إرشاداتصحافة

القياسات المناسبة لفتحات عيون الشباك في صيد الساردين

القبطان: عبدالرشيد عبدالغفور

نظرًا لأن الساردين من الأسماك السطحية الصغيرة وسريعة النمو، فإن اختيار قياس فتحات عيون الشباك (Mesh Size) يجب أن يحقق توازنًا دقيقًا بين تعظيم العائد الاقتصادي للصيادين وحماية صغار الساردين والمخزون السمكي. وتكتسب هذه المسألة أهمية خاصة في مصايدنا المحلية، حيث يؤثر أي خلل في القياسات المستخدمة بشكل مباشر على استدامة المورد السمكي.
وتُحسب قياسات فتحات العيون من عقدة إلى عقدة متقابلة، أي المسافة بين ثلاث عقد متجاورة عندما تكون الشبكة مشدودة.
أولًا: الشباك التحويطية (الشانشولا – Purse Seine)
تُعد فتحة العين المناسبة لصيد الساردين في هذا النوع من الشباك ما بين 14–18 مم، ويُعتبر قياس 16 مم هو الخيار المفضل ضمن منظور الإدارة المستدامة.
ويرجع ذلك إلى أن هذا القياس يسمح بهروب صغار الساردين التي يقل طولها عن 10 سم، كما يُسهم في تقليل الصيد الجائر وتحسين متوسط حجم المصيد.
ثانيًا: شباك الجرف الساحلي (Beach Seine)
تتراوح فتحة العين المناسبة لهذا النوع من الشباك بين 18–22 مم، على أن يكون الحد الأدنى الآمن بيئيًا 20 مم فأكثر.
وتكمن أهمية هذا القياس في أن شباك الجرف تعمل غالبًا بالقرب من مناطق حضانة الأسماك، ما يجعل استخدام الفتحات الصغيرة (أقل من 16 مم) شديد الضرر بالمخزون السمكي، لما تسببه من استنزاف لصغار الأسماك في مراحلها المبكرة.
ثالثًا: الشباك الخيشومية (إن استُخدمت لصيد الساردين)
في حال استخدام الشباك الخيشومية لصيد الساردين، فإن فتحة العين المناسبة تتراوح بين 20–25 مم.
ويُنصح بتجنب القياسات التي تقل عن 12 مم، لما لها من أثر بالغ السلبية، حيث تؤدي إلى اصطياد اليرقات وصغار الأسماك، وتسهم في تدمير مباشر للمخزون السمكي المستقبلي.
توصيات إضافية
تتطلب الإدارة الرشيدة لمصايد الساردين توحيد قياسات فتحات عيون الشباك قانونيًا بين الصيادين، ومنع استخدام الشباك ذات الفتحات الصغيرة خلال مواسم التكاثر. كما يُعد إجراء فحص دوري للشباك أمرًا ضروريًا، نظرًا لأن فتحات العيون قد تنكمش مع كثرة الاستخدام، ما يفقدها قياسها الأصلي ويزيد من تأثيرها السلبي على المخزون.
وفي الختام، أؤكد موقفي الثابت، الذي ما زلت ولا أزال متمسكًا به، بعدم استخدام أسماك الساردين في صناعة مطحون السمك تحت أي مبرر وعلى الإطلاق، لما لذلك من آثار خطيرة على استدامة هذا المورد الحيوي ومستقبل الثروة السمكية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى