
جمعيـــة القطــاع الجنوبــي الشرقــي بصنعـــاء
اليمن الزراعية – رضوان الشارف
في تقريرٍ بارز عن جهود جمعية القطاع الجنوبي الشرقي التعاونية الزراعية، تظهر الجمعية كنموذج رائد للثورة الزراعية والصناعية في اليمن، تعكس قدرتها على التكيف والصمود أمام التحديات الكبيرة التي تواجه المجتمع اليمني.
الجمعية، التي تأسست في 9 جماد أول 1442 هـ (24 ديسمبر 2020م)، تشمل ثلاث مديريات في القطاع الجنوبي الشرقي لمحافظة صنعاء: سنحان، بني بهلول، وبلاد الروس، حيث بدأ تأسيسها بمشاركة 56 عضوًا مؤسسًا يمثلون مختلف المناطق. في اجتماعها التأسيسي، عُقدت الجمعية العمومية وانتُخب مجلس إدارة الجمعية ولجنة الرقابة والتفتيش، وتم فتح باب الاكتتاب للمساهمين في فبراير 2021، مع توسيع أنشطتها لتشمل مديرية صنعاء الجديدة في عام 2022.
تماسك مجتمعي
تمثل الجمعية حالة من التماسك المجتمعي ودعم الذات في مواجهة الضغوط الاقتصادية، وتسعى لتعزيز التنمية الزراعية وكسر حاجز الاعتماد على الاستيراد، متجهة نحو الإنتاج المحلي والزراعة المستدامة. وقد ركزت الجمعية على تطوير القطاع الزراعي في المنطقة، التي تتميز بزراعة محاصيل متنوعة، منها الحبوب كالذرة الرفيعة والقمح والشعير، بالإضافة إلى زراعة البقوليات مثل الحلبة والعدس والفاصولياء، والخضروات كالطماطم والثوم، والمحاصيل النقدية التي لها دور اقتصادي مهم. أظهرت دراسة تحليلية للوضع الراهن في مديريات سنحان وبني بهلول، أجريت عام 2023، هذا التنوع في المحاصيل، الذي يعزز الاكتفاء الذاتي للمنطقة.
تعد الذرة الرفيعة واحدة من المحاصيل الأساسية في المنطقة، خاصة في عزلة الربع الشرقي بمديرية سنحان، حيث يعتمد عليها المزارعون كغذاء للإنسان والحيوان. يأتي القمح في المرتبة الثانية بعد الذرة الرفيعة، ويعتمد على مياه الأمطار، إذ يُزرع في شهر يوليو. أما الذرة الشامية فتُزرع في موسم الشتاء اعتماداً على مياه الأمطار.
فروع الجمعية
أسست الجمعية ثلاثة فروع جديدة هي جمعية الغربي التنموية (الرسول الأعظم) في نوفمبر 2023، وجمعية وادي الأجبار، وجمعية المعاقين التنموية. كذلك أنشأت الجمعية أربع مدارس حقلية متعددة الأغراض، وقدمت 17 جلسة إرشادية حضرها حوالي 350 عضوًا. أما في قطاع المياه، فقد أطلقت الجمعية 68 مبادرة بتكلفة بلغت 238,589,000 ريال يمني، مما أفاد حوالي 78,314 شخصًا.
وفي قطاع الطرق، نفذت الجمعية 91 مبادرة شملت رصف، شق، توسيع وإصلاح طرق، مما خدم أكثر من 280,745 مواطنًا بتكلفة تقديرية وصلت إلى 24,487,000 ريال. وتعتبر الجمعية داعماً هاماً لمزارعي الحبوب، حيث وفرت لهم بذورًا كقروض بيضاء، واستأجرت أرضاً زراعية في مديرية بلاد الروس وزرعتها بمختلف الحبوب والبقوليات، مما يعزز الإنتاج الزراعي في المنطقة.
الزراعة التعاقدية
قطعت الجمعية شوطًا كبيرًا في الزراعة التعاقدية، من خلال تأهيل الأراضي الزراعية الصالبة وتوفير المدخلات الزراعية، كما قدمت قروضاً ميسرة من بذور وأسمدة ومبيدات، بدعم من اللجنة الزراعية بالمحافظة، حيث حققت نجاحاً في محصول الثوم وتوقع إنتاج نحو 500 طن في الموسم القادم.
كما دشنت الجمعية مبادرة لتركيب منظومة طاقة شمسية لمشروع مياه الشرب في قرية الجيرف بتمويل من السلطة المحلية والهيئة العامة لمياه الريف، بالإضافة إلى تأهيل وصيانة طريق جوب في عزلة الخمس العدني بني بهلول، مما يعكس التزام الجمعية بتطوير البنية التحتية ودعم المجتمعات المحلية.
كما نفذت الجمعية مؤخرًا عدة مبادرات منها إقامة مخيم بيطري في مديرية بلاد الروس، وتوزيع بطائق المساهمين، مما يدل على عزم الجمعية على تحقيق تنمية شاملة ومستدامة في مختلف المجالات.