
خلال ورشة عمل حول الخارطة المحصولية
اليمن الزراعية_ صنعاء
أكد عضو المجلس السياسي الأعلى محمد النعيمي، أن البحوث الزراعية تُعد أحد أهم الركائز الأساسية للنهوض بالإنتاج الزراعي والوصول به إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي.
وأشار النعيمي، في افتتاح ورشة عمل عُقدت بصنعاء لمدة 3 أيام الأسبوع الماضي حول الخارطة المحصولية ودورها في تعظيم الاستفادة من الموارد الأرضية بمحافظات صعدة والجوف وحجة وصنعاء، إلى ضرورة الاهتمام بالبحوث والتقنيات البحثية لرفع إنتاجية الوحدة الواحدة من المحاصيل الزراعية.
ولفت إلى أهمية تنظيم الورش العلمية النوعية التي يشارك فيها كوكبة ونخبة من الباحثين والأكاديميين والمهندسين في المجال الزراعي، للاستفادة من مقترحاتهم وتوصياتهم بما يخدم نتائج الدراسات المتعلقة بالموارد الطبيعية والخارطة المحصولية في المحافظات والمديريات المستهدفة.
وحث على تعزيز دور الإرشاد الزراعي لنقل التقنيات البحثية التي تنتجها البحوث الزراعية وإيصالها إلى المزارعين، وإرشادهم بالممارسات الحديثة التي تخدم الإنتاج الزراعي، وبذل الجهود لرفع إنتاجية المحاصيل الزراعية والعمل على تقليل فاتورة الاستيراد منها، مشدداً على أهمية التنسيق بين الجهات المعنية، بما يخدم آليات التطوير والتحديث لمواكبة التقنيات الحديثة، وتطوير البحث العلمي، وتجاوز التحديات، خاصة في ظل الأوضاع الاستثنائية التي تمر بها البلاد نتيجة استمرار العدوان والحصار.
وأشار إلى أهمية استشعار الجميع للمسؤولية، كلٌ من موقعه في الوزارة والبحوث والجهات المعنية، لإحداث نهضة زراعية حقيقية، مؤكداً أنه لا يمكن تحقيق تلك الأهداف إلا بتكاتف الجهود والعمل على استنهاض القطاع الزراعي الواعد وتعزيز دوره في تحقيق الأمن الغذائي.
بدوره، أشار رئيس الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي الدكتور عبدالله العلفي، إلى أهمية الورشة في استعراض نتائج الدراسات التي تُعد ثمرة جهود كوكبة من الباحثين، في إطار موجهات القيادة الثورية والسياسية لتعزيز دور البحوث الزراعية في النهوض بالقطاع الزراعي في اليمن، لافتاً إلى أن الخارطة المحصولية تركز على إبراز الميزة النسبية لكل مديرية، وما تمتاز به من إنتاج زراعي، وأبرز المقومات الزراعية التي تنفرد بها تلك المديريات، من توفر مناخ بيئي مناسب وتربة خصبة تساعد على الاستفادة من الموارد المتاحة.
من جهته، أشار مدير مركز بحوث الموارد الطبيعية المتجددة في الهيئة الدكتور أمين راجح، إلى آلية العمل الفني لورشة العمل، المتضمنة استعراض نتائج الدراسات من قبل الباحثين المنفذين لها، كلٌ فيما يخصه، وتدوين الملاحظات الواردة وتوصيات الورشة، وتشكيل مجاميع علمية تخصصية لمناقشة نتائج الدراسات.
وتطرق إلى دور الورشة في إثراء الصبغة العلمية على الدراسات وفقاً للملاحظات الواردة من الأكاديميين في الجامعات الحكومية والمختصين من الجهات المعنية، وكذا تقييم الدراسات والأدلة من قبل مجاميع العمل العلمية.
وأوصت الورشة، التي شارك فيها 70 باحثاً وأكاديمياً وأخصائياً في مجال الموارد الطبيعية والزراعة، وممثلون عن المؤسسات الحكومية وصناع القرار وواضعو السياسات، بأهمية تكاتف الجهود والتنسيق بين مختلف الجهات الحكومية لإيقاف البناء على الأراضي الزراعية، وتوجيه البناء إلى الأراضي الهامشية والصخرية.
وأكدت التوصيات أهمية وضع ضوابط لاستخدام الطاقة الشمسية في الاستخدام الزراعي للحد من استنزاف المياه، وتفعيل دور الإرشاد الزراعي في توعية المزارعين بإضافة الأسمدة العضوية والمعدنية بالكميات الموصى بها لتحسين خصوبة التربة وزيادة الإنتاجية. كما خرجت الورشة بجملة من التوصيات المتعلقة بتطوير الجانب الزراعي، من بينها إنشاء مشاتل زراعية لإكثار النباتات المهددة بالانقراض، ودراسة التغيرات المناخية وتأثيرها على الغطاء النباتي، وإعطاء الباحثين الوقت الكافي لإجراء الدراسات الميدانية.
وفي ختام الورشة، أشاد عضو المجلس السياسي الأعلى محمد النعيمي بتنظيم مثل هذه الورشة النوعية التي تسهم في تطوير وتحسين برامج وأنشطة القطاع الزراعي، مثمناً جهود الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي في تعزيز التنمية الزراعية ومعالجة المشكلات والتحديات التي تعيق هذا القطاع.




