قصص نجاح

شاب يمني يبتكر خط إنتاج تنظيف وتغليف التين الشوكي

اليمن الزراعية – الحسين اليزيدي

إنها اليمن بلد العقول والابتكارات، وساحة المجد الذي لا ينتهي، والتاريخ الحاضر التليد.
لا يمر يوم وآخر إلا ونسمع عن خبر سار يبهج الأنفس والأرواح، فما بين الفرط صوتي وتوشكا، تُخلق الابتكارات اليمنية في مختلف المجالات، فها هو الشاب فتح الرحمن الجسار، يتحول من بائع متجول للبلس (التين الشوكي) بعربته المتهالكة إلى مصدر للتين الشوكي بكميات هائلة بعد أن أخرج للنور ابتكاراً كخط إنتاج، وفرز وتنظيف وتغليف لفاكهة التين الشوكي تداولته وسائل الإعلام، وعم اسمه الوسط الزراعي والمحلي بشكل عام.
بدأ فتح الرحمن الشاب الثلاثيني حياته كبائع للبلس، يتجول، و يعول أسرته، فكانت الحاجة لطلب الرزق ضرورية، ما جعلته يفكر عن الطريقة الأنسب لتنظيف الشوك العائق الأكبر في عملية البيع والشراء.
يقول فتح الرحمن : “استطعت ابتكار خط إنتاج تنظيف وتغليف التين الشوكي بقدرة إنتاجية 2000 كرتون في اليوم الواحد، فكانت البداية من آلة صغيرة الحجم تعمل بشكل محدود في تنظيف البلس، ولم تكن مجدية في حقيقة الأمر، ما جعلني جاداً في تطوير الابتكار، إلى ثلاث مراحل، و قد حققت نجاحاً باهراً بالنظر للعمل المتقن في تنظيف الشوك، والقدرة الكبيرة والسريعة على العمل”.
تعمل الآلة بعجلات ثابتة تدور، يغطيها سطح مستطيل، بقدرة إنتاجية 2000 كرتون في اليوم الواحد، حيث استطاع المبتكر فتح الرحمن بابتكاره الفريد أن ينتقل بالتدرج من التسويق المحلي، إلى كل المحافظات، إلى واحد من أكبر المصدرين للتين الشوكي في البلاد.
ويوضح فتح الرحمن أن خط الإنتاج الجديد يتألف من مراحل عدة أهمها: تمريرها عبر جهاز إزالة الأشواك، وأخيراً تغليفها بأحدث التقنيات للحفاظ على جودتها ونضارتها لأطول فترة ممكنة، حيث يساهم هذا الابتكار بحسب فتح الرحمن في توفير فرص عمل كثيرة للشباب، ويسهم في تعزيز القيمة الاقتصادية للتين الشوكي اليمني.
حظي الابتكار بإشادة الجميع، ونال عدداً من الجوائز أبرزها المركز الثاني في المسابقة الوطنية لرواد المشاريع الإبداعية والابتكارية.
ويعمل في سلسلة القيمة للتين الشوكي عشرات الآلاف ما بين مزارعين وعمليات ما بعد الحصاد إلى التسويق والباعة المتجولين في عدد من أزقة وشوارع كبريات المدن اليمنية، وهو الأمر الذي يلفت الجهات المختصة في تطوير النموذج نحو زيادة التصدير والتوسع في زراعة “التين الشوكي” كبديل عن القات، كما يصفه المزارعون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى