الحد من الحفر العشوائي للآبار

الدكتور : رضوان الرباعي
تعد ظاهرة الحفر العشوائي للآبار من الظواهر الخطيرة التي تواجها بلادنا، والتي تهدد باستنزاف المياه الجوفية، والتي يزداد الاعتماد عليها كبديل أساسي لتلبية احتياجات المجتمع المتعدده سواء للشرب أو الزراعه او التنمية و غيرها من الاحتياجات.
وقد توسعت وانتشرت هذه الظاهرة في العقود الأخيرة في ظل غياب الأسس والمعايير والضوابط لبناء سياسيات صحيحة لتنمية الموارد المائية إضافة إلى ضعف الوعي المجتمعي بخطورة الحفر العشوائي للآبار، وغياب التكامل والتعاون بين الجانب الرسمي والشعبي من جهة، وتداخل الاختصاصات وغياب تكامل الأدوار بين الجهات الرسميه فيما بينها من جهة اخرى، ناهيك عن ضعف الأرتباط بهدى الله وارتكاب المعاصي في الميدان العملي.
إن الحفر العشوائي يسبب العديد من المخاطر إلى جانب استنزاف المخزون المائي، ومنها تلوث المياه الجوفية وهو ما يجعلها غير صالحة للشرب، وتدهور التربة وزيادة التصحر.
وأمام هذه الظاهرة الخطيرة والتي تهدد الأمن المائي للبلد فقد جاءت موجهات السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي- يحفظه الله ويرعاه- الذي أشار إليها كأحد اهم النعم والمقومات الزراعيه، مؤكدا على اهمية الاستفادة من حصاد مياه الأمطار والتوسع في انشاء المنشات المائيه مثل السدود والحواجز والكرفانات وغيرها من المنشات، والتكامل الرسمي والشعبي في ذلك من خلال المبادرات المجتمعيه، إضافه إلى ترشيد الاستهلاك من خلال استخدام وسائل الري الحديثة.
وتنفيذ لهذه الموجهات والتي كانت ثمرتها انشاء العديد من المنشآت مائيه بمبادرات مجتمعيه ومساندة حكومية سواء بالمساندة الفنية او المساهمة العينية التي شهدتها البلد خلال الفترة الماضية، وبعون من الله وتوفيقه تم تنفيذ الخارطة المائية للبلد وبتعاون الجميع والتي قطعنا فيها شوطا كبيرا، ومستمرين حتى تشمل جميع مديريات اليمن.
إن الحفاظ على الموارد المائية يتطلب إدارتها بشكل مستدام، و الحد من الحفر العشوائي من خلال زيادة الوعي في المجتمع حول مخاطر الحفر العشوائي وأهمية الحفاظ على المياه الجوفية، وتطوير وتحديث السياسات المنظمة لعملية حفر الآبار، وادارتها وتنميتها.
ومن الضروري أن نستشعر المسؤولية أمام الله اولا ً، وأمام القيادة والشعب في الإدارة المستدامة للموارد المائية كواجب ديني،و تنفيذا للتعليمات الألهية وضرورة حتمية لضمان مستقبل آمن للأجيال القادمة، وهو ما يتطلب تعزيز التكامل الرسمي والشعبي من الجميع من خلال تعزيز الوعي وبناء وتصحيح السياسات العامة واساليب العمل لإدارة الموارد المائية..
*وزير الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية