
أيمن الرماح
في ظل التزايد المتسارع في الطلب العالمي على الغذاء، أصبح استخدام المبيدات والأسمدة الكيميائية في الزراعة ضرورة لتعزيز الإنتاج.
تزايد عدد السكان والضغط على المساحات الزراعية دفع العلماء إلى تطوير تقنيات، مثل التعديل الجيني، والاستخدام المكثف للأسمدة لتحسين التربة، بالإضافة إلى المبيدات التي تهدف إلى القضاء على الطفيليات والحشرات الضارة.
إلا أن الاستخدام المفرط لهذه المواد بات يشكل قلقاً عالمياً، حيث أثبتت الأبحاث أن الاستخدام غير المنظم للأسمدة والمبيدات، الذي لا يلتزم بالمعايير الدولية، قد يكون مرتبطاً بأمراض خطيرة مثل السرطان وأمراض أخرى لم تُحدد بعد بشكل كامل.
في اليمن، يعاني القطاع الزراعي من تحديات كبيرة، من أبرزها غياب البنية التحتية اللازمة لتصنيع المبيدات والأسمدة محلياً، لا تتوفر الخبرات والمعرفة الفنية، كما تفتقر البلاد إلى المصانع والتشريعات الداعمة للتصنيع المحلي، مما يضطرها إلى استيراد كميات كبيرة من هذه المواد سنوياً، ما يزيد من الأعباء المالية ويحد من الاستقلالية الزراعية.
الحل يتطلب وضع رؤية متكاملة تشمل جميع الأطراف ذات الصلة، بما في ذلك الحكومة والقطاع الخاص والمزارعين. هذه الرؤية ينبغي أن ترتكز على تعديل التشريعات القائمة أو استحداث قوانين جديدة تدعم التصنيع المحلي، كما يجب إنشاء هيئة مستقلة متخصصة، يكون دورها الإشراف على بناء مصانع ومعامل لتصنيع المبيدات والأسمدة، بالإضافة إلى تدريب الكوادر الفنية ودعم الأبحاث التطبيقية لتطوير المواد العضوية والمركبة.
من الضروري أيضاً إنشاء نظام تسويق فعال لهذه المنتجات محلياً، إلى جانب جهود التوعية بين المزارعين والمجتمع بأهمية التصنيع المحلي.
إن صناعة المبيدات والأسمدة محلياً هي خطوة أساسية لتحقيق نهضة زراعية مستدامة في اليمن، ويجب أن يؤخذ هذا الموضوع على محمل الجد باستخدام كافة الوسائل المتاحة.