حواراتصحافة

مدير عام مكتب الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية بمحافظة مأرب المهندس فارس القانصي في حوار «لليمن الزراعية»

لدينا خطط مستقبلية للتوسع في زراعة الحبوب والبقوليات ونأمل أن تحظى المحافظة باهتمام أكبر

أكد مدير عام مكتب الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية في محافظة مأرب المهندس فارس القانصي أن المحافظة تتمتع بمقومات زراعية واقتصادية كبيرة منها توفر المياه، وتنوع المناخ، وخصوبة التربة.
وأشار إلى أن المحافظة تتواجد فيها العديد من الأوديــة ذات الخصوبــة العاليــة، ومنها وادي: (ذنة، وحريب، والماهليــة ووادي عبيدة) وغيرها.
وقال القانصي في حـوار لـه مع صحيفة «اليمن الزراعية» إن مأرب تشتهر بزراعة أجود أنواع البرتقال واليوسفي، وتحتل المركز الأول زراعـة وإنتاجـاً.

حاوره /مدير التحرير

■ما هي أبرز المقومات الزراعية والاقتصادية التي تمتلكها محافظة مأرب؟
مأرب تمتلك العديد من المقومات الزراعية، والاقتصادية التي تجعلها واحدة من أهم المحافظات الزراعية في اليمن.
من أبرز هذه المقومات توفر المياه بشكل كبير، سواء من الآبار، الغيول، أو السدود، مثل سد مأرب العظيم، إضافة إلى ذلك، تتميز مأرب بتربتها الخصبة، ووجود مساحات زراعية واسعة تصلح لزراعة العديد من المحاصيل، وكذلك التنوع المناخي في مأرب يمثل عاملاً مهمًا، حيث نجد المناخ الجبلي والصحراوي، ما يتيح تنوعًا في الإنتاج الزراعي.

■كم تبلغ المساحة الصالحة للزراعة والمساحة المزروعة حاليًا في مأرب؟
بحسب كتاب الاحصاء الزراعي للعام 2022م، فإن المساحة الكلية لمأرب تبلغ 116592هكتاراً، والمساحة الصالحة للزراعة 88086هكتاراً، والمساحة المزروعة 33544هكتاراً.

■ما هي أشهر الوديان الزراعية في مأرب؟
تتمتع مأرب بشبكة واسعة من الوديان الزراعية الخصبة التي تلعب دورًا حيويًا في الزراعة، من أبرزها: (وادي ذنة، وادي حباب، وادي قرض، وادي حريب، ووادي ماهلية، ووادي عبيدة)، إلى جانب العديد من الوديان الأخرى التي تشكل رافدًا هامًا للزراعة في المحافظة.

■ما هي المحاصيل الزراعية التي تشتهر بزراعتها محافظة مأرب؟
مأرب غنية بزراعة العديد من المحاصيل المتنوعة، ومنها الحبوب مثل (القمح، الشعير، الذرة، والبقوليات)، كما تنتج مأرب السمسم، وتشتهر بزراعة البرتقال واليوسفي، والنخيل، المانجو، الجوافة، الخوخ، الرمان، والبن، بالإضافة إلى ذلك، تُزرع معظم أنواع الخضروات في مناطق مختلفة من المحافظة.

■لماذا تتصدر مأرب المحافظات اليمنية في زراعة البرتقال؟
مأرب تتميز بتربة خصبة جدًا، ومناخ ملائم لزراعة البرتقال، حيث تتوفر المياه بشكل مستمر من مصادر طبيعية، إضافة إلى التنوع المناخي بين المناطق الجبلية والصحراوية، حيث يوفر بيئة مثالية لنمو البرتقال بكميات كبيرة، وجودة عالية، كما أن مناطق مثل وادي عبيدة، صرواح، حريب القراميش، الجوبة، وحريب بيحان تُعد من أبرز المناطق المنتجة للبرتقال.
وبحسب كتاب الاحصاء الزراعي للعام 2022م فقد بلغت المساحة المزروعة 4602هكتاراً، وبلغت كميات الإنتاج حوالي 78737طناً، وبذلك احتلت المركز الأول بين محافظات الجمهورية زراعة وإنتاجاً.
وبحسب المصدر ذاته، فقد بلغت المساحة المزروعة من اليوسفي 370هكتاراً، وكميات الإنتاج 5920طناً.

■كيف تجدون واقع تسويق البرتقال؟ وهل هناك تدخلات لتنظيم عملية التسويق؟
عملية التسويق تحتاج إلى تنظيم وتعاون بين الجهات المعنية، حيث تُعد مرحلة التسويق من أهم مراحل العملية الزراعية، وقد بذلنا جهودًا كبيرة لتطوير عملية التسويق وتنظيمها داخل المحافظة، لكن أغلب المحاصيل ما زالت تُسوق إلى العاصمة صنعاء، كما نعمل على تحسين التسويق لجعل المنتجات تصل بأفضل جودة وأسعار عادلة.

■كيف تنظرون إلى توجيهات القيادة بشأن التوسع في زراعة الحبوب والبقوليات؟
القيادة وضعت استراتيجية هامة لتوسيع زراعة الحبوب والبقوليات باعتبارها محاصيل استراتيجية، وقد بدأنا تنفيذ هذه الاستراتيجية منذ سنوات، وحققنا تقدماً ملحوظًا، حيث قمنا بتوسيع زراعة القمح في جميع المديريات، وإعداد قاعدة بيانات للمزارعين، وتوفير مدخلات زراعية مثل البذور. والمشروع مستمر، ونحن نتابع كافة مراحله حتى الحصاد.

■ماذا عن زراعة البن في مأرب؟
البن يُزرع بشكل رئيس في مديرية حريب القراميش، وهناك مساحات متزايدة تُخصص لهذا المحصول.. نحن نولي زراعة البن اهتمامًا خاصًا ونعمل على إنشاء مشاتل لإنتاج شتلات البن، بهدف التوسع في زراعته وتعزيز إنتاجيته.

■ما دور الجمعيات الزراعية في تطوير القطاع الزراعي؟
الجمعيات الزراعية تُعد ركيزة أساسية للنهوض بالقطاع الزراعي، إذ أنها على اتصال مباشر مع المزارعين والمجتمع المحلي، وتساهم الجمعيات في دعم الإنتاج الزراعي بمختلف المجالات.. لدينا أربع جمعيات حاليًا في المحافظة، ونعمل على إنشاء جمعيات إضافية في جميع المديريات بالتنسيق مع شركاء التنمية.

■كيف ترى أهمية المبادرات المجتمعية في التنمية الزراعية؟
المبادرات المجتمعية تُعتبر ركيزة هامة في تعزيز التنمية الزراعية والبنية التحتية، مثل الطرق، والمنشأة المائية والصحة والتعليم وغيرها، وقد تحققت العديد من المبادرات المجتمعية، لكنها تحتاج إلى تفعيل دور الإعلام لتوعية المجتمع بأهمية هذه المبادرات وسبل تنفيذها بشكل أفضل.

■حدثنا عن واقع المياه في مأرب؟
المياه متوفرة بشكل جيد في معظم المديريات، وهي قريبة من سطح الأرض، خاصة في المناطق القريبة من حوض سد مأرب.
ومع ذلك، تختلف وفرة المياه بين المديريات، ما يستدعي تخطيطًا مستدامًا لضمان استمراريتها.

■ سد مأرب العظيم يعد شاهداً حياً على عراقة الإنسان اليمني وحنكته في حصاد مياه السيول.. من أين تأتي روافده، وكم سعته التخزينية، وأهميته الزراعية؟

سد مأرب العظيم، يُعد أحد أبرز الشواهد على عظمة الإنسان اليمني، و تصل روافده من مناطق صنعاء، البيضاء، رداع، وأجزاء من ذمار، كما أن السد هو الأكبر في الجزيرة العربية، وأهميته تكمن في توفير المياه لري مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، ما يجعله من أهم المنشآت المائية في اليمن.

■ما هو وضع المنشآت المائية في المحافظة؟
المنشآت المائية في مأرب في وضع جيد، حيث توجد العديد من الحواجز والسدود، لكن بعضها يحتاج إلى صيانة دورية، وإزالة الرواسب لضمان كفاءتها، خاصة مع زيادة الاعتماد عليها في الزراعة.

■كيف يمكن تفعيل دور الإرشاد الزراعي في مأرب؟
الإرشاد الزراعي هو حلقة أساسية لتحسين الإنتاجية، وقد بدأنا في تفعيل هذا الدور من خلال التعاون مع الجهات المعنية لإنشاء مدارس حقلية في جميع المديريات لتعليم المزارعين أساليب الزراعة الحديثة، وتعزيز وعيهم الزراعي، ونستغل مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام للتوعية والارشاد من خلالها؛ كونها أصبحت اليوم أسهل وأقرب للمزارع.

■ما أهمية التسويق الزراعي وكيف يمكن تحسينه؟
التسويق الزراعي يُعتبر حلقة حيوية لتنظيم المنتجات، وضمان وصولها إلى الأسواق بجودة وأسعار مناسبة.. تنظيم التسويق يشجع المزارع على تحسين جودة المنتج، وقد بدأت وزارة الزراعة بخطوات هامة، مثل الزراعة التعاقدية وتطبيق آلية البيع والشراء بالوزن.

نسعى لتنفيذ هذه البرامج على أرض الواقع لتعزيز تسويق المنتجات الزراعية بمأرب.
■ماذا عن الثروة الحيوانية في مأرب؟
مأرب تتمتع بثروة حيوانية غنية تشمل الأغنام، الماعز، الأبقار، والإبل، نظرًا لتوفر الغطاء النباتي طوال العام. ومع ذلك، هناك بعض التحديات المتعلقة بالأمراض التي تصيب الثروة الحيوانية.
نحن ننسق مع الجهات المختصة لتوفير الرعاية الصحية البيطرية اللازمة، ونعمل على حمايتها من خلال التوعية بمخاطر ذبح إناث وصغار المواشي.

■ما هي أبرز الصعوبات التي تواجهكم في مكتب الزراعة؟
التحديات كثيرة، وتشمل نقص الموارد والمعدات، لكنها لا تُثنينا عن العمل.. نسعى جاهدين بالتعاون مع وزارة الزراعة لتجاوز هذه الصعوبات.

■ما هي خططكم المستقبلية؟
خططنا تشمل التوسع في زراعة الحبوب والبقوليات، وإنشاء مشاتل جديدة، وتحسين أنظمة الري.
نهدف أيضًا إلى تعزيز التسويق الزراعي وتوفير المعدات اللازمة للمزارعين.

■كلمة أخيرة؟
أتوجه بخالص الشكر لصحيفة “اليمن الزراعية” على اهتمامها، ودعمها للقطاع الزراعي، كما نأمل أن تحظى مأرب باهتمام أكبر؛ كونها من أهم المحافظات الزراعية في البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى