قصة نجاح: من البحر إلى السوق.. رحلة تحفظها المعدات

التصنيع المحلي المجتمعي .. بوابة القيمة المضافة للسمك
اليمن الزراعية -خــــاص
في عالم الصيد البحري، لا تبدأ القصة حين يُلقى الشِّباك في البحر، ولا تنتهي حين يُباع السمك في السوق. الحقيقة أن أهم لحظات هذه الرحلة، وأكثرها تأثيرًا على جودة السمك وقيمته، تحدث خلف الكواليس — في التخزين، في العرض، وفي طريقة الطهي.
لسنوات، عانى السمك من التلف السريع، وفقدان الجودة، وانخفاض قيمته السوقية، ليس بسبب ضعف الإنتاج أو قلة الطلب، بل نتيجة غياب المعدات المناسبة التي تحفظه، وتنقله وتُجهزه بالشكل الأمثل.
•كم من سمكة طازجة فقدت نضارتها في ثلاجة لا تحافظ على درجة التبريد؟
•وكم من شحنة أسماك فسد جزء منها أثناء النقل بسبب ضعف العزل؟
•وكم من سوق أو مطعم فقد فرصًا ثمينة لأنه لا يملك شواية أو فرنًا متخصصًا يطهّي السمك بطريقة احترافية
هنا بدأت الحاجة… الحاجة إلى أدوات لا تكمّل رحلة السمك فقط، بل ترفع من مستواه وقيمته
استجابة لتوجيهات القيادة
جاء هذا التحوّل نحو التصنيع المحلي استجابة لتوجيهات القيادة الثورية، التي وجّهت بضرورة رفع القيمة المضافة للمنتجات الوطنية، وعلى رأسها السمك، كجزء من رؤية شاملة لدعم الاقتصاد الوطني وتمكين الصيادين.
ومن هنا، بدأت صناعة معدات محلية مخصصة لخدمة سلسلة القيمة للسمك، بدءًا من لحظة خروجه من البحر، حتى وصوله للمستهلك، بأقصى جودة وأعلى قيمة ممكنة
معدات محلية.. بمعايير تفوق المستورد
هذه الصناعات الوطنية لم تكن تقليدًا للمعدات المستوردة، بل جاءت بتصميمات دقيقة تُراعي طبيعة السمك المحلي واحتياجات السوق:
•شوايات أسماك مصنوعة من الاستيل المقاوم للصدأ، تُحافظ على النكهة، وسهلة التنظيف.
•ثلاجات عرض تحافظ على درجات حرارة دقيقة وتُبرز السمك بشكل جذاب يُشجّع الشراء.
•خزانات فايبر جلاس صُممت خصيصًا لنقل السمك بأمان وخفّة، مع عزل حراري ومتانة عالية.
•أفران متطورة لطهي السمك بطريقة احترافية تحافظ على نكهته وقيمته الغذائية
أثر اقتصادي ملموس يعود على الجميع
لم تكن هذه المبادرات مجرد مشاريع صناعية، بل رؤية اقتصادية وطنية تعود بالنفع على:
•الصياد: الذي يربح أكثر حين يُباع السمك بجودة عالية.
•البائع والمطعم: الذين يقدّمون منتجًا بحريًا يجذب الزبائن ويحافظ على سمعته.
•الاقتصاد الوطني: الذي يستفيد من خفض الاستيراد، ورفع الإنتاج المحلي، وتشغيل الأيدي العاملة.
كما أن هذه المعدات يمكن أن تُقدَّم كقروض بيضاء عبر الجمعيات التعاونية، لتكون في متناول الجميع، وخاصة الصيادين والمنتجين في المجتمعات الساحلية.
اليوم، لم يعد السمك معرّضًا للتلف بمجرد خروجه من البحر، بل أصبح محميًا بمنظومة صناعية محلية متكاملة، تُحافظ عليه، وتطيل عمره التسويقي، وتقدّمه للسوق بأعلى جودة ممكنة.
ومع كل آلة محلية تعمل — من شواية، إلى ثلاجة، إلى خزان — ينمو اقتصاد سمكي أكثر ذكاءً وكفاءة واستدامة، يقوده الابتكار المحلي، والتوجّه الوطني، ودعم القيادة.


