
يحيى دويله
الموروث الشعبي البحري يعد جزءاً لا يتجزأ من هوية مجتمع الصيادين، فهو مرآة تعكس تاريخهم وثقافتهم وتقاليدهم المتوارثة عبر الأجيال.
يضم هذا الموروث مجموعة متنوعة من العادات والتقاليد والحكايات والفنون المرتبطة بالصيد، مثل الطرق التقليدية للصيد والأهازيج الشعبية والقصص البحرية، التي تعزز من تماسك المجتمع وتربط أفراده بمعارف وخبرات تراكمت على مر الزمن.
يشمل هذا الموروث خبرات متوارثة في تقنيات الصيد، وفهم عميق لسلوك الأسماك والتنبؤ بحالة الطقس. هذه المعارف، التي استخلصها الصيادون من خبراتهم المتراكمة، تمثل رصيداً قيماً للصيادين الجدد، حيث تتيح لهم الاستفادة من تجارب السابقين لتحسين ممارساتهم وزيادة إنتاجيتهم. كما أن تنظيم الأنشطة المرتبطة بالموروث الشعبي البحري، مثل المهرجانات البحرية، يوفر فرصة فريدة للاطلاع على حياة الصيادين ويعزز الروابط الاجتماعية وروح التعاون بين أفراد المجتمع، حيث يتعلم الشباب من كبار السن ويستفيدون من حكمتهم وخبراتهم.
علاوة على ذلك، يتيح هذا الموروث فرصة لتوجيه رسائل توعوية وإرشادية حول أهمية حماية الموارد البحرية واستدامتها. فالحفاظ على البيئة البحرية وضمان استمرارية الموارد الطبيعية للصيد يسهم في تحقيق ممارسات صيد مستدامة، مما يعزز الاقتصاد المحلي ويوفر فرص عمل جديدة لمجتمع الصيادين.
إن الموروث الشعبي البحري يمثل ثروة ثقافية لا تقدر بثمن، تعكس هوية الصيادين وتاريخهم وتساهم في توعية المجتمع بأهمية البيئة البحرية. من خلال الحفاظ على هذا الموروث وإحيائه، يمكن تعزيز الهوية الثقافية لمجتمع الصيادين، نقل المعرفة والخبرات، وتقوية الروابط الاجتماعية. كما أنه يلعب دوراً محورياً في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ما يجعل حمايته ضرورة ملحة.