اليمن الزراعية – المهندس: نصيب عليان
تُعد الطماطم من أهم محاصيل الخضر في اليمن، وتمثل مصدر دخل رئيسي لآلاف المزارعين، غير أن تحقيق إنتاج جيد وجودة عالية يتطلب الالتزام بالممارسات الزراعية السليمة، خصوصًا في المراحل السابقة للحصاد وما بعده، حيث تتحدد الكمية والنوعية والعائد الاقتصادي للمحصول.
أولًا: العمليات الزراعية قبل الحصاد
يبدأ نجاح محصول الطماطم باختيار الصنف الجيد من البذور أو الشتلات، ويفضّل أن تكون الأصناف عالية الإنتاجية، مقاومة للأمراض، ومتوافقة مع الظروف البيئية للمنطقة. كما تُعد جودة الشتلات عاملًا حاسمًا، إذ يجب أن تمتاز بساق سميك، وأوراق خضراء داكنة، وتقارب السلاميات.
ويُنصح بزراعة الشتلات في الحقل المستديم بعد نحو 45 يومًا من زراعة البذور في المشتل، مع مراعاة الظروف المناخية السائدة، وتجنب رش أي مبيدات خلال فترة الذبول المؤقت التي تستمر عادة عدة أيام بعد الشتل. كما يجب الاهتمام بعمق الجذور الفعّال، والذي يتركز في أول 30 سم من التربة، من خلال إدارة الري والتسميد بصورة دقيقة.
ويُعد ترشيد استخدام الأسمدة والمبيدات من أهم عوامل نجاح المحصول، إذ يؤدي الاستخدام العشوائي إلى انخفاض الإنتاج وزيادة التكاليف. ويُفضل الاعتماد على السماد البلدي المخمّر، واستخدام التقنيات الحديثة في الري، خاصة الري بالتنقيط، لما له من دور في تقليل الفاقد من المياه وتوفير الاحتياجات الفعلية للنبات في الوقت المناسب.
كما تمثل إزالة الأعشاب والتفقد الحقلي المستمر من الممارسات الأساسية للحد من انتشار الأمراض والآفات، خاصة مرض سقوط البادرات والأمراض الفطرية. ويُنصح بإزالة الأوراق السفلية الملامسة للتربة في الأصناف محدودة النمو، مع الرش الوقائي بعد التقليم لتحسين التهوية وتقليل الإصابة المرضية.
ويجب إيقاف برنامج التسميد قبل جني المحصول بنحو 20 يومًا، وعدم خلط الأسمدة الورقية بالمبيدات، لما قد ينتج عن ذلك من تفاعلات ضارة تؤثر سلبًا على النبات وجودة الثمار.
ثانيًا: العمليات الزراعية بعد الحصاد
يُقدّر عدد جنيات محصول الطماطم بنحو 9–10 مرات، ويكون الجمع عادة كل 8–10 أيام، وتُقطف الثمار بدرجات نضج مختلفة بحسب مدة التسويق. ويُفضّل قطف الثمار في الصباح الباكر، مع تدريب العمال على طرق القطف الصحيحة لتقليل الجروح والكدمات، ويفضل فصل الثمار مع العنق لتحسين تسويقها.
وتبدأ عمليات ما بعد الحصاد بالفرز لاستبعاد الثمار المصابة أو المشوهة، ثم التنظيف لإزالة الأتربة، إما بمسحها بقطعة قماش ناعمة أو بغسلها بماء نظيف تكون حرارته أعلى قليلًا من حرارة الثمار، لمنع دخول الماء إلى داخلها.
وتشمل العمليات اللاحقة التدريج والتعبئة، حيث تُعبأ الثمار المخصصة للتسويق المحلي في صناديق بلاستيكية مناسبة تمنع تحرك الثمار داخل العبوة، كما يُسهم التخزين الطازج الجيد في الحفاظ على جودة المحصول وزيادة فرص تسويقه بأسعار أفضل.
وفي حال انخفاض الأسعار خلال ذروة الموسم، يُعد تجفيف ثمار الطماطم خيارًا اقتصاديًا مهمًا لتقليل الفاقد، ورفع القيمة المضافة للمحصول، سواء بتسويقها كمجففات أو مساحيق، وهو ما يسهم في تحسين دخل المزارعين واستدامة الإنتاج.
