
وزير الحاتمي
تمثل القيمة المضافة للمنتجات السمكية أحد المسارات الأساسية للنهوض بالقطاع السمكي وتحويله إلى صناعة متكاملة ذات جدوى اقتصادية عالية. فالقيمة المضافة تعني جميع العمليات التي تُجرى على الأسماك بعد اصطيادها، مثل التجميد، التعليب، التجفيف، التدخين، التغليف الحديث، أو تصنيع منتجات جديدة تلبي احتياجات المستهلك.
إن إدخال هذه العمليات لا يرفع فقط من جودة المنتج، بل يضاعف العائد الاقتصادي، ويتيح فرص عمل واسعة في مجالات التصنيع، والتغليف، والنقل، والتسويق. كما يسهم في إطالة فترة صلاحية المنتجات السمكية، ما يعزز حضورها في الأسواق المحلية والإقليمية، ويجعلها أكثر تنافسية.
لقد أثبتت التجارب أن الاهتمام بالقيمة المضافة هو ما يصنع الفارق بين مجرد بيع الأسماك كمنتج خام، وبين تحويلها إلى صناعة ذات عائد مستدام. وعلى المستوى المحلي بدأت بعض المبادرات خطوات مشجعة في هذا الاتجاه، سواء عبر التجفيف أو التغليف، وهو ما يشير إلى إمكانات كبيرة إذا ما تم توفير الدعم اللازم.
ومع ذلك، فإن الطريق ما زال مليئًا بالتحديات، مثل ضعف البنية التحتية، محدودية تقنيات التخزين البارد، وقلة المصانع المتخصصة، إضافة إلى صعوبات التسويق الخارجي. ومن هنا تأتي ضرورة العمل على توفير استثمارات حقيقية، وتشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص، إلى جانب تدريب الكوادر الوطنية على أحدث أساليب التصنيع السمكي.
إن تعزيز القيمة المضافة للمنتجات السمكية ليس ترفًا، بل خيارًا استراتيجيًا يحقق الأمن الغذائي، ويرفع مساهمة القطاع في الاقتصاد الوطني، ويمهد لتحويل الثروة السمكية إلى صناعة قادرة على تلبية احتياجات المجتمع والتنمية المستدامة.