حواراتصحافة

رئيس الهيئة العامة لتطوير تهامة الأستاذ علي قاضي هزاع في حوار مع “اليمن الزراعية”

هناك قفزات نوعية في انتاج المحاصيل و نهضة زراعية كبيرة في مجال قنوات الري ولدينا 57 مركزاً ارشادياً نعمل على تفعيلها في السهل التهامي

أكد رئيس الهيئة العامة لتطوير تهامة الأستاذ علي قاضي هزاع أن تهامة تنتج أكثر من 40% من الناتج المحلي لليمن في القطاعين النباتي والحيواني وتُزرع فيها جميع المحاصيل الزراعية على مدار العام.
وأشار في حوار خاص مع صحيفة “اليمن الزراعية” إلى أن الإنسان التهامي يمتلك مهارات زراعية متوارثة عبر الأجيال، وأن واقع الزراعة في تهامة يتحسن يومًا بعد يوم، وهناك قفزات نوعية في إنتاج المحاصيل، مثل الحبوب والخضروات والفواكه، إضافة إلى الثروة الحيوانية.

حاوره مدير التحرير

بدايةً، كيف تقيّمون أهمية تهامة اقتصاديًا وغذائيًا لليمن؟
تهامة تُعد سلة الغذاء لكل اليمنيين، وتمثل رافدًا اقتصاديًا مهمًا في الجانب الزراعي، فالسهل التهامي يمتد من ميدي شمالًا إلى المخاء جنوبًا، إضافة إلى سفوح الجبال لعدد من المحافظات، منها حجة، وريمة، وذمار، ما يضفي تنوعًا جغرافيًا وزراعيًا.
وتنتج تهامة أكثر من 40% من الناتج المحلي للبلد في القطاعين النباتي والحيواني، وتُزرع فيها جميع المحاصيل الزراعية على مدار العام، سواء في الموسم الخريفي أو الصيفي أو الشتوي أو الربيعي، كما تمتاز بخصوبة تربتها في الوديان وقيعان الوديان والدلتا، إضافة إلى الصحاري والكثبان الرملية والحواز التي تشتهر بزراعة محاصيل أخرى.
ما أبرز المقومات التي جعلت القيادة تولي تهامة هذا الاهتمام؟
هناك عدة مقومات جعلت تهامة محط اهتمام القيادة، في مقدمتها الأرض الخصبة الواسعة، حيث تبلغ مساحة تهامة مليونين ومئتي ألف هكتار، ما يجعلها قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي، إضافة إلى توافر المياه، والإنسان المرتبط بالأرض، فالإنسان التهامي يمتلك مهارات زراعية متوارثة عبر الأجيال، وقد طوّر هذه المهارات من خلال ممارسات صحيحة وتجارب ناجحة نُقلت بين المزارعين والجمعيات الزراعية، كما أن التدريب والتأهيل المستمر للمزارع يعزز قدراته في الري، واختيار البذور، وتحديد مواسم الزراعة، والتخزين، والحصاد، والتسويق، والاستهلاك، ما يجعل الإنسان محور التنمية الزراعية.
كيف تصفون واقع الزراعة في تهامة حاليًا في ظل التحديات القائمة؟
واقع الزراعة في تهامة يتحسن يومًا بعد يوم، وهناك قفزات نوعية في إنتاج المحاصيل، مثل الحبوب والخضروات والفواكه، إضافة إلى الثروة الحيوانية، ورغم وجود بعض التحديات، إلا أنها قابلة للحل من خلال تنظيم العمل الزراعي، والتدريب، والاستفادة من الموارد المتاحة، وهدفنا هو الوصول إلى الاكتفاء الذاتي لأبناء الشعب اليمني، حيث يشهد الواقع الزراعي في السهل التهامي تطورًا ملحوظًا بفضل الجهود المشتركة بين الهيئة، والجمعيات، والاتحاد التعاوني الزراعي.
كم عدد المديريات النموذجية في تهامة؟ وما المعايير المعتمدة لاختيارها؟
المديريات النموذجية13 مديرية نموذجية في محافظة الحديدة ، وقد تم اختيارها وفق معايير دقيقة، أهمها نجاح التجارب الزراعية، وتوافر الموارد الطبيعية، والخبرات الزراعية، ووجود كوادر ومزارعين رواد، إضافة إلى وجود فرسان تنمية، وجمعيات زراعية فاعلة ونشطة، وكذلك وجود مديري مديريات فاعلين ومتحركين في الميدان.
ما أهمية الجمعيات التعاونية الزراعية في النهوض بالقطاع الزراعي والتنموي في تهامة؟
أهمية الجمعيات الزراعية كبيرة في تنمية الجانب الزراعي، وهي تمثل إرثًا سابقًا، إلا أن السياسات المتعاقبة خلال العقود الماضية عملت على إضعاف هذا الإرث، وتحويل المجتمع من مجتمع مبادر يعتمد على نفسه إلى مجتمع متكل لا يهتم بموارده ولا ينمي موارده الطبيعية.
وتكمن أهمية الجمعيات في كونها تسهم في تنمية الإنتاج الزراعي، وتعزيز التعاون بين المزارعين في إطار المجموعة والجمعية، إضافة إلى اكتساب الخبرات ونقل التجارب، والمساهمة في تخفيض كلف الإنتاج من خلال التجمعات ومشتريات الجمعيات من الطاقة الشمسية، والأدوات، والمدخلات الزراعية.
كما أن للجمعيات دورًا محوريًا في تكاتف المجتمع وإعادة بناء النسيج الاجتماعي الزراعي، حيث يحقق العمل الجماعي نتائج كبيرة مقارنة بالعمل الفردي المحدود، ويسهم وجود مجموعات تابعة للجمعيات في تنظيم مواسم الزراعة، والحراثة، وعمليات التنظيم، والرعاية، والحماية، والإنشاء، وجميع مكونات العمل الزراعي.
دعنا نتحدث عن أبرز سلاسل القيمة الزراعية التي تمتاز بها تهامة حاليًا؟
أبرز سلاسل القيمة الزراعية في تهامة هي الحبوب، مثل الذرة الشامية، والذرة الرفيعة، والذرة الحمراء، والدخن، تليها الفواكه بمختلف أنواعها، مثل المانجو، والموز، والشمام، والجوافة.
كما تشمل المحاصيل النقدية، ومنها القطن، والسمسم الأحمر والأبيض، إضافة إلى محصول النخيل الذي تشتهر به تهامة منذ القدم، والبقوليات بأنواعها، ومن أهمها فول الصويا الذي يُعد محصولًا جديدًا.
وتشمل سلاسل القيمة كذلك الألبان، والأعلاف، والعسل، والأشجار والحراجيات، والخضروات مثل الطماطم والبطيخ، إضافة إلى سلسلة اللحوم والجلود.
شهدت تهامة توسعًا ملحوظًا خلال الثورة الزراعية الحالية، حدثنا عن طبيعة هذا التوسع ومجالاته؟
خلال الثورة الزراعية، ومنذ بداية العمل عبر تشكيل غرفة طوارئ وادي مور، شهدت تهامة توسعًا كبيرًا في المجالات الزراعية المختلفة، سواء في المجال المائي أو النباتي أو الحيواني.
وشمل هذا التوسع زيادة زراعة المحاصيل الزراعية، مثل الذرة الشامية والدخن والبقوليات، إضافة إلى التوسع في زراعة الأراضي الصالبة التي كانت غير مستغلة، وذلك من خلال التوسع الرأسي والأفقي.
وقد كان هذا التوسع مدروسًا وفق دراسات وخطط وبرامج عملية، وبشراكة بين الهيئة العامة لتطوير تهامة، واللجنة الزراعية والسمكية العليا، ووزارة الزراعة والري آنذاك، والجمعيات، والاتحاد التعاوني الزراعي.
ومن أبرز ثمار هذه الثورة تنظيف وإصلاح القنوات المائية ومجاري الوديان، وتنفيذ برنامج الري الطارئ، ومشروع زراعة الكثبان الرملية والأراضي الصالبة.
تشكيل المجاميع الإنتاجية يُعد توجهًا محوريًا داخل الجمعيات.. ما أهميته الاقتصادية والتنظيمية؟
جاءت فكرة المجاميع الإنتاجية لسد الفجوة بين العمل المؤسسي والميدان، حيث تُعد من أهم البرامج التي تنظم المزارعين، وتطور قدراتهم، وتنسق جهودهم ضمن إطار علمي مدروس، وتضم كل مجموعة ما بين 20 إلى 30 مزارعًا نموذجيًا، ويشرف عليهم ميسّر متخصص، وتكمن أهميتها في نقل الخبرات، ورفع مهارات المزارعين، وتحويلهم إلى منتجين محترفين، إضافة إلى توثيق البيانات الزراعية وإيصال الخدمات بسرعة وفاعلية وأصبحت المجاميع الإنتاجية حجر الأساس للعمل الزراعي في الميدان.
ضمن منهجية العمل المعتمدة: التنظيم، الرعاية، الحماية، وأخيرًا الإنشاء.. كيف تشرحون أهمية هذه المبادئ، وكيف سيتم تطبيقها عمليًا على أرض الواقع؟
هذه المصطلحات ذات أهمية كبيرة في العمل التنموي، وهي تُعد من الأشياء الهامة والضرورية التي يتطلب أن يفهمها جميع المزارعين، والجمعيات، وجميع العاملين في القطاع الزراعي والتنموي، فالتنظيم يعمل على الحفاظ على الموارد من الهدر، مثلًا إذا لم يُنظم تسويق المنتجات الزراعية بمختلف أنواعها، وتنظيمها بدءًا من البذرة، وزراعة المحصول، واختيار المواسم، وكذلك التنسيق بين الجمعيات في اليمن بشكل عام، متى يكون زراعة محصول معين في منطقة تهامة، ومتى يكون زراعته في السهول أو المناطق الوسطى، ومتى في منطقة الجوف، بحيث يتم تنظيم العملية الزراعية للاستفادة من المواسم أولًا.
ثانيًا، تجنب تكدس الإنتاج؛ بحيث تكون عملية التسويق الزراعي منظمة يستفيد منها المزارعون، والتجار، والمستهلك.
أما عملية الرعاية فهي جزء من مبادئ العمل التنموي، وتشمل رعاية جميع المقومات والموارد، مثل الثروة الحيوانية، من خلال التغذية والعلاج من الأمراض والأوبئة، بما يزيد الإنتاج من الحليب والمواليد، وكذلك في الجانب النباتي، من خلال رعاية المحاصيل ومكافحة الآفات والتوسع الرأسي.
الحماية تهدف إلى حماية الموارد والمقومات من الإسراف والتبذير، مثل حماية الثروة الحيوانية من ذبح الإناث والصغار، وحماية الأشجار من الاحتطاب الجائر، وحماية الثروة السمكية من الصيد الجائر، وحماية البيئة البحرية من التلوث، ليكون الناتج أكبر وأفضل.
أما الإنشاء فهي عملية تأتي متأخرة، وفي ظل الوضع الحالي تعتبر مكلفة وغير ممكنة حاليًا، وما يتوجب هو حماية ورعاية وصيانة المنشآت الموجودة.
التنظيم، الحماية، الرعاية، والإنشاء يجب أن يكون لها دور كبير في تفعيل المجاميع الزراعية، والمدارس الحقلية، وجميع الأعمال التي سيتم تنفيذها قريبًا أو تم تنفيذها الآن، وسيتم الاستمرار في تشكيل المجاميع الزراعية في جميع الجمعيات.
في إطار رؤية القيادة الزراعية للتوسع الرأسي، والتي تشمل خفض الكلفة، وتحسين الجودة، وزيادة الإنتاج، كيف ستعمل الهيئة على تحقيق هذه الرؤية في تهامة؟
التوسع الرأسي: زيادة الإنتاجية في نفس المساحة، من خلال تحسين أساليب الري والتسميد، واختيار البذور المحسنة والنقية، وتنفيذ العمليات الزراعية بدقة وانتظام، والاهتمام بتحسين الجودة، والعمل على تخفيض تكاليف الإنتاج.
التوسع الأفقي: استصلاح أراضٍ صالحة للزراعة لم تُزرع سابقًا، وتنظيف القنوات المائية، وإيصال المياه إلى الأراضي المحرومة.
كما تم التركيز على تعزيز الإرشاد الزراعي ونقل الخبرات للمزارعين، واختيار المواسم المناسبة للزراعة، وتحسين طرق التخزين والتسويق.
القيادة الثورية دائمًا ما تؤكد على ضرورة استغلال مياه الأمطار والسيول : ماهي خططكم لتنفيذ هذه الموجهات؟
القيادة الثورية، ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، كان لها توجيهات واضحة في الجانب الزراعي، والاهتمام بالمقومات الزراعية، خصوصًا في السهل التهامي. ومن ضمن هذه التوجيهات الكلمة التي ألقاها لأبناء محافظة الحديدة، والتي أكد فيها أن المقومات موجودة، والماء موجود، والثروة الحيوانية موجودة، والأرض موجودة، بل وأكد أن البركة موجودة أيضًا.
المقومات الموجودة في السهل التهامي لا تتوفر في بقية المحافظات بنفس الشكل، ولذلك يجب تنفيذ هذه التوجيهات وتفعيل المقومات، فالأرض يجب أن تُستصلح، ويجب زراعة جميع الأراضي الزراعية، سواء في قيعان الوديان، ودلتا الوديان التي تُعد من أخصب الأراضي الزراعية.
الوديان في السهل التهامي من أشهر الأودية في الجزيرة العربية، ومنها وادي مور الذي يُعتبر ميزاب اليمن الغربي، وتبلغ مساحته أكثر من 56 ألف هكتار، وكذلك وادي سردود، وهو من أخصب الوديان ويشتهر بالعديد من المحاصيل الزراعية، وتغطيه المياه على مساحة تزيد عن 25 ألف هكتار، إضافة إلى وادي سهام، ووادي زبيد، ووادي رماع.. هذه أودية كبيرة تصل إليها السيول والفيضانات من الجبال سنويًا وتغطي معظم الأراضي الزراعية.
كما توجد كثبان رملية ووديان بينية وفرعية، حيث تُزرع سنويًا اعتمادًا على الأمطار والزراعة المطرية، ويُزرع فيها الدخن والبقوليات مثل اللوبيا، مع تحميل البقوليات في الموسم الخريفي.
الاهتمام بالمقومات الزراعية يشمل أيضًا الثروة الحيوانية، باعتبارها رديفًا مهمًا للجانب الزراعي، ولها دور كبير في تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي، خصوصًا في اللحوم ومشتقاتها، إضافة إلى المحاصيل النباتية وسلاسل القيمة المتعددة التي تشتهر بها تهامة، والتي تسهم في تخفيض فاتورة الاستيراد.
هل يمكن أن تطلعنا على أبرز القنوات المائية التي تم تنظيفها أو إنشاؤها مؤخرًا، خصوصًا في وادي مور وبقية وديان تهامة؟
القنوات المائية والسدود اشتهر بها اليمنيون منذ القدم، فقد عرف الأجداد تشييد السدود وصيانتها، كما في سد مأرب وغيره، قال تعالى: (لقد كان لسبأٍ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال)، وهذا دليل على أن الأرض كانت خضراء والماء متوفرًا والبركة حاضرة.
وفي السهل التهامي يوجد موسمان للمياه: موسم السيول والفيضانات، وموسم الغيول والعيون الذي يأتي بعد السيول مباشرة، وهذا يتطلب الاهتمام بإنشاء وتنظيف وصيانة القنوات المائية، والسدود، والحواجز التحويلية والترابية والتقليدية.
معنا في السهل التهامي العديد من السدود والحواجز والقنوات الممتدة التي تصل إلى قرابة 20 كيلو وبعضها يصل إلى 40 كيلو، كلها قنوات سواء رئيسية أو فرعية.
وفي وادي مور، تم تنظيف القناة الرئيسية، والقناة الجنوبية التي تغطي ضفة الوادي الجنوبي، والقناة الشمالية التي تغطي ضفة الوادي الشمالي، ولدينا الآن أكثر من 35 فرعًا من الفروع التي تعد امتدادًا للقنوات الرئيسية.
وادي مور كما تعلمون يوجد فيها أفضل القنوات الأروائية على مستوى البلد، وقد تم تنظيف أكثر من 24 كيلومتر في القناة الجنوبية بامتدادين ليصل الطول إلى 48 كيلو، وأكثر من 20 كيلومتر في القناة الشمالية بخطين متوازيين ليصل الإجمالي إلى 40 كيلومتر.
وشملت أعمال التنظيف القنوات الفرعية مثل الدرعانية، والمدبئية، والمأوسية، والهزاعة، وفتح الباري، وغليفقة، والطاهرية، وآدم، والجونية. كما شملت القناة الجنوبية مناطق بدرية ألف، وبدرية باء، وبدرية جيم، والبشيرية، وأسمرة، ومستورة، والواديين، وخليفة، ومور جبيرة، والحرجي. كل القنوات تم تنظيفها بمساهمة مجتمعية وبتعاون مشترك ما بين الجانب الرسمي ممثلاً في الهيئة العامة لتطوير تهامة والجمعيات الزراعية مثل جمعية الزهرة وجمعية اللحية وجميع الجمعيات الممتدة على طول الوادي، كما تم تنظيف وصيانة القنوات في وادي زبيد، مع صيانة أكثر من خمسة حواجز، إضافة إلى القنوات الفرعية مثل البني، والريان، والمنصوري، والجرحزي.
وتم إنشاء أكثر من خمس قنوات جديدة بإسناد مجتمعي وحكومي لإيصال المياه إلى أراضٍ كانت محرومة سابقًا، تنفيذًا لتوجيهات القيادة بالاستفادة من مياه السيول وعدم تركها تذهب إلى البحر، وذلك من خلال إنشاء قنوات جديدة مثل قناة فتح الرحمن التي ستغطي الأراضي الزراعية حتى الساحل، وتليها قناة القاضية وقناة جديدة، وقناة مستورة، والعمل جاري في قناة الحسنية التي تعتبر من القنوات الهامة، واليوم هناك نهضة زراعية كبيرة في مجال قنوات الري، لتغطي مساحات كبيرة وتستفيد من مياه الأمطار والسيول.
حدثنا أكثر عن القناة الجنوبية التي يتم إنشاؤها حاليًا، من الناحية الفنية وأبعادها الاقتصادية والاجتماعية؟
القناة الجنوبية تمتد من نقطة السيفون لمسافة تزيد عن 24 كيلومتر، ويتم تنفيذها بإشراف الهيئة العامة لتطوير تهامة، وبالتعاون مع صندوق الحديدة والمجتمع المحلي.
هذه القناة ستغطي أكثر من 30 ألف معاد، أي ما يعادل أكثر من 17 ألف هكتار، وستسهم في تحسين الوضع الاقتصادي للمزارعين ورفع الإنتاج الزراعي، وخلال الفترة القادمة، سيتم افتتاح قنوات جديدة ومسارات إضافية، بما يحقق استفادة أوسع للمزارعين والمساحات الزراعية.
ما أهمية الإرشاد الزراعي في هذه المرحلة وما دور الجمعيات في تنفيذه؟
الإرشاد الزراعي يُعد من أهم مقومات العمل الزراعي، ويجب تكثيفه، خصوصًا في المرحلة التنموية الحالية، وواقع الإرشاد حاليًا جيد جدًا خصوصًا في ظل العمل التنموي الحالي الذي يتطلب تفعيل إرشاد مجتمعي والاستفادة من خبرات المهندسين والخبرات داخل الجمعيات سواء مزارع نموذجي أو مرشدين زراعيين.
اليوم لدينا 57 مركزًا إرشاديًا نعمل على تفعيلها في السهل التهامي، بحيث تضم مختصين في الثروة النباتية والحيوانية والمائية.
والإرشاد يشمل عمليات الحراثة، والمواعيد الزراعية، واختيار البذور، وما بعد الإنبات، والحصاد، والتخزين، وكلها تحتاج إلى توعية وإرشاد مستمر، وتسعى الهيئة، بالتعاون مع وزارة الزراعة والاتحاد التعاوني والجمعيات، إلى إيصال الإرشاد إلى كل مزارع.
الثروة الحيوانية تمثل رديفًا مهمًا للقطاع النباتي، ما أهميتها في تهامة وكيف يتم العمل على حمايتها؟
الثروة الحيوانية، باعتبارها رديفًا مهمًا للجانب الزراعي، ولها دور كبير في تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي، خصوصًا في اللحوم ومشتقاتها.
لا يخلو بيت في الريف التهامي من الثروة الحيوانية، سواء أبقار أو أغنام أو ماعز، و هذا يجعلنا نعمل على الاهتمام الكبير وأن تصل الخدمات إلى كل بيت ومزارع، وهذا يأتي من خلال المجاميع الإنتاجية والمدارس الحقلية.
وخلال الفترة الماضية تم علاج أكثر من مليون وثلاثمائة ألف رأس ضمن الحملات البيطرية، ونعمل على تعزيز الصحة الحيوانية، وتكثيف التوعية من خلال فرسان وعمال الصحة الحيوانية ليصل البيطري إلى كل حظيرة، ونعمل على تفعيل المجاميع الإنتاجية وإنشاء مدارس حقلية في الجانب الحيواني، خلال الفترة الماضية أنشأنا 40 مدرسة حقلية في جانب الحليب، مما أدى إلى زيادة رأسية الإنتاج بشكل ملحوظ، حيث وصلت الزيادة إلى 30 ألف لتر، حيث كان الإنتاج 120 ألف لتر، ومع التدخل عبر التوعية والإرشاد وصلت الكميات المنتجة إلى 150 ألف لتر، ونؤكد على عدم ذبح الإناث وصغار المواشي لتحقيق تنمية حقيقية وزيادة رأسية في الإنتاج.
ضمن الاستراتيجيات المنفذة، تم التوجه نحو توطين صناعة الألبان ومشتقاته في تهامة، ماذا تحقق حتى الآن؟
استراتيجية الحليب حققت نتائج كبيرة، حيث رفعت مستوى الدخل لدى الأسر المنتجة، ووفرت دخلاً شهريًا تجاوز المليار و400 مليون ريال شهريًا موزعًا على الأسر، وبفضل التعاون بين الهيئة والقطاع الخاص والمزارعين، ارتفع الإنتاج من أقل من عشرة آلاف لتر إلى أكثر من 150 ألف لتر، ما يؤكد نجاح هذه الاستراتيجية في تقليل فاتورة الاستيراد.
هذا النجاح جاء نتيجة التعاون بين جميع شركاء التنمية: هيئة تطوير تهامة، ووزارة الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية، ووزارة الإدارة والتنمية المحلية والريفية، ووزارة الاقتصاد والصناعة والاستثمار، ووزارة المالية، والاتحاد التعاوني الزراعي، ومؤسسة بنيان، والجمعيات التعاونية الزراعية، والقطاع الخاص، والكل قام بدوره في تنفيذ هذه الاستراتيجية، وهذا هو سر النجاح الذي تحقق.
الأعلاف تُعد من أهم مقومات الثروة الحيوانية، ما واقع إنتاجها في تهامة؟
الأعلاف متوفرة بكثرة في تهامة، لكن التحدي كان في إدارتها؛ لذلك تم إنتاج قطاعات (فرامات) أعلاف محلية تنتج نحو ثلاثة أطنان في الساعة، وتم تسليمها لجمعيات زراعية للحد من الفاقد الذي كان يصل إلى 70%.
قامت الهيئة العامة لتطوير تهامة بتسليم فرامات أعلاف لجمعية الزهرة وأخرى لجمعية باجل، ليكون هناك أعمال في الحقول الزراعية، وعدم الهدر، والاستفادة من أعلاف الذرة الشامية والرفيعة والدخن، ونعمل على تكامل الجهود بين جمعيات تهامة والجمعيات في المحافظات المجاورة لتسويق الأعلاف والاستفادة منها.
التسويق يمثل حلقة محورية في سلاسل القيمة، ماذا تم إنجازه في هذا الجانب؟
التنظيم هو أساس التسويق، ويأتي من خلال الإرشاد والتوعية، وقد تم تصدير أكثر من 140 ألف طن من المنتجات الزراعية خلال الموسم الماضي نتيجة التنسيق بين الهيئة ووزارة الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية والمصدرين.
حصل تنظيم للتصدير من خلال الاهتمام بجودة المنتج المحلي، ونعمل مع قطاع التسويق والمصدرين على تنظيم الأسواق، وفحص التعبئة والتغليف، وإنشاء أسواق تجميعية للجمعيات الزراعية، بما يربط المنتج بالمستهلك والمسوق، ويمنع تكدس الإنتاج.
أخيرًا، ما هي خططكم وبرامجكم في الهيئة العامة لتطوير تهامة القادمة؟
الهيئة تنفذ برامج متعددة في الري، والثروة الحيوانية، والنباتية، والتسويق، ولدينا برامج في مجال التسويق من خلال النزول الميداني للتوعية والإرشاد على عمليات القطف والتعبئة والتغليف والتخزين، وورش عمل، وأدلة للمزارعين والمصدرين.
كذلك لدينا خطط لتوسعة قنوات الري سواء في الأودية الرئيسية والفرعية، وإنشاء مراكز بيطرية، وتنفيذ أكثر من 450 مدرسة حقلية في الجانب النباتي، ودعم وإسناد الجمعيات الزراعية بالتدريب والتأهيل، وبرامج مشتركة مع الجهات الرسمية مثل وزارة الزراعة ووحدة التمويل، ومع الجهات المجتمعية، لتحقيق تنمية زراعية مستدامة في تهامة.

تهامة تنتج أكثر من 40% من الناتج المحلي لليمن في القطاعين النباتي والحيواني وتُزرع فيها جميع المحاصيل الزراعية على مدار العام

الواقع الزراعي في السهل التهامي يشهد تطورًا ملحوظًا بفضل الجهود المشتركة بين الهيئة، والجمعيات، والاتحاد التعاوني الزراعي

أبرز سلاسل القيمة الزراعية في تهامة هي الحبوب، مثل الذرة الشامية، والذرة الرفيعة، والذرة الحمراء، والدخن، تليها الفواكه بمختلف أنواعها، مثل المانجو، والموز، والشمام، والجوافة

المجاميع الإنتاجية أصبحت حجر الأساس للعمل الزراعي في الميدان

تم تنظيف القناة الرئيسية في وادي مور والقناة الجنوبية التي تغطي ضفة الوادي الجنوبي، والقناة الشمالية التي تغطي ضفة الوادي الشمالي، ولدينا الآن أكثر من 35 فرعًا من الفروع التي تعد امتدادًا للقنوات الرئيسية

استراتيجية الحليب حققت نتائج كبيرة، حيث رفعت مستوى الدخل لدى الأسر المنتجة، ووفرت دخلاً شهريًا تجاوز المليار و400 مليون ريال شهريًا موزعًا على الأسر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى