
القبطان: عبدالرشيد عبدالغفور
يستخدم الصيادون التقليديون (المحليون) عادة وسائل صيد مثل: الشباك الانسيابية الطافية (Drift nets)، الفخاخ (Traps)، وشباك التحليق الجيبية (Purse seines). وهذه الوسائل تؤثر سلبًا على جودة السمك المصطاد، الأمر الذي يجعل من فواقد ما بعد الحصاد قضية بالغة الأهمية تستحق الدراسة والاهتمام.
تمتلك السمكة الحية آليات طبيعية للدفاع تمنع فسادها، ولكن بمجرد أن تموت تتوقف تلك الآليات الدفاعية الطبيعية، وتبدأ عمليات الفساد الإنزيمية، والمؤكسدة، والميكروبيولوجية في إحداث تدهور سريع في الجودة. وفي هذا الوقت الحرج لا يتم استخدام الثلج لتبريد السمك المصطاد مباشرة، بل غالبًا ما يُؤجل ذلك إلى ما بعد الإنزال ومرحلة المزاد، مما يفاقم من فقدان الجودة.
ويُعرف فقد الجودة بأنه الفارق بين قيمة السمك أو المنتج السمكي إذا لم يتعرض لأي تدهور (الجودة المثلى)، وبين قيمته الراهنة بعد تعرضه للتغييرات الناجمة عن الفساد (الجودة المتدنية)، والتي تُجبر البائع على بيعه بثمن بخس.
ولا يمكن التعبير عن فقد النوعية بمقاييس الوزن وحدها، إذ إن الحفاظ على كمية من الأسماك التي تعرضت لفقد في الجودة يبقي على شيء من قيمتها، ولو بشكل محدود.
تحدث أغلب فواقد ما بعد الحصاد نتيجة الفساد الكيميائي الحيوي والميكروبيولوجي، وما ينجم عنهما من تغيرات في لحم السمك بعد موته. فالسمكة الحية، كما أشرنا، تمتلك آليات دفاع طبيعية تمنع الفساد، لكنها تفقدها بمجرد الموت، لتبدأ عمليات التدهور في الجودة بشكل متسارع.
إلى جانب ذلك، يظن المستهلكون في بعض المجتمعات أن السمك المثلج ليس ذا نوعية جيدة، ويُبدون شكوكًا تجاهه، مفضلين شراء الأسماك المعروضة في حرارة الوسط العام. وهنا تكمن الحاجة الماسة إلى توعية المستهلكين بفوائد استخدام الثلج وأثره الإيجابي على جودة الأسماك المصطادة، وإلا فإن تطبيق أي تدخلات لخفض الفاقد – مثل الاستخدام الأمثل للثلج – سيظل صعب التحقيق.