الشابة رانية القديمي من باجل

كيف حولت مطبخها إلى معمل لإنتاج مزدهر بالحلوى والمعجنات؟
اليمن الزراعية – أيوب أحمد هادي
في حي بسيط من أحياء مديرية باجل بمحافظة الحديدة، تخرج رائحة البسكويت والعصائر الطازج والمعجّنات الشهية من منزل متواضع، تحوّله شابة طموحة إلى معمل صغير ينبض بالحياة والإصرار.
إنها رانية أحمد القديمي، أنموذج ملهم لشابة يمنية كسرت قيود الواقع، ونجحت في صناعة قصة كفاح ذاتية بدأت من مطبخ منزلها، وانتهت إلى مشروع منزلي ناجح يصل صداه إلى مديريات مجاورة.
رانية، وهي في العشرينات من عمرها، لم تنتظر فرص التوظيف الحكومي ولا الوعود المؤجلة، بل قررت أن تصنع فرصتها بيديها، فبدأت مشوارها بإمكانات متواضعة، حيث كانت تعدّ بعض الحلويات البسيطة لعائلتها وجيرانها، ومع مرور الوقت، بدأت توسّع خبرتها من خلال الالتحاق بعدة دورات تدريبية نظّمتها منظمات محلية تعنى بتمكين المرأة وتعزيز المشاريع الصغيرة.
تقول رانية: “كنت أؤمن أن ما أملك من شغف وقدرة على التعلم يمكن أن يتحوّل إلى مشروع حقيقي، فبدأت بأبسط الأدوات، وأخذت أجرّب وصفات جديدة وأطوّر مهاراتي في التزيين والإعداد”.
وبالفعل، تحوّلت رانية من هاوية إلى صانعة محترفة، تنتج اليوم تشكيلة واسعة من العصائر المحلية والحلويات والمعجنات، وتشمل الكعك اليمني التقليدي، والبسكويت المحشو، والكعك المزيّن، وبعض المعجنات والحلويات الموسمية الخاصة بالمناسبات كالأعياد وحفلات الزفاف.
ورغم التحديات التي يفرضها الوضع الاقتصادي، استطاعت رانية بفضل المثابرة والدعم المجتمعي أن توفّر معملًا منزليًا مجهزًا داخل منزلها، وأصبح بإمكانها تلبية الطلبات المتزايدة التي تصلها من مختلف أحياء باجل وحتى من مديريات قريبة كالمراوعة والحجيلة والكدن والضحي.
وتضيف رانية: “الزبائن يثقون بجودة المنتجات، خصوصًا أنها تُحضّر من مكونات طبيعية ومحلية، وهذا ما يمنحني دافعًا للاستمرار والتوسع… حلمي أن أفتتح محلًا خاصًا يحمل اسمي يومًا ما”.
ولا تقتصر مساهمة رانية على الجانب الاقتصادي فقط، بل أصبحت مصدر إلهام لفتيات أخريات في المنطقة، حيث تشارك تجاربها معهن، وتحثّهن على المبادرة وعدم الاستسلام للظروف.
قصة رانية القديمي تروي أكثر من مجرد نجاح مشروع منزلي، بل تعبّر عن روح تحدٍ حقيقية، وعن قدرة المرأة اليمنية على تحويل التحديات إلى فرص، والأحلام إلى واقع.