تقاريرصحافة

مخــاطـــر وأعبــــاء اقتصـاديـــة

مخــاطـــر وأعبــــاء اقتصـاديـــة

التحطيــب الـجــائــــر

يعاني المزارع جمال كباس وهو من أبناء مديرية صوير بمحافظة عمران من مشكلة التحطيب الجائر الذي تسبب بقلة المراعي للثروة الحيوانية وتراجع انتاجها.

اليمن الزراعية – الحسين اليزيدي

ويقول إن التحطيب الجائر يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة وزيادة الأمراض بين الأهالي في منطقته، وإن الكثيرين هاجروا إلى المدينة بحثاً عن مصدر آخر للعيش بعد أن تصحرت الكثير من الأراضي الزراعية، وكانت النتيجة انخفاض في الاهتمام بالزراعة وتصحر الأراضي الزراعية.
ويعد الغطاء النباتي ثروة وطنية، ومصدراً هاماً لتغطية الاحتياجات الغذائية للثروة الحيوانية، وله دور كبير في حياة السكان، وقد تعامل المجتمع مع هذه الثروة تعاملاً حضارياً منذ القدم، من خلال نظم الحجر، والحمى، ونظم التكامل الزراعي الحراجي، والوقف الإسلامي، والأعراف المجتمعية، وهذه الأنظمة لازالت تحظى باهتمام المزارعين، وأعطت هذه الخبرة الفريدة للإنسانية نموذجاً رائعاً في الحفاظ على الموارد الطبيعية، في مختلف المناطق اليمنية.
وفي هذا الصدد يقول منسق مديرية الخبت في محافظة المحويت بكيل الرزاع إن التحطيب الجائر أثر على المزارعين ومربي الثروة الحيوانية والنحلية، وزاد من ارتفاع عدد الوفيات، وانتشار الفقر في المجتمع وتدني المستوى المعيشي.
ويواصل حديثه لصحيفة “اليمن الزراعية” : “تضررت المديرية في قلة المراعي وزيادة التصحر والدفع نحو الهجرة من الريف إلى الحضر، وأسباب الاحتطاب هو ضعف الوعي المجتمعي بخطورة الاحتطاب، وهذه الأشجار نعمة عظيمة في توفير الغذاء للإنسان وللثروة الحيوانية والنحل، كما أنها تحمي الأراضي الزراعية من الانجراف”.
ويقول الرزاع إن الجمعية في المديرية قدمت جلسات توعوية بأهمية حماية الأشجار المثمرة التي تعود نفعاً للإنسان والثروة الحيوانية في خفض فاتورة الاستيراد وتفعيل مبدأ العرف القبلي في وضع مراقيم لمنع الاحتطاب الجائر للأشجار المثمرة وفرض غرامات على كل دلك بإسناد من الجهات الحكومية في ضبط كل من يخالفها.
وتقدر مساحة الغابات في اليمن بـ 1.5 مليون هكتار بنسبة 3.23%، ومساحة المراعي والتكامل الزراعي الحراجي 22.6 مليون هكتار مشكلة نسبة48.6%، من المساحة الكلية للجمهورية اليمنية، ورغم أهمية الغطاء النباتي، إلا أنه يعاني من سوء الإدارة، والاستخدامات غير المنظمة للسكان المحليين لتلبية احتياجاتهم المتزايدة.
و قد تناقص كماً ونوعاً بشكل كبير، حيث يتعرض إلى استخدام مكثف، وتحطيب مفرط ورعي جائر، وإزالة لإنشاء البنى التحتية والتوسع العمراني والسياحة مما أدى إلى تدهور في بعض المواقع، العاملين في الزراعة ما يقارب 75% من السكان، الغالبية يعمل في تربية أنواع مختلفة من الماشية للاستفادة من لحومها وألبانها.
الثروة الحراجية والرعوية تساهم في دعم اقتصاد الريف الذي يعيش فيه أكثر من 70% من السكان والذي بدوره يدعم الاقتصاد الوطني بمليارات الريالات اذا تم تثمين هذه الموارد.
وتبين من خلال مسح أولي قامت به الهيئة العامة لحماية البيئة بواسطة المهندس عبدالله حمود أبو الفتوح في أغسطس 2018م، وجود 722 مخبز (فرن) في أمانة العاصمة، تستهلك ما يقدر بـ (866 ألف و400 شجرة) في السنة، على اعتبار أن كل مخبز (فرن) يستهلك حمولة سيارتين (مركبة دينا) وكل مركبة تقدر حمولتها بـ50 شجرة، وهذه الأشجار تقضي على مساحة قدرها (780 هكتارا).
هذه النتيجة مؤشر خطير على تدهور أراضي المراعي، وبالتالي فالضرورة تستدعي، احتساب استهلاك بقية المخابز في المحافظات والمدن الأخرى من حطب الوقود، واحتساب الاستهلاك المنزلي لحطب الوقود في المدن والأرياف، واحتساب كمية الفحم الذي يتم إنتاجه من احراق الحطب للاستهلاك المحلي والتصدير حتى تتضح الصورة ويتم معرفة نسبة تدهور أراضي المراعي والغابات وانظمة التكامل الزراعي الحراجي.
ازدهار تجارة الحطب
إن ارتفاع أسعار المشتقات النفطية، والنقص الحاد للغاز المنزلي وانعدامه أحياناً، ساهم في إعادة العديد من الأسر اليمنية إلى الطريقة التقليدية في استخدام حطب الوقود لتجهيز وإعداد الطعام.
وتحولت المخابز إلى استخدام حطب الوقود بدلاً عن الغاز أو الكيروسين، وبالتالي ازدهرت تجارة بيع حطب الوقود من جديد، وأصبح لها أسواقاً رائجة وطلباً متزايداً، ما شكل ذلك ضغوطاً قوية على الغطاء النباتي وعلى أشجار واجهات المنازل وبعض شوارع المدن الحضرية بما في ذلك العاصمة صنعاء، كما تعرضت غابات المانجروف على ساحل البحر الأحمر وفي محمية جزيرة كمران للاقتطاع والتحطيب الجائر، بل ووصل الحال إلى جزيرة سقطرى ذات التنوع النباتي الفريد.
ويقول مدير عام الغابات والمراعي بوزارة الزراعة والري المهندس عبده محمد مدار إن أضرار التحطيب على البيئة بالنسبة للآثار البيئية كثيرة ومتشعبة منها ما يتعلق بالبيئة

أبو الفتوح: 722 فرناً في أمانة العاصمة تستخدم الحطب كوقود

مدار: التحطيب يؤثر على البيئة النباتية والتنوع الحيوي الطبيعي

منسق مديرية الرجم: قلة الوعي المجتمعي تسبب في زيادة ظاهرة الاحتطاب

المواطن كباس: زيادة التصحر في الأراضي الزراعية، والهجرة إلى المدينة أحد أسباب الاحتطاب الجائر

النباتية الزراعية، والتنوع الحيوي الطبيعي وذلك يخص نوع الغطاء النباتي والكائنات الحية من طيور وزواحف وحشرات والحيوانات العاشبة واللاحمة المرتبطة بالنوع النباتي والتي يتراجع وجودها مع انعدام الغطاء النباتي المتعودة عليه ولذلك أثر مدمر على الحياة برمتها.
ويشير إلى أن “الانجرافات التي تتسببها السيول بسبب انعدام الغطاء النباتي الذي يحد من سرعة سيلان الأمطار، وكذلك تتعرض الأراضي الزراعية للانجرافات الريحية والمائية بسب انعدام الغطاء النباتي الذي يحد من سرعة الرياح.
ويضيف أن مخاطر التحطيب على الإنسان المزارع والبيئة التي تنتهي دائماً بالصحراء القاحلة مسببةً تراجعاً في عطاء الأراضي الزراعية وتدهور الثروة الحيوانية وانخفاض إنتاج العسل، وكل تلك العوامل تؤدي إلى انتشار ظاهرة الفقر وهجرة السكان وعدم التوازن الديموغرافي.
ويواصل عبده مدار أنهم بذلوا جهداً لإصدار قانون الغابات، وبالتنسيق مع الإعلام الزراعي قمنا بإنتاج برشورات ومنشورات وفلاشات توعوية، وخاطبنا الوزارات ذات العلاقة بالتعاون لعمل حلول سريع لإنتاج أكبر كمية من الشتلات لتعويض ما تم إزالته.
وقال أبو الفتوح إن الهيئة العامة للبيئة نفذت عدداً من الأنشطة الغابوية في مختلف محافظات الجمهورية اليمنية في مجال إنشاء المشاتل الحراجية، والتي بلغت 53 مشتلاً حراجياً مركزياً وقروياً والتشجير، وتثبيت الكثبان الرملية، وصيانة الأودية، وإدارة المساقط المائية، بالإضافة لتأهيل عدد كبير من الكوادر المؤهلة، ونشر الوعي المجتمعي بأهمية الغابات والبيئة بشكل عام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى