الأخبارمتابعات

الشهيد الدكتور رضوان الرباعي

قائد مسيرة التغيير الزراعي ومشروع الاكتفاء الذاتي

اليمن الزراعية- محمد صالح حاتم.

برز اسم الدكتور الشهيد رضوان الرباعي كأحد العقول الزراعية اليمنية التي تحملت مسؤولية إنقاذ الزراعة من التبعية، وكان من أبرز مؤسسي مشروع الاكتفاء الذاتي.
وعلى الرغم أن الشهيد تحمل المسؤولية في ظل تفاقم الأزمات وتعرض القطاع الزراعي لأكبر التحديات، جراء العدوان السعودي الأمريكي إلا أنه كان يؤمن بأن التنمية الزراعية تشكل جوهر السيادة الوطنية، وأن الاستراتيجيات المنبثقة من الموجهات القرآنية و دروس الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- وخطابات ومحاضرات السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- تمثل الأرضية الحقيقية التي ينبغي تأسيس السياسات والخطط الزراعية عليها لبناء الدوله اليمنية الاسلامية الحديثة.
ومنذ بداية عمله الجهادي بجانب السيد إبراهيم المداني في اللجنة الزراعية والسمكية العليا ووزارة الزراعة والري، أرسى الدكتور رضوان الرباعي منهجية علمية وعملية في التخطيط الزراعي والتنمية الاقتصادية، معتبرًا أن الهدف الذي يسعى إلى تحقيقه هو الوصول إلى الاكتفاء الذاتي، وإنهاء التبعية الخارجية، وتأسيس مؤسسات زراعية مستقلة وفقًا للرؤية القرآنية.
لم يكن الشهيد مجرد موظف حكومي، بل كان مشروع شهيد قائد تنموي يجمع بين الرؤية العميقة والصدق في الأداء، وإيمان قوي بالواجب والمسؤولية حيث ربط بين التوجه الإيماني والجانب المعرفي والعلمي وجسدها في تحركه الميداني.
برنامج الري الطارئ
وفي ظل التحديات التي كانت تواجهها المناطق الزراعية من هدر كبير في مياه السيول التي تتجه إلى البحر والصحراء بدون استغلال، برز برنامج الري الطارئ كأحد الحلول الاستراتيجية التي سعت اللجنة الزراعية والسمكية العليا ووزارة الزراعة والري إلى تنفيذها، استجابةً لتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي التي أكدت على ضرورة الاستفادة المثلى من مياه السيول.
لقد كان للشهيد الدكتور رضوان الرباعي دور أساسي في هذا البرنامج؛ حيث ساهم في وضع رؤية شاملة حول البرنامج وأهميته، وأشرف على إعداد الدراسات الفنية والتخطيطية بالإضافة إلى متابعة تنفيذ البرنامج ميدانيًا، حيث كان يهتم بأدق التفاصيل لضمان إيصال المياه إلى الأراضي الزراعية المستهدفة.
وتركز البرنامج بشكل خاص على مناطق تهامة، وخاصة في الأودية التالية: [وادي مور، وادي زبيد، وادي سهام، وادي رماع، وادي سردود، وادي جاحف]، كما شمل أيضاً مناطق أخرى في محافظة الجوف.
و تناولت خطة الري الطارئ عمليات استصلاح الأراضي الصالبة والكثبان الرملية، بالإضافة إلى التوسع في زراعة محاصيل الحبوب والبقوليات، وقد أسفر هذا البرنامج عن توفير مياه السيول إلى الأراضي الزراعية التي حُرمت منها لسنوات طويلة، واستصلاح آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية، مما مكّن المزارعين من الاستفادة من موسم الأمطار بطرق منظمة، ودعم جهود التوسع في زراعة الحبوب، خصوصاً في المناطق التي كانت تعاني من الجفاف والإهمال.
ومن خلال هذا البرنامج، نجح الشهيد في تحويل مياه كانت تُهدر إلى مورد تنموي فعال يعزز الزراعة ويعزز الأمن الغذائي الوطني، ويعد مثالاً عملياً على كيفية استخدام الموارد الطبيعية بما يحقق أهداف الاكتفاء الذاتي.
برنامج زراعة الكثبان الرملية والأراضي الصالبةوالصحراوية
تم إطلاق هذا البرنامج في عام 2022م استجابةً لتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، التي أكدت على أهمية استغلال المساحات الشاسعة غير المستغلة خلال فترة الأمطار وتحويلها إلى مصادر إنتاجية فعّالة، خصوصًا في ظل المتغيرات المتسارعة والحاجة الملحة لتعزيز الإنتاج المحلي.
وجاء البرنامج في إطار الجهود الوطنية الرامية إلى توسيع زراعة محاصيل الحبوب والبقوليات، لاسيما في مناطق تهامة والجوف، حيث توجد مساحات شاسعة من الأراضي القابلة للزراعة وكثبان رملية مهملة لم تُستخدم زراعيًا منذ فترة طويلة.
على مدى ثلاث سنوات ماضية كان للدكتور رضوان دور محوري في تنفيذ هذا البرنامج، حيث تابع إعداد خطة العمل بتفاصيلها العلمية والفنية، وحدد المناطق المستهدفة بالتعاون مع الجهات المعنية، وأشرف على تنفيذها بشكل ميداني، بالإضافة إلى تسهيل التحديات التي واجهت الفرق الزراعية.
وساهم الشهيد الدكتور رضوان الرباعي في تكامل البرنامج مع المبادئ المستوحاة من الرؤية القرآنية التي تشجع على إعادة إعمار الأرض، وتعزيز الاستقلال الذاتي، وتحقيق الاكتفاء الزراعي والاقتصادي، وتمت زراعة أكثر من 100 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، حيث تمت زراعتها بمحاصيل مثل [الدخن والذرة والبقوليات]، وقد تم تنفيذ هذا البرنامج من خلال التعاون بين الجمعيات التعاونية الزراعية، والسلطات المحلية في مناطق تهامة والجوف، والاتحاد التعاوني الزراعي، بالإضافة إلى وحدات التمويل الزراعي.
وأسهم هذا البرنامج في:

  • توسيع المساحات الزراعية بشكل غير مسبوق.
  • استغلال الكثبان الرملية والأراضي الصالحة وتحويلها إلى بيئات إنتاجية.
  • توفير فرص عمل كبيرة في المناطق الريفية.
  • تعزيز الاقتصاد المحلي وزيادة الأمن الغذائي.
    •تحفيز المجتمع المحلي على الانخراط في النشاط الزراعي.
    كان الدكتور رضوان الرباعي يؤمن بأن الملكية الحقيقية للأرض لا تُحدد فقط بالحقوق القانونية، بل تتعلق أيضًا بالقدرة على استثمارها وإحيائها.
    ومن هنا، جاء تصميمه على إنجاح هذا البرنامج كأحد الأسس الرئيسية لمشروع الاكتفاء الذاتي.
    برنامج إدارة فاتورة الاستيراد
    يعتبر هذا البرنامج من بين أبرز وأشمل الاستراتيجيات التي وضعها الشهيد الدكتور رضوان الرباعي، ويظهر فهمه العميق للمخاطر المرتبطة بالاعتماد على الواردات لتأمين الغذاء، وأهمية التحرر من التبعية الاقتصادية.
    وعمل الشهيد على وضع استراتيجية وطنية شاملة تهدف إلى إدارة وتقليص فاتورة استيراد المنتجات الزراعية والسمكية والصناعات المرتبطة، مع تعزيز الإنتاج المحلي وتنمية الصادرات، بما يتماشى مع المبادئ القرآنية التي تدعو إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي.
    وقد تم تقديم هذه الاستراتيجية إلى حكومة “التغيير والبناء” كأول خطة شاملة من نوعها في هذا المجال.
    وتهدف الاستراتيجية إلى تحقيق ما يلي:
  • تقليص فاتورة الاستيراد.
  • تحديد السلع الزراعية الأكثر استيرادًا.
  • وضع خطط عملية للإنتاج المحلي لهذه السلع.
  • تعزيز الأمن الغذائي الوطني.
  • تحقيق نمو اقتصادي بعيدًا عن الاعتماد على النفط.
  • توطين الصناعات الغذائية والصناعات التحويلية.
    وخصص الدكتور رضوان الرباعي جهوده الفكرية والتنفيذية من أجل نجاح هذه الاستراتيجية، حيث أصبحت الأساس الفكري والتطبيقي الذي يمكن الاعتماد عليه لتحقيق الاستقلال الغذائي وإقامة السيادة الزراعية.
    برنامج توسيع زراعة الحبوب والبقوليات
    تم تصميم هذا البرنامج كمبادرة وطنية شاملة للتنمية، تحت رعاية وزارة الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية، وبمساندة وتوجيه من قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وبالتعاون مع برنامج حكومة التغيير والبناء.
    وقد كان الشهيد الدكتور رضوان الرباعي واحدًا من أبرز المساهمين في هذا البرنامج، حيث قام بالآتي:
    •إعداد التصور العلمي والتنفيذي له.
    •متابعة تنفيذ الخطط العملية على الأرض.
    •توحيد جهود الحكومة، والمجتمع المدني، والجهات الشعبية لضمان نجاح البرنامج.
    ويهدف البرنامج إلى ما يلي:
    •زيادة كمية وجودة الإنتاج من خلال تطبيق سلاسل القيمة المضافة.
    •خفض تكاليف الإنتاج وتحسين مستوى الجودة.
    •تقليل الفاقد وزيادة القيمة الاقتصادية للمحاصيل.
    •تطوير الصناعات التحويلية.
    •تحسين آليات التسويق داخليًا وخارجيًا.
    •رفع نسبة الاكتفاء الذاتي من الحبوب والبقوليات.
    •خلق فرص عمل وتحسين مستوى دخل المزارعين.
    •تقليص الفجوة الغذائية، وتعزيز الأمن والاستقرار الاقتصادي.
    ويتميّز البرنامج بتكامله المؤسسي، إذ يجمع بين جهود مختلف قطاعات وزارة الزراعة، ويُنفذ بالتعاون المباشر مع الجهات المحلية والداعمة، وكان الدكتور الرباعي يؤمن أن هذا البرنامج هو المسار الوطني الاستراتيجي، القائم على أسس علمية وشراكة مجتمعية، ويجسد الرؤية القرآنية لبناء اقتصاد زراعي منتج ومستدام.
    برنامج الزراعة التعاقدية
    وتعتبر الزراعة التعاقدية واحدة من الأنظمة الحديثة في مجال التسويق الزراعي، وقد اعتمدها الشهيد الدكتور رضوان الرباعي في إطار رؤية شاملة تهدف إلى ربط المزارعين بالأسواق وضمان حقوقهم، بالإضافة إلى توجيه الإنتاج وفقًا للاحتياجات المحلية والدولية.
    وتم إطلاق هذا البرنامج كجزء من الثورة الزراعية التي انطلقت في عام 2020.
    وتهدف الزراعة التعاقدية إلى ما يلي:
    1.زيادة الإنتاج وتوسيع المساحات الزراعية.
    2.تحسين جودة المنتجات.
    3.تقليل تكاليف الاستيراد.
    4.تحقيق الأمن الغذائي.
    5.توجيه الاستثمارات نحو المحاصيل الاستراتيجية.
    6.تحسين أنظمة التسويق وتسهيل عملية التصدير.
    أما فوائد الزراعة التعاقدية فهي:
    للمزارع:
  • استقرار الأسعار.
  • ضمان بيع المحاصيل.
  • الحصول على مدخلات الإنتاج والدعم الفني.
    للمستهلكين:
  • توفير منتجات ذات جودة عالية.
  • وجود دائم للمنتجات.
  • استقرار الأسعار.
    للحكومة:
  • تعزيز الاقتصاد.
  • تقليل الضغط على العملة الوطنية.
  • تخفيض فاتورة الواردات.
    للتجار والمستثمرين:
  • تقليل المخاطر المرتبطة بالسوق.
  • رفع جودة المنتجات المحلية.
  • تخفيض التكاليف مقارنة بالاستيراد.
    لقد كان الشهيد رضوان الرباعي من رواد تطبيق نظام الزراعة التعاقدية في اليمن، حيث عمل على تطوير برامج تنظيمية وإعداد أسس فعالة لتحقيق هذا النظام.
    وكان الشهيد رضوان الرباعي من أوائل من نظّر ونفّذ نظام الزراعة التعاقدية في اليمن، عبر برامج تنظيمية، وإعداد لوائح قانونية، وتدريب الشركاء في الإنتاج والتسويق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى