موجهات حكيمة

العنايةُ والاهتمامُ بالفواكهِ

الدكتور : رضوان الرباعي

تُعَدُّ الفواكهُ من أجلِّ النِّعَمِ التي أنعمَ اللهُ بها على الإنسانِ، لما تحمله من فوائدَ غذائيةٍ وصحيّةٍ، إضافةً إلى متعتِها ومذاقِها الطيبِ. وقد أودعَ اللهُ فيها تنوّعًا في الألوانِ والطَّعْمِ والفائدةِ، مما يجعلُ العنايةَ بها ضرورةً دينيّةً وتنمويّةً واقتصاديّةً.
وقد حبا اللهُ اليمنَ بتنوّعٍ بيئيٍّ ومناخيٍّ نادرٍ، أهلَها لزراعةِ أجودِ أنواعِ الفواكهِ ذاتِ الجودةِ العاليةِ والمذاقِ الفريدِ، كالعنبِ، والرمانِ، والتفاحِ، والمانجو، والبرتقالِ، والجوافةِ، والفرسك، وغيرها. وهو ما يصدقُ عليه قولُ اللهِ تعالى: ﴿بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ﴾.
ولا تكتملُ العنايةُ بالفواكهِ دونَ الاهتمامِ بعملياتِ الحصادِ وما بعدَها، من القطفِ في الوقتِ المناسبِ، والفرزِ، والتعبئةِ، والتغليفِ، والتخزينِ، والتسويقِ. فكلُّ مرحلةٍ تُسهِمُ في الحفاظِ على جودةِ الثمارِ وزيادةِ قيمتِها.
كما أنَّ استغلالَ الفائضِ من الإنتاجِ في الصناعاتِ الغذائيةِ، كالعصائرِ والمربياتِ والمجففاتِ، يحقّقُ فائدةً اقتصاديةً، ويوفّرُ فُرَصَ عملٍ، ويُقلِّلُ من الهدرِ.
ومن ضمنِ حلقاتِ العنايةِ المتكاملةِ بالفواكهِ، يأتي جانبُ التسويقِ الداخليِّ والتصديرِ الخارجيِّ، الذي يُعَدُّ من أبرزِ العواملِ المؤثّرةِ في نجاحِ هذا القطاعِ. فحُسنُ التسويقِ يضمنُ وصولَ الفاكهةِ إلى المستهلكِ بالمظهرِ اللائقِ، والتعبئةِ الجذابةِ، والسعرِ العادلِ. كما أنَّ اعتمادَ البيعِ بالوزنِ هو الطريقةُ الأمثلُ لحفظِ حقوقِ الجميعِ: المزارعِ، والمسوقِ، والمستهلكِ.
وقد جاءت موجهاتُ السيّدِ القائدِ عبدالملكِ بدرِ الدينِ الحوثيِّ – يحفظُه اللهُ ويرعاهُ – لتؤكِّدَ على أهميةِ الشكرِ والتذكّرِ لنعمةِ الفواكهِ ورعايتِها، والعنايةِ بها، ومعاملاتِ الحصادِ وما بعدَ الحصادِ، والتسويقِ، لما لذلك من أثرٍ في تحسينِ الواقعِ المعيشيِّ، وتعزيزِ الأمنِ الغذائيِّ.
ونحن نعيشُ اليومَ موسمَ حصادِ العنبِ، والرمانِ، والتفاحِ، والتمورِ، والفِرْسِكِ، وغيرها من الفواكهِ التي تملأُ الأسواقَ، وهو ما يستوجبُ حُسنَ التدبيرِ، وعدمَ الاستعجالِ في القطفِ، واتباعَ الممارساتِ الصحيحةِ في التسويقِ.
وكذلك من الشكرِ لنعمةِ الفواكهِ التوسّعُ في الصناعاتِ التحويليةِ القائمةِ عليها، والذي يُمثِّلُ فرصةً حقيقيةً للنهوضِ بالزراعةِ، وزيادةِ الدخلِ، ورفدِ الاقتصادِ الوطنيِّ، وخفضَ فاتورةِ الاستيرادِ من العصائرِ.
وتبقى الفواكهُ واحدةً من أعظمِ النِّعَمِ التي وهبَها اللهُ لنا، وعلينا أن نُحسِنَ رعايتَها كما ينبغي، والاستفادةَ منها اقتصاديًّا. ومن خلالِ الوعيِ، والتخطيطِ، والتسويقِ الجيدِ، نستطيعُ تحويلَ هذه النعمةِ إلى رافعةٍ تنمويّةٍ تليقُ بخصوبةِ اليمنِ وجودةِ ثمارِه.

مقال كتبه الشهيد الدكتور رضوان الرباعي في العدد122 من صحيفة اليمن الزراعية بتاريخ 15 صفر 1447ه‍- 9 أغسطس 2025م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى