
تفاؤل كبير لتسويق المنتج المحلي ورُقيّ جودته
دشنت الهيئة العامة لتنمية المشاريع الصغيرة والأصغر، بالشراكة مع مؤسسة بنيان التنموية والإدارة العام للحدائق والمنتزهات بأمانة العاصمة، الخميس الماضي افتتاح سوق مبادرة اليمن السعيد في حديقة السبعين.
وتهدف مبادرة السوق لدعم وتسويق منتجات الأسر المنتجة والمشاريع الصغيرة المحلية من الملبوسات والمأكولات، خاصة المشاريع الوطنية التي تسعى لإيجاد مصدر دخل للأسر وتدفع بعجلة الاقتصاد الوطني.
وتمكنت الهيئة العامة لتنمية المشاريع الصغيرة والأصغر بتكاتف الجميع رسمياً وشعبياً من إعداد السوق وتنفيذه، والذي يعتبر أحد المراحل والتدخلات ضمن الحاضنة التسويقية للأسر المنتجة والمشاريع الصغيرة، والتي تزمنت مدتها 6 أشهر، ليتكوّن مجتمعاً مُنتجاً، متماسكاً ومؤثراً الذي انتهجه سوق اليمن السعيد.
صحيفة اليمن الزراعية وقفت مع هذه المبادرة، واستطلعت عن سوق “اليمن السعيد” من زائرين ومنتجين ومسؤولين، فكانت الحصيلة:
اليمن الزراعية – صفية أحمد
يقول رئيس الهيئة العامة لتنمية المشاريع الصغيرة والأصغر الأستاذ أحمد الكبسي إن الهدف من هذه المبادرة يتمثل في إعادة ثقة المجتمع بالمنتجات المحلية عبر رفع جودة منتجات المشاريع، وقدرة منتجاتهم لتحل محل المنتجات الخارجية.
ويشير الكبسي إلى أن المبادرة عبارة عن مصنع لمشاريع إنتاجية صغيرة ناجحة والتي بدورها ستعمل على إعادة اليمن المُنتج كما كان من قبل، ورفع أداء الاقتصاد الوطني، إضافة إلى السعي نحو الاستقلال الاقتصادي.
ويؤكد أن تحديد محتويات الحاضنة له دور مهم جداً لنجاح المشاريع الصغيرة، وبموجب ذلك يتم تحديد محتوياتها بناء على الاحتياجات التي لامسناها لدى المشاريع المتمثلة في: (التمكين المهني، والمعرفي، والدعم الفني، والتشبيك والتواصل، والتسويق ويتضمن كل محتوى مجموعة من الأنشطة، إضافة إلى متابعة تطور ونمو المشاريع وتوجيههم للمسار الصحيح لتحقيق أهدافهم).
وبين أن عدد الأسر المُحتضنة 37 مشروعاً إنتاجياً، والعدد قابل للزيادة عن طريق استقبال جميع المشاريع المُقدمة للانضمام وخضوعها للمقابلة مع لجنة التقديم والاختيار الخاصة بالحاضنة.
ولفت إلى أن دور الحاضنات بشكل عام هو توفير بيئة مثالية لنمو وتطوير المشاريع الصغيرة، ومن أهم الاحتياجات التي لامسناها لدى المشاريع الإنتاجية هي غياب دراسة السوق واحتياجات المستهلكين وانطباعهم والتفاعل معها، اضافة إلى صعوبة الوصول إلى الموردين والتجار والأسواق ومعرفة متطلباتهم لعرض منتجات المشاريع لديهم، ومن هذا المنطلق تم إنشاء السوق المؤقت الخاص ببرنامج الاحتضان والذي يهدف إلى إيجاد تفاعل بين مُلّاك المشاريع و عملائهم مع متابعتهم وتوجيههم لتطوير مشاريعهم ومنتجاتهم وتنظيم زيارات للموردين والتجار والكيانات المقدمة للتسهيلات الخاصة بقطاع المشاريع الصغيرة والأصغر والتي بدورها ستصنع مشاريعاً صغيرة قادرة على النمو والمنافسة في الأسواق.
شريك مساند
من جانبه يقول منسق المشاريع الصغيرة والأسر المنتجة بأمانة العاصمة الأستاذ رشاد الفضيل إن دور مؤسسة بنيان تنسيق وتشبيك وإسناد الشركاء للقيام بأدوارهم، والمبادرة هي تجربة سعينا نحن والشركاء الآخرون من خلال الدراسات الموضوعة ليتم نقلها كنموذج لبقية مديريات العاصمة.
ويضيف: “نتوجه نحن والشركاء لتحفيز بقية الشركاء على التوجه نحو فتح العديد من المساحات التسويقية”، مشيراً إلى أن المؤسسة تعمل ضمن سلسلة قيمة فيما يتعلق بالإنتاج لحد الشركاء، حيث يختلف الشركاء باختلاف الأنشطة القائمة. وفيما يتعلق بسوق مبادرة اليمن السعيد يقول الفضيل: “من مخرجات الجمعيات التعاونية التي تعمل على توجيه الأسر المنتجة بما يخدم الأولويات الوطنية المتعلقة بالغذاء والدواء والملبس، ونحن نضع هذه الجمعيات في مقدمة مراحل المشاريع، ويعقبه سوق الخميس المسوّق الأول للمنتجات والمستقبل للأسر المنتجة الراغبة لتطوير نفسها من التدبير المنزلي إلى الإنتاج التجاري، وهذا الإنتاج يتم تطويره وتقديم الدعم الفني والتسويقي حتى يصبح مضمون المنتج نفسه راقٍ وقابل للانتقال لمبادرة اليمن السعيد، وهذا التسلسل الذي يعمل على تطوير منتجاتنا الوطنية”.
تفاؤل ومنافسة
بدورها تقول رقية الديلمي إحدى الأسر المشاركة بالسوق صاحبة مشروع سبأ كلين للمنظفات والمعقمات إن هذا السوق سيكون فاتحة خير على جميع الأسر المتواجدة، ومن خلال هذا السوق نستطيع تقديم منتجاتنا ونعرف كيف نطورها حتى تصبح أعلى جودة من المنتجات الخارجية.
وتضيف: “نحن متفائلون لتقبل وتشجيع واسع من المستهلكين والموردين لمنتجاتنا”.
وتشير أمل الشوتري صاحبة معمل الأمل لصناعة الجلديات إلى أن مشروعها هو النهوض بالاقتصاد الوطني عن طريق أخذ الموارد المحلية اليمنية من الجلود واستثمارها في الصناعة منها صناعة الأحزمة والملابس والحقائب.
وتؤكد أن الجلود المستخدمة محلياً 100% والتي يتم التنسيق مع مسالخ وتشتري منهم الجلد وتُعيد دباغته في الحديدة.
وتشير الشوتري إلى أن اظهار الصناعة اليمنية بشكل راقٍ هو أحد أهداف المشاركة في سوق اليمن السعيد.
خطوة نجاحه
أم محمد مروان إحدى الزائرات للسوق تقول: هذا السوق ممتاز جداً أولاً: لأنه يشجع المنتجات المحلية حتى أنني اتكلم عن تجربتي باستخدامي لبعض المنتجات هُنا وكانت أفضل من المنتجات المُصنعة خارجياً، ثانياً أن هذا المعرض يضم منتجات متنوعة وخاماتها ممتازة للغاية، تشجعت فعلاً أنني ابدأ بمشروع خاص بي وانضم لهذا السوق..
الكبسي: الهدف الرئيسي من مبادرة اليمن السعيد هو إعادة ثقة المجتمع بالمنتجات المحلية
الفضيل: مبادرة سوق اليمن السعيد من مخرجات الجمعيات التعاونية التي تعمل على توجيه الأسر المنتجة
الديلمي: السوق فاتحة خير على جميع الأسر المنتجة
الشوتري: إظهار الصناعة اليمنية بشكل راق هو هدف المشاركة في السوق

