موجهات حكيمة

الاهتمام بزراعة النخيل

الدكتور : رضوان الرباعي *

مع إشراقة العام الهجري الجديد 1447هـ، نستحضر دلالات الهجرة النبوية الشريفة وما تحمله من قيم التغيير والبناء، ونجعل منها محطة لتجديد العهد مع مبادئ الرسالة الإسلامية. وبهذه المناسبة العظيمة، نتقدّم بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله ويرعاه – وإلى فخامة المشير الركن مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى. فقد كان من أوائل الأعمال التي قام بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد وصوله إلى المدينة المنورة، هو الاهتمام بالزراعة، وبدأ بزراعة النخيل إلى جانب الحبوب، وأوصى بها، لتكون أول مشروع زراعي يُرسيه الإسلام في الدولة الاسلامية.
واليوم، ونحن نستقبل عامًا هجريًا جديدًا، نجد أن زراعة النخيل لا تزال تمثّل ركيزة أساسية للغذاء، ومصدرًا للدخل، ومقومًا من مقومات الأمن الغذائي والاستقرار الاقتصادي، فضلًا عن دورها البيئي في مقاومة التصحر والحفاظ على التوازن الطبيعي.
تمتلك اليمن كل المقومات اللازمة للنهوض بزراعة النخيل؛ من تربة خصبة، ومناخ متنوع، ومساحات واسعة صالحة لزراعة النخيل، إضافة إلى أصناف محلية جيدة يمكن تحسينها وتوسيع زراعتها، فضلًا عن توافر الأيدي العاملة الزراعية.
وتمتد زراعة النخيل في اليمن في بيئات متعددة، ما يمنح البلد ميزة تنافسية لتكون من بين الدول المنتجة للتمور.
إن النهوض بزراعة النخيل لا يمكن أن يتحقق إلا عبر تنظيم القطاع الزراعي ضمن منهجية سلاسل القيمة التي تبدأ من زراعة النخيل ورعايته بالطرق الصحيحة، ثم جمع الثمار، وتعبئتها، وتصنيعها، وتسويقها، عبر الزراعة التعاقدية، وتكامل المهام والأدوار بين الجهات الرسمية، والقطاع الخاص، والمنتجين، وحتى المستهلكين، للتوجّه نحو شراء المنتج المحلي، بما يسهم في تحسين المستوى المعيشي، وتخفيض فاتورة الاستيراد، وصولًا إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من منتجات النخيل.
لذا، جاءت موجهات السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله ويرعاه – لتؤكد على أهمية التوسع في زراعة النخيل والاهتمام بها، مستفيدين من التنوع البيئي الذي تمتاز به البلد.
في ظل هذه المعطيات، فإن زراعة النخيل تعد مسؤولية وطنية ودينية واقتصادية. وهذا يحتم على الجهات الرسمية والمجتمعية والقطاع الخاص أن تتكاتف في هذا الاتجاه، بدءًا من توفير الشتلات ذات الإنتاجية والجودة العالية، وتقديم الدعم الفني والإرشادي، ومساندة الجمعيات والجهات ذات العلاقة في الإدارة المتكاملة لمنتجات النخيل.
ومع إشراق عام هجري جديد، فلنُجدد العهد بالرسالة الإلهية،والنغرس نخلة في كل وادٍ وسهلٍ وجبل؛ فالنخيل شجرة مباركة، زراعتها خير، والاهتمام بها عبادة، وتنميتها اقتصاد وطني مستدام…

*وزير الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى