سوق الخميس أن لديهن قيمة مُضافة مما ذكر سابقاً وهذا يندر أن يكون في المنتجات المستوردة، حتى أن بعض المنتجات صحيّة بحتة باستبدال الدقيق بالحبوب البلدية، والسكر بمطحون التمر الصحي أو دبس التمر، والزيت بالدهن الحيواني الطبيعي، يعني أغلب المنتوجات اليمنية من الكعك يعتبر صحي، نظيف، متقن وتحت إشراف مختصين يتم تقييمه بشكل كتواصل.
وتقول المطاع إن سوق الخميس ومؤسسة بنيان قاموا بعمل جلسات موجهه عبر مراحل من مختصين غذائيين لأصحاب المشاريع وبدأنا بمشاريع الكعك نظرا لأهمية في مجتمعنا، حيث تم وضع مادة خاصة للتطوير بهم شاملة لجميع مراحل التحضير حتى التسويق.
وتواصل: “نقول للأعداء قبل الأصدقاء أننا لسنا بحاجة للمنتجات الخارجية وخاصة المقاطعة ولدينا البديل الأفضل، وفتح الأسواق المختلفة ومن بينها سوق الخميس لتسويق المنتجات ما هو إلا جزء من صمود شعبنا المقاوم لا يختلف صموده وشدته عن شدة قوة صواريخنا البحرية، وخصوصا في مرحلتنا أنه يحقق أثر وعائد كبير كونه يحسن من مستوى المعيشة أكثر من 50 أسرة”.
مواد محلية
بدورها تقول دينا الغماري، صاحبة مشروع معك لصناعة البسكويت والحلويات أن منتجاتنا من الكعك والبسكويت هي الأفضل سواء التي نصنعها للبيع أو المُحضر في المنزل، وكلها من موادنا البلدية، لأن فيها قيمة، غذائية كبيرة وتضيف الغماري، انه من واجبنا توعية المجتمع للاستغناء عن المنتجات المستوردة وحتى من المواد الخام، ليكون شعباً بأكمله يأكل مما يصنع.
وتشرح عملية تحضير الكعك والبسكويت: نصنع الكعك والبسكويتات من الزبدة الحيوانية والسكر والشوفان والبيض وبعض النكهات الخاصة أو من بعض الفواكه نستخرج النكهة ونضيفها في الكعك أو البسكويت، وبعد استوائه ونضجه نقوم بوضعه في حافظات خاصة ذلك بعد تزيينه.
وقالت بعض المعوقات هو حرص الزبون عند الشراء بأقل سعر، ولكن مع ذلك مبيعاتنا ممتازة والاقبال مستمر.
أنواع كثيرة
الأخت فردوس أحمد احدى الأسرة مُنتجة ضمن جمعية معين التعاونية متعددة الأغراض تقول: الكعك أنوع كثيرة جداً منها الكعك البلدي وهو يتنوع بحسب المحافظات اليمنية ومنه الكعك الصنعاني، والكعك البيضاني، الكعك اليمني بالتمر، المقصقص، كعك الذمول وهو بطرق متنوعة ومختلفة وتضيف نحن كأسر يمنية نعتاد دائما في الأعياد والمناسبات على صناعة الكعك في المنزل وربة البيت اليمنية تعمل دائما على الاكتفاء الذاتي منذ القدم في كل أمور الحياة، ومن ناحية الجودة بالفعل لا يمكن أن يصنع السوق المستورد بجودة نفس جودة الصنع المنزلي اليمني، رغم دخول الأسواق اليمنية الكثير من أنواع الكعك من بلدان مختلفة إلا أن الكعك البلدي يظل بالنسبة لليمنيين هو الأجود والأفضل.
وتوضح أن منهجية منتجات معين هو استخدام المواد الخام المحلي، لذلك نحن نصنع جميع انواع الكعك الذي نصنعها بالبر البلدي والطحين المركب والشعير والدخن البلدي، وتكمن جودة منتجاتنا في أنها أولاً:
-المواد الخام البلدي
- من أجل أن تكون صحية نستخدم فيها دبس التمر أو السكر البديل (مطحون التمر) أو نستخدم سكر النبات أقل ضرراً لحدٍ ما، ومن ذلك ازدادت نسبة مبيعاتنا تصل إلى 80% حتى أنه أصبحنا نتلقى طلبيات بشكل مستمر والحمدالله.