
الشهيد الدكتور رضوان الرباعي
اليمن الزراعية- محمد صالح حاتم
نواصل في هذا التقرير الكتابة عن البرامج والخطط والاستراتيجيات التي أعدها وأسهم في إعدادها الشهيد الدكتور رضوان الرباعي، والتي بدأ في تنفيذ بعضها على أرض الواقع ضمن مشروعه النهضوي للاكتفاء الذاتي. ويأتي هذا التقرير كامتداد للتقارير الخمسة الماضية التي تناولت فيها بعض البرامج والاستراتيجيات، فيما نسلّط الضوء في هذا العدد (الجزء السادس) على ثلاثة برامج أساسية تبناها الشهيد، وهي: برنامج الإرشاد الزراعي والسمكي، برنامج الإعلام الزراعي والسمكي، وبرنامج تحسين وتطوير أداء الأبحاث، مع استعراض أهدافها ونتائجها والجهود الكبيرة التي بذلها الشهيد في سبيل إنجاحها.
برنامج الإرشاد الزراعي والسمكي.
آمن الشهيد الدكتور رضوان الرباعي أن الإرشاد الزراعي والسمكي يمثل الحلقة الأهم للنهوض بالقطاعين الزراعي والسمكي، وأن تحديثه وتفعيله هو المدخل الأساسي لتطوير الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتي. لقد عمل بجهد متواصل على صياغة رؤية جديدة لهذا البرنامج تقوم على نقل المعرفة والخبرة للمزارع والصياد بشكل مباشر، وتفعيل دور المراكز الإرشادية، وإدخال التقنيات الحديثة في التدريب والتأهيل، والاستفادة من تعدد وسائل التواصل، منها التلفزيون، والإذاعة، والصحافة، ومواقع التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها،بالإضافة إلى المدارس الحقلية. كان يرى أن نجاح أي خطة تنموية مرهون بمدى وعي العاملين في الميدان، ولذلك وضع الإرشاد الزراعي والسمكي في مقدمة أولوياته، وجعل منه وسيلة لبناء القدرات وتعزيز المهارات وتحويل التحديات إلى فرص.
أهداف ونتائج البرنامج:
أولاً: زيادة الإنتاج الزراعي والسمكي:
•رفع إنتاج المحاصيل الغذائية والرئيسية.
•زيادة إنتاج الثروة الحيوانية.
•تطوير قطاع الأسماك، مع التركيز على استدامة المخزون السمكي.
ثانياً: تحسين جودة المنتجات:
•تطبيق الممارسات الزراعية الجيدة لإنتاج محاصيل صحية وآمنة.
•تحسين جودة المنتجات السمكية من خلال ممارسات الصيد الآمنة والحفظ الجيد.
•تطبيق الأسس والمعايير والضوابط الصحية في تربية الثروة الحيوانية.
ثالثاً: الحفاظ على الموارد المائية:
•تغذية الموارد المائية.
•خفض استنزاف المياه الجوفية.
•تعزيز تقنيات حصاد مياه الأمطار.
•حماية الموارد من الملوثات.
رابعاً: تقليل تكلفة الإنتاج:
•تبني تقنيات زراعية وسمكية ومائية موفرة للموارد.
•تحسين كفاءة استخدام المدخلات (بذور، أسمدة، أعلاف، وقود).
•تقليل الفاقد بعد الحصاد والصيد.
خامساً: بناء القدرات وتنمية المهارات:
•تنمية مهارات المزارعين والصيادين والعاملين في القطاعات الثلاثة.
•تفعيل مراكز الإرشاد الزراعي والسمكي.
•تدريب مرشدين زراعيين وصيادين.
•استخدام التقنيات الحديثة في بناء وتنمية المهارات الإرشادية.
سادساً: تعزيز الأمن الغذائي والاستدامة البيئية:
•المساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء.
•الحفاظ على البيئة البحرية والموارد الطبيعية.
•توفير فرص عمل جديدة في القطاعين الزراعي والسمكي.
•زيادة دخل المزارعين والصيادين.
برنامج الإعلام الزراعي والسمكي
كان الشهيد الدكتور رضوان الرباعي مدركًا أن الإعلام شريك رئيسي في أي عملية تنموية، وأن الزراعة والثروة السمكية بحاجة إلى خطاب إعلامي واعٍ يعكس أهميتها ويحفّز المجتمع للانخراط فيها. من هذا المنطلق عمل على تطوير برنامج الإعلام الزراعي والسمكي كرؤية استراتيجية تهدف إلى رفع الوعي العام، ونقل المعرفة، وتوثيق النجاحات، وتحفيز المبادرات المجتمعية. لقد كان يؤمن أن الكلمة والصورة يمكن أن تغيّرا الواقع، وأن الإعلام الزراعي والسمكي ليس مجرد نشر أخبار، بل هو أداة لصناعة الحدث،وتغيير وعي المجتمع نحو الإنتاج والاكتفاء الذاتي وبناء الاقتصاد المقاوم.
أهداف ونتائج البرنامج:
•رفع وعي المجتمع بأهمية المنتج المحلي وتشجيعه.
•نقل المعرفة الزراعية والسمكية والمائية عبر كافة الوسائل الإعلامية.
•نشر قصص النجاح والتركيز على المنتجات الأساسية.
•نقل الإرشادات للمزارعين والصيادين والمجتمع.
•تحسين صورة القطاعات الثلاثة (الزراعة – الثروة السمكية – الموارد المائية) لدى المجتمع.
•استنهاض المجتمع وتحشيده نحو المبادرات الزراعية والسمكية.
•مواكبة كافة القطاعات إعلاميًا.
•نشر المعلومات والتقارير.
برنامج تحسين وتطوير أداء الأبحاث
أدرك الشهيد الدكتور رضوان الرباعي أن النهضة الزراعية والسمكية لا يمكن أن تتحقق من دون قاعدة بحثية قوية، وأن البحث العلمي هو المحرك الأساسي لأي عملية تطوير مستدامة. لقد عمل على إعداد برنامج تحسين وتطوير أداء الأبحاث برؤية استراتيجية ترتكز على ربط البحث العلمي بالواقع الإنتاجي والتنموي، وجعل مخرجاته قابلة للتطبيق في الحقول والمزارع والسواحل. كان يؤمن أن الاستثمار في البحث العلمي ليس ترفًا، بل ضرورة وطنية لبناء اقتصاد منتج ومقاوم يواجه التحديات ويبتكر الحلول من داخل البيئة المحلية.
أهمية البرنامج:
•يمثل الأساس العلمي لتطوير السياسات الزراعية والسمكية.
•يربط بين الجامعات والمراكز البحثية والقطاع الإنتاجي.
•يضمن إدخال تقنيات وأساليب حديثة تتناسب مع البيئة اليمنية.
•يوفر حلولًا عملية لمشكلات المزارعين والصيادين.
•يسهم في تقليل الاعتماد على الاستيراد من خلال تطوير بدائل محلية.
•يدعم متخذي القرار بمعلومات ودراسات دقيقة لبناء استراتيجيات فاعلة.
أهداف البرنامج:
- رفع كفاءة البحث العلمي في المجالات الزراعية والسمكية والمائية.
- تطوير البنية التحتية للمراكز البحثية وتجهيزها بالتقنيات اللازمة.
- توجيه الأبحاث نحو الأولويات الوطنية (الغذاء، والدواء، والكساء) واستدامة الموارد.
- إيجاد قاعدة بيانات علمية تدعم القرارات والسياسات الزراعية.
- تحفيز الباحثين وإيجاد بيئة مشجعة على الإبداع والابتكار.
- تعزيز الشراكة بين المؤسسات البحثية والقطاع الإنتاجي بما يضمن نقل نتائج الأبحاث إلى الميدان.
- نشر ثقافة البحث العلمي لدى الطلاب والكوادر الزراعية والسمكية.
- إيجاد حلول محلية للتحديات مثل: ضعف الإنتاجية، تخفيض الكلفة، مكافحة الآفات والأمراض الزراعية والحيوانية.
جهود الشهيد الدكتور رضوان الرباعي:
بذل الشهيد الرباعي جهودًا استثنائية في تأسيس وتفعيل هذه البرنامج، حيث كان يسهر الليالي لإعداد الاستراتيجيات والخطط البحثية، ويولي اهتمامًا كبيرًا لتطوير المراكز العلمية وربطها بواقع المزارعين والصيادين. لم يكتفِ بالجانب النظري، بل كان يلتقي بالباحثين والأكاديميين، ويجتمع مع رؤساء الجامعات وعمداء الكليات، ويحثّهم دائمًا على ضرورة ربط الأبحاث والدراسات والرسائل العلمية – سواء في الماجستير أو الدكتوراه – بالأولويات الوطنية الملحة مثل محاصيل الحبوب، والبقوليات، ومكافحة الآفات، وتحسين جودة المنتجات، وزيادة الإنتاجية، وتخفيض كلفة الإنتاج.
كما كان يشجع الطلاب والباحثين على توجيه دراساتهم نحو هذه الأولويات، ويعمل على دعمهم عمليًا ومعنويًا، حيث وفر لهم مقاعد مجانية ومنحًا بحثية لكل من يكرّس جهده لخدمة هذه المجالات، إضافة إلى اهتمامه بدعم الأبحاث في مجال التقنيات الحديثة. ولم يتوقف عند ذلك، بل كان يسعى جاهدًا إلى تحديث وتطوير البنية التحتية للمعامل والمختبرات البحثية، وتزويدها بالتقنيات المتقدمة لتواكب احتياجات المرحلة وتدعم الباحثين في إنتاج نتائج علمية دقيقة قابلة للتطبيق.
لقد كان يرى أن البحث العلمي هو سلاح اليمنيين لمواجهة التحديات الاقتصادية والسيادية، لذلك جعل من هذا البرنامج حجر الزاوية في مشروعه التنموي الشامل، إيمانًا منه بأن العلم والمعرفة هما أساس الاكتفاء الذاتي وبناء اقتصاد وطني قوي.