إرشاداتصحافة

رسائل مهرجان خيرات اليمن

د. يوسف المخرفي

نظم مكتب الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية بأمانة العاصمة خلال الفترة من 4 – 9 أكتوبر الجاري مهرجان خيرات اليمن الثاني على أرضية نادي وحدة صنعاء بمنطقة حدة.
يحمل هذا المهرجان التعريفي الإنتاجي والتسويقي رسائل عديدة، فمعظم زواره من فئة الشباب من الجنسين، ذكورًا وإناثًا، مما يشكل لهم فرصة تعريفية بمنتجات وطنهم، موطن الخيرات والجنان الغنّاء، ويكسبهم معرفة مؤثرة تتغلغل في وجدانهم، وتعزز في سلوكهم حب النبات وزراعته في أراضيهم وأحواشهم وشرفات وأسْطُح منازلهم من جهة، كما تعظم في وجدانهم قيمة منتجات وطنهم، فيبادلونه بالحب والتضحية في سبيله؛ فحب الوطن من الإيمان، والذود عنه والتضحية في سبيله شهادة عند الله.
هذا المهرجان أتى في توقيته بفصل الخريف، موسم إنتاج العنب والرمان والتفاح والتمور والموز، وبالتالي شكّل فرصة للتعريف بهذه المنتجات المحلية الوطنية الأجود عالميًا، وتشجيع مزارعيها ومنتجيها على المحافظة على استدامة ونمو إنتاجها، من خلال تسويقها للزائر المستهلك مباشرة. كما نوصي – ومن ضمن توصياتنا العاجلة التي لا تنتظر التأخير حتى نهاية المقال – بتخصيص يوم وطني للعنب، وآخر للرمان، وثالث للتفاح، ورابع للتمور، وذلك لما لهذه المنتجات من أهمية وطنية وإقليمية وعالمية. ولا بأس أن تكون البدايات شمولية، لكن التفصيل يمنح تلك المنتجات قيمة ومكانة أكبر على مختلف المستويات آنفة الذكر.
تخلل المهرجان الثاني لخيرات اليمن العديد من الندوات، مما جعله تظاهرة ثقافية إلى جانب تظاهرته الإنتاجية والتسويقية. وقد استهدفت هذه الندوات تشجيع الأسر المنتجة، وتعريف النشء والشباب بخيرات بلادهم، فضلًا عن لقاء مثمر بأصحاب المصلحة من مختلف الجهات الحكومية والفئات الإنتاجية والتسويقية والاستهلاكية.
كما أن انتظام فعاليات المهرجان للعام الثاني على التوالي يشكل رسالة ذات مغزى تنظيمي وتسويقي، تعكس اهتمام القيادتين الثورية والسياسية بأهمية الإنتاج الزراعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وبالتالي تعزيز السيادة الوطنية واستقلال القرار السياسي والاقتصادي اليمني.
وبالرغم من كون أمانة العاصمة قد خرجت – للأسف الشديد – من خانة الإنتاج الزراعي بسبب الاحتلال الخرساني العمراني لقاعها الزراعي الخصب، إلا أنها فتحت أحضانها ليس للقيام بدور المنتج، بل لأدوار تسويقية تعريفية تشجيعية تثقيفية، تشكل حلقات هامة في سلاسل القيمة المادية والمعنوية على حد سواء، وفي حلقات الإدارة المتكاملة للمنتجات والإنتاج الزراعي.
نبارك هذا المهرجان، ونوصي باستمراره وانتظام تدشينه سنويًا في ذات الفترة، بما يمكّن أمانة العاصمة من القيام بالأدوار المشار إليها آنفًا.
*أستاذ العلوم البيئية والتنمية المستدامة المساعد بجامعة 21 سبتمبر للعلوم الطبية والتطبيقية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى