إرشاداتصحافة

الفواكه اليمنية… جودة، تنوع، ومستقبل مزدهر

أيمن الرماح

تُعد الفواكه اليمنية من أبرز الكنوز الزراعية التي اشتهرت بها البلاد عبر العصور، فهي ليست مجرد منتجات غذائية، بل تمثل جزءًا من هوية اليمن وثرائه الطبيعي. وبفضل تنوع المناخات بين السهول والجبال والمرتفعات والصحارى، أصبحت الأراضي اليمنية ميدانًا خصبًا لإنتاج أصناف متعددة من الفواكه ذات الجودة العالية والقيمة الغذائية المتميزة.
فالعنب اليمني بأنواعه مثل “البياض” و”الرازقي” و”العاصمي ” و” الأسود” ذائع الصيت بحلاوته وجودته، والرمان يبرز بلونه الزاهي وطعمه الفريد. أما المرتفعات الباردة فتزدهر بالتفاح والمشمش والعنبرود والسفرجل، فيما تنتشر في السهول محاصيل الموز والمانجو والجوافة، وتشتهر الصحارى بالتمر والحبحب، بينما يضفي البرتقال نكهة وحيوية خاصة على الأسواق المحلية. وما يميز هذه الفواكه أنها تُزرع في بيئات نقية بعيدة عن الإفراط في المواد الكيميائية، الأمر الذي يمنحها قيمة غذائية عالية ويجعلها مطلوبة محليًا وخارجيًا.
غير أن تطوير هذا القطاع الحيوي يتطلب جهودًا عملية تشمل تنظيم الأسواق وضبط الأسعار بما يحقق التوازن بين المزارع والمستهلك، إضافة إلى إنشاء معارض وأسواق موسمية تُبرز تنوع الأصناف وجودتها وتجذب المشترين من مختلف الجهات. كما أن اعتماد استراتيجيات تسويقية حديثة يُعد ضرورة، بدءًا من بناء علامة تجارية قوية، مرورًا بالتعبئة الجذابة، وصولًا إلى الترويج عبر الوسائل الإعلامية والمنصات الرقمية، بما يفتح آفاقًا واسعة للوصول إلى أسواق جديدة. ويُعزز ذلك استخدام المخازن المبردة والتقنيات الحديثة لتقليل الفاقد وضمان استمرار العرض على مدار العام.
أما مستقبل الفواكه اليمنية فيرتبط بالتوسع الكبير في الرقعة الزراعية وتطبيق السياسات العامة والقوانين الداعمة للقطاع، إلى جانب تقديم الدعم المباشر للمزارعين عبر التقنيات والإرشاد الزراعي والتمويل. هذا النهج لا يضمن فقط استدامة الإنتاج، بل يعزز مكانة الفواكه اليمنية محليًا ودوليًا، ويحولها إلى رافد اقتصادي استراتيجي يُجسد ثراء الأرض وكرم الطبيعة في اليمن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى