صحافةمقالات

محصول العنب يحتاج إلى خطط مشتركة بين الحكومة والتجار لتسويقه على النطاق الإقليمي

مدير مكتب الزراعة والري في محافظة صنعاء المهندس علي القيري في حوار مع “اليمن الزراعية”

محصول العنب يحتاج إلى خطط مشتركة بين الحكومة والتجار لتسويقه على النطاق الإقليمي

اليمن الزراعية – حاوره الحسين اليزيدي

يعاني مزارعو العنب من الإهمال منذ عشرات السنين، وهو ما أدى إلى التراجع الاقتصادي في هذا المحصول الهام.

ويسعى مكتب الزراعة في محافظة صنعاء ضمن خطط 1445هـ إلى زراعة ملايين من شتلات العنب وتوزيعها على المزارعين في كل مديريات المحافظة، بهدف الحفاظ على زراعة العنب والتوسع في زراعته، وإلى إسناد المزارعين وتقديم الخدمات المتاحة والممكنة.

 نستعرض في هذا الحوار مع مدير مكتب الزراعة والري في محافظة صنعاء المهندس علي القيري واقع زراعة العنب وأهم الصعوبات التي يواجهها المزارعون.

إلى نص الحوار

تمتاز محافظة صنعاء بزراعة العنب.. ماهي المقومات التي جعلت منها سلة عنب اليمن؟

تعتبر محافظة صنعاء من أهم المحافظات لإنتاج وزراعة العنب، هناك مساحات كبيرة خصوصاً في مديرية بني حشيش، وجزء من خولان الطيان وسنحان، وجزء من مديرية الطيال، نظراً لمواءمة أجواء صنعاء مع الأجواء المشجعة التي يزرع فيها العنب، بالإضافة لاستهلاك العنب مياه أقل بكثير من بقية المحاصيل.. كل ذلك دفع المزارعون للتمسك بزراعة العنب منذ القدم أباً عن جد.

 كم المساحة المزروعة بالعنب؟ وهل لديكم احصائيات عن كميات الإنتاج؟

وفقا للإحصاء الزراعي للعام 2021م فقد بلغت المساحة المزروعة بالعنب حوالي9258 هكتارا  وكمية الإنتاج  112253 طنا ً وإنما معروف أن مديرية بني حشيش أغلب أراضيها تزرع العنب وأجزاء من مديريات أخرى، حسب تصنيفات وزارة الزراعة تصل إلى ٦٠ صنفاً، ولكن ما هو متعارف عليه هو وجود الأبيض والرازقي والأسود والعاصمي، ويوجد من الحاتمي والبياض عدة أنواع ومن السواد أنواع ومن الرازقي أنواع.

 ظهرت في السنوات الأخيرة وانتشرت أمراض وآفات زراعية أثرت بشكل كبير على شجرة العنب ومنها على سبيل الذكر مرض البياض الزغبي.. حدثنا عن هذه الأمراض وأسباب انتشارها؟

توجد أمراض تنتشر على شجرة العنب ومن أهمها البياض (الجديري) والبياض الزغبي، والبياض الزغبي مرض فطري ينتشر في وجود الرطوبة العالية، وفي حالة السقي بالغمر، لذا هذا المرض ينتشر من حقل الى حقل ويصيب المزروعات وينتشر بشكل كبير، وهذا مالاحظناه خلال السنوات الماضية، فلذلك ننصح المزارعين تجنب السقي بالغمر، والاعتماد على السقي بالري يكون بقدر حاجة النبات، وأثناء الأمطار على المزارعين تصريف المياه عن الأراضي المزروعة، ويجب التخلص من الأوراق والأفرع المصابة ودفنها أو حرقها  بعيداً عن الحقل، كذلك تكون المكافحة لجميع الحقول، لأن مكافحة المرض والآفة في حقل واحد دون الحقول الأخرى لا تفيد ولن تنجح؛ لأن مرض البياض الزغبي ينتقل من حقل إلى آخر وينتشر بشكل كبير.

 الإرشاد الزراعي يعد ركنًا أساسيًا في العملية الزراعية.. ما هو دور الإرشاد في الحفاظ على شجرة العنب وتنميتها؟

لدينا كادر زراعي على مستوى المديريات، وعبر مكاتب الزراعة قمنا بعمل مدارس حقلية بالمشاركة مع الإدارة العامة لوقاية النبات في وزارة الزراعة والإرشاد الزراعي، تقوم بتوعية المزارعين وتبادل الخبرات فيما بينهم، ونحن بدورنا رصدنا في وحدة التمويل مشروع للمدارس الحقلية يُعنى بتوعية المزارعين وبالتالي سوف يزداد عدد المدارس الحقلية في محافظة صنعاء وفي مناطق زراعة العنب، حيث تضم المدرسة الحقلية من 15 إلى 20 مزارعاً، ولدينا حالياً توجه للعمل في مشروع لتقوية المدارس الحقلية في محافظة صنعاء ومدها بالخبرات، توجد 5 مدارس حقلية للعنب في ومدرسة واحدة في خولان.

يشكو معظم مزارعين العنب من عدم فاعلية المبيدات الخاصة بمرض البياض الزغبي، واختفاء المبيدات المناسبة ذات الفاعلية؟

للإرشاد الزراعي دور كبير في خلق وعي المزارعين، ونظرًا لقلة المرشدين الزراعيين مؤسسة بنيان تبنت تأهيل مرشدين زراعيين عبر دورات من شهرين إلى ثلاثة أشهر، ويعود هؤلاء كمرشدين زراعيين في عزلهم، في قراهم، ويقومون بتشكيل مدارس حقلية تعزز التواصل وتبادل الخبرات بين المزارعين، فأصبح هناك كادر كبير من المرشدين الزراعيين بالتنسيق مع مكاتب الزراعة يعملون الآن في الميدان وهؤلاء على كاهلهم توعية المزارعين بالطرق الصحيحة لمكافحة الآفات والامراض الزراعية.

المبيدات النحاسية هي التي تكافح هذا المرض وهي موجودة، ولكن على المزارعين تغيير المبيدات من سنة إلى آخر، في نوعية المبيد بسبب اكتساب المرض، أو الآفة تكتسب مناعة مقاومة ضد المبيد، لذلك وجب تغيير المبيد من سنة إلى أخرى، خاصة المبيدات الحشرية.

ولدينا مهندسين زراعيين على مستوى مكاتب الزراعة في المديريات في أتم الاستعداد لتقديم خدمات الإرشاد للمزارعين.

تسويق العنب إحدى الحلقات المفقودة والتي أثرت بشكل كبير على زراعة العنب .. أين دوركم في تنظيم وتفعيل تسويق العنب؟

التسويق هو السلسلة الأصعب التي تواجه المحاصيل الزراعية بشكل عام، ويمثل باعتقادي 50% من جانب التنمية الزراعية، نحن بدورنا في مكتب الزراعة والري بمحافظة صنعاء أقحمنا جمعية القطاع الشمالي في المحافظة للتشبيك مع مزارعي تسويق الزبيب، كما ندعو رؤوس الأموال إلى اسناد المزارعين بالطاقات الشمسية ومستلزمات الانتاج من مبيدات وأسمدة وغيرها كقروض مؤجلة. ولا ننسى أن محصول العنب يحتاج إلى خطط وآليات مشتركة بين الجانب الحكومي والتجار لتسويقه على المستوى الإقليمي، وليس اليمن فقط نظراً لميزات العنب والزبيب اليمني على ما دونه في البلدان الأخرى.

 هل سنرى يوماً ما سوقاً مركزية لزراعة العنب؟

نأمل أن يحدث ذلك كما هو توجهنا الآن لعمل سوق مركزية للبن، وفي هذا الصدد بدأنا بالحديث مع الجهات المانحة لعمل سوق مركزي في بني حشيش والحتارش وبإذن الله ينجح هذا التوجه، لأن السوق المركزية للعنب سيحمي حق كل الأطراف في سلسة القيمة المزارع والمستهلك والتاجر.

هناك شكاوى من مزارعي العنب في بني حشيش عن دفع مبالغ مالية كبيرة في سوق ذهبان 2500 ريال على كل سيارة للبوابة، 7000ريال رسوم مكتب، 500ريال حق الدلال على كل سلة ما هي الخطوات التي قمتم بها او ستقومون بها للتخفيف من معاناة المزارع؟

اجتمع يوم الثلاثاء جمعية القطاع الغربي مع الاتحاد التعاوني الزراعي وإدارة التسويق الزراعي للنقاش والتحادث لإيجاد الحلول في الصعوبات التي تواجه المزارعين، وسنسعى نحن بدورنا إلى تقديم ما نستطيع تقديمه بالمتاح والممكن، لأجل تسهيل العملية التسويقية للمزارعين بشكل عام ولمزارعين العنب بشكل خاص.

لماذا لا توجد جمعيات في محافظة صنعاء لمزارعي العنب أسوةً بجمعيات البن والحبوب؟

يفترض أن يكون هذا الأمر، وقد طرحنا في عديد من الاجتماعات والنقاشات أهمية الجمعيات المتخصصة، وبالتالي تستطيع هذه الجمعيات أن تدير العملية الإنتاجية والتسويقية بالشكل الصحيح.

الزبيب أحد منتجات العنب والتي تشتهر بها اليمن .. حدثنا عن هذا المنتج وكم الكميات التي يتم تحويلها إلى زبيب؟

انتاج المزارعين في بني حشيش ما يقارب 15 ألف طن و 10 آلاف طن في بقية المديريات، بحسب معلوماتنا الواردة من جمعية القطاع الشمالي ومكاتب الزراعة في تلك المديريات.

الزبيب المستورد واحد من الأسباب التي أثرت على أسعار الزبيب المحلي .. لماذا لا يتم منع استيراد الزبيب الخارجي ومصادرة ما هو موجود في الأسواق حالياً؟

فيما يخص الزبيب المستورد صدر قرار بمنعه و ما هو متواجد في السوق من الزبيب المستورد خاطبنا الوزارة عن سبب تواجده فأخبرونا بعدم إصدار تصريحات مطلقًا، وأوضحوا أن الكميات المتواجدة في السوق مهربة وللحد من التهريب المسؤولية تقع على عاتق التجار والجهات الأمنية والقطاع الزراعي والمواطنين لمقاطعة مثل تلك المحاصيل المهربة.

هل سنسمع عن المهرجان الوطني للعنب اليمني مستقبلًا؟

هدف مستقبلي نطمح إليه، وكان هذا المقترح ضمن المقترحات التي قدمناها للجهات المختصة في الوزارة واللجنة الزراعية والسمكية العليا، وتأجل الأمر لكن لازلنا نطمح لأن يكون هناك مهرجان للعنب والزبيب اليمني كمهرجان البن والعسل.

ما هي خططكم القادمة للتوسع في زراعة العنب؟

نحن كما قلنا سابقًا بصدد عمل مشروع مع وحدة التمويل الزراعي لإنتاج شتلات زراعية وتوزيعها على المزارعين في كل مديريات المحافظة، بالإضافة إلى أننا قدمنا بإسناد مانحين لـ 120 مزارعاً في بني حشيش (شرعة العنب) التي يعجز كثير من المزارعين من شرائها، وتعد من أهم مدخلات الإنتاج، ونحن في صدد تنظيم زراعة وتسويق العنب بالتعاون مع الجمعيات في الفترات والسنوات القادمة.

محصول-العنب-يحتاج-إلى-خطط-مشتركة-بين-الحكومة-والتجار-لتسويقه-على-النطاق-الإقليمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى