
د. يوسف المخرفي
قام العدو الصهيوني الغادر يوم الخميس الماضي بفعلته الشنعاء، باستهداف ورشة عمل سنوية لحكومة البناء والتغيير الصامدة، وقد نتج عن الغارة الهمجية استشهاد دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ المناضل الصامد الشهيد/ أحمد غالب الرهوي، وتسعة وزراء من أعضاء حكومته الصامدين، من بينهم الشهيد الدكتور/ رضوان علي علي الرباعي، وزير الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية.
حكومة البناء والتغيير كانت قد تشكلت قبل نحو عام حتى تاريخ العدوان عليها، والتي تشكلت من مختلف القوى السياسية الداخلية الصامدة في وجه العدوان السعودي أولًا، والأمريكي ثانيًا، والصهيوني حاليًا، والمناهضة والمتصدية لجميعها، وكذا من مختلف محافظات الجمهورية، حيث عكس الشهداء بانتمائهم لمحافظاتهم حالة الوحدة والصمود تلك، وبرهنت عليه.
وتجمعني بشهيد الوطن الدكتور الرباعي روح زمالة ممتدة منذ العام 2001 حتى تاريخ استشهاده، حيث عملنا معًا كمعيدين بكلية التربية حجة في بداية الأمر، ثم كأستاذين مساعدين بعد عودته من بعثته الدراسية للسعودية عام 2014، وعودتي من دولة ابتعاثي مصر العام 2017م.
وكانت الحكومة السعودية قد عرضت عليه منحه الجنسية السعودية من الفئة (أ)، وصرف سيارة حديثة ومنزل فاخر مقابل بقائه وخدمته لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، نظرًا لما حققه من نجاحات باهرة لم تعهدها الجامعة، لكنه أبى وقال بالحرف الواحد: وطني اليمن أشد احتياجًا لخدماتي.
وقد شغل الشهيد منصب نائب وزير الزراعة والري في حكومة الإنقاذ الوطني، ثم عُيّن وزيرًا للزراعة والثروة السمكية والموارد المائية في حكومة الشهداء الأحياء والأموات، حكومة التغيير والبناء.
وبصفته الأكاديمية، وخبرته في العمل الزراعي من خلال مناصبه، مستلهمًا بالموجهات التي وضعها قائد الثورة، التي غالبًا ما كان يرددها، ويؤكد عليها، ويذكّر بها في كل مناسبة، وخصوصًا الموجه المتعلق بتحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية، وذلك لما فيه تعزيز السيادة الوطنية، وتحقيق استقلالية القرار اليمني، إلى جانب التخفيف من وطأة الحصار الجائر المفروض على بلادنا منذ العام 2015م وحتى تاريخه.
لقد أخذ الوزير الشهيد هذا الموجه والتوجه على عاتقه، وفكّر وقرّر في حدود الممكن والمتاح على تحقيقه ولو في أضيق الحدود، ليس من موقعه كوزير، بل من خلال فرصة أطول سبقت هذا المنصب، وهي فرصة تعيينه نائبًا للوزير الطويلة والسابقة زمنيًا.
وقد كان البعض يشكك في قدرته على تحقيق المأمول، بالنظر إلى تخصصه العلمي غير الزراعي، لكننا نؤكد أن أكاديميته – أي عقليته الجامعة للعلوم في تلاقيها وترابطها – إلى جانب خبرته الطويلة في العمل كنائب للوزير، وفرصته كوزير، غلّبت الطبع والتخصص، وحققت نجاحًا ممكنًا يمكن الحديث عنه في أرقام وأحجام مجدية ومعتبرة، توردها صفحات التقرير الزراعي السنوي.
كما أولى الشهيد الإعلام الزراعي جلّ اهتمامه، من خلال رعايته المباشرة لمركز الإعلام الزراعي، وصحيفتنا الموقرة – صحيفة اليمن الزراعية – الصادرة عنه بصورة دورية أسبوعية، وخصوصًا أنه أحد كتاب مقالاتها، لما يزيد عن 125 مقالًا في جميع الأعداد الصادرة عنها.
الرحمة والخلود للشهداء، والشفاء والسلامة والعافية للجرحى، مؤكدين أن صمودنا الأسطوري سيستمر، والعاقبة للمتقين، والخزي والعار على الصهاينة المجرمين.
*أستاذ العلوم البيئية والتنمية المستدامة المساعد بجامعة 21 سبتمبر للعلوم الطبية والتطبيقية




