سيف الدين المجدر
عندما نتحدث عن الثورة الزراعية وفكر الاقتصاد المقاوم، فإننا نشير إلى الأثر العظيم الذي يحققه التوجه الثوري في الجانب الزراعي على أرض الواقع فقد توجه أبناء الشعب بفكر وقناعة قوية بأهمية العودة والتركيز على الزراعة، لكونها تمثل جزءًا لا يتجزأ من حضارتنا وتاريخنا…
تعتبر بلادنا واحدة من أفضل البلدان الصالحة للزراعة، وذلك بفضل وجود العوامل المناسبة مثل التنوع المناخي والتضاريس المتنوعة وبعد الثورة العظيمة التي كنست أنظمة الارتهان والعمالة واليوم الإرادة القوية حاضرة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي والقرار قرار يمني بالكامل وإن ارتباطنا الوثيق بالزراعة تؤكد عليه آيات القرآن الكريم ويؤكد عليه التاريخ…
وبفضل تضحيات الشهداء الذين قدموا أرواحهم لله ولخدمة المستضعفين وفداءً للحرية والاستقلال، ونجحنا في الخروج من مستنقع الوصاية القذرة ونجحنا في تحقيق النصر بفضل من الله والآن نحن نملك الشموخ والإرادة المتطلعة لبناء بلد قوي يقف صامدًا أمام مكائد الأعداء والمنافقين.
وقد تواجهنا تحديات اقتصادية كبيرة في ظل الظروف الراهنة، وقد يتعرض اقتصادنا لعقوبات اقتصادية ترغمنا على الاعتماد على أنفسنا بشكل أكبر وهنا يأتي دور الزراعة والاقتصاد الزراعي في تعزيز سيادة بلدنا فالزراعة ليست مجرد مورد غذائي، بل هي أساس للاستقرار الاقتصادي والتنمية المستدامة.
تعمل اللجنة الزراعية والسمكية العليا على دعم وتطوير القطاع الزراعي عبر خطط وبرامج فاعلة في الميدان تعمل على تحسين جودة المحاصيل والمنتجات الزراعية وعملية التسويق المثالية وتركز اللجنة على تعزيز التكنولوجيا الزراعية وبناء الممارسات السليمة المستدامة، مما يساهم في زيادة إنتاجية القطاع الزراعي وتحسين دخل المزارعين
وكذلك تقوم بالتعاون مع كل المؤسسات والجهات الفاعلة في هذا الجانب مثل مؤسسة بنيان التنموية والتي تقوم بدور عظيم في بناء المجتمعات وبناء الفكر ذلك الفكر الذي يجد الزراعة وسيلة الخلاص من أغلال الهيمنة الاقتصادية الغربية.
وتأتي أهمية الزراعة والاقتصاد الزراعي في تعزيز سيادة بلدنا وبالاعتماد على الزراعة، نستطيع تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الغذاء وتوفير فرص عمل للمزارعين بالإضافة إلى ذلك، يمكننا تحقيق توازن التجارة الخارجية وعدم اعتمادنا على الواردات الزراعية..
علاوة على ذلك، يسهم الاقتصاد الزراعي في تنمية البنية التحتية الريفية وتحسين مستوى المعيشة في المناطق الريفية ويعمل القطاع الزراعي كمحرك للتنمية الاقتصادية المستدامة، حيث يدعم قطاعات أخرى مثل الصناعة الغذائية والتجارة والنقل.
والزراعة والاقتصاد الزراعي يمثلان أساسًا حيويًا لسيادة لبلادنا من خلال تعزيز الزراعة المحلية وتطوير القطاع الزراعي، نستطيع تحقيق الاكتفاء الذاتي وتحقيق استقلالية اقتصادية لذا، يجب علينا أن نركز على دعم الزراعة وتعزيز الاستثمار في هذا القطاع الحيوي، لمستقبل أقوى وأكثر استدامة لبلادنا وأمتنا.
وكما حققنا انجازات نوعية في المسارات العسكرية والأمنية نحن اليوم نحقق انتصارات نوعية في مسار الاكتفاء الذاتي الذي يعتبر من أهم مقومات الأمن القومي وهي من أهم الموجهات التي يؤكد عليها قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطابته العظيمة، وبتعاوننا جميعاً سوف يكون الهدف محقق بإذن الله سبحانه تعالى…
