إعداد: د. عبده العماد
مفهوم مرض النيوكاسل عند الدواجن:
هو مرض فيروسي سريع الانتشار يؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة نتيجة لارتفاع النفوق أو انخفاض الانتاج، و هو منتشر في معظم دول العالم و تختلف ضراوته من بلد إلى آخر، كما أن المرض تزيد ضراوته وخطورته عند التربية المكثفة في المزارع كبيرة العدد.
الدواجن الأكثر تعرضاً إلى العدوي:
الدجاج أكثر الطيور معرضة للعدوى، حيث يصاب بالمرض في جميع الأعمار، وتلزم وقاية الدجاج من مرض النيوكاسل؛ لأنه يصيب الانسان أيضاً.
أسباب وخصائص النيوكاسل:
Paramyxoviros فيروس النيوكاسل، هو نوع من فيروسات، البارامكسوفيروس، والفيروس يتأثر بالحرارة العالية، فعند درجة حرارة 100 درجة م يقتل الفيروس في ظرف دقيقة واحدة، و عند 50 درجة مئوية يقتل في ظرف بضعة دقائق، و في درجة الحرارة 37 م في ظرف بضعة ساعات، أما عند درجة حرارة 8 م فيحتفظ الفيروس بحيويته مدة تتراوح بين 12 – 14 شهرا.
في المبرد العميق يحتفظ الفيروس بحيويته بضعة سنوات، ويجب مراعاة ذلك عند حفظ اللقاح، وهذا الفيروس يتأثر سريعاً بالأشعة فوق البنفسجية، وتقتله بسرعة؛ ولذلك فإن أشعة الشمس تكفي لتطهير الأماكن التي يتعرض لها الفيروس، أو مخلفات الطيور المريضة، كما يراعى عدم تعريض اللقاح لأشعة الشمس، حيث يمكنها قتل فيروس اللقاح في ظرف 15 دقيقة.
مدة الحضانة:
مدة الحضانة في المتوسط من 5 – 7 أيام وقد تتراوح ما بين 2 – 14 يوماً.
فيروس النيوكاسل وأنواعه:
خلق الله سبحانه وتعالى 3 عترات مختلفة الضراوة للفيروس، وهي العترة الضعيفة والمتوسطة والقوية.
العترة الضعيفة (lentogenic ):
لا تحدث أعراض مرضية، وتستعمل كلقاح حي لتحصين الطيور مثل عترة هتشنر، وعترة لاسوتا، وإذا حقنت هذه العترة في جنين البيض فانه يموت بعد 110 ساعة في المتوسط، و إذا حقنت في مخ كتاكيت عمر يوم فإن معامل العدوى المخية تكون أقل من 0.5.
العترة متوسطة الضراوة (mesogentic strian ):
قد تحدث أعراض مرضية طفيفة جداً في الطيور المعرضة للمرض، و اذا حقنت هذه العترة في جنين البيض فانه يموت بعد 72 ساعة، و معامل العدوى المخية يكون 1- 1.5، و تستعمل العترات متوسطة الضراوة في صناعة اللقاحات، و هي إما عترة مصنوعة من أوبئة حقيقة طبيعية مثل عترة رواكين أو محضرة معملياً باستضعاف العترات الضارية مثل عترة كوماروف أو كتزور.
العترة الضارية (velogenic strain):
وهي العترة التي تحدث العدوى، وتسبب النفوق المرتفع، وتسبب في ظهور الوباء.
وهناك 3 أنواع من العترات الضارية تسمى تبعاً للمكان الذي تتوالد فيه، وتهاجمه محدثة أعراضاً مرضية مميزة، وهي النوع العصبي والنوع التنفسي.
النوع الإحشائي .
انتشار وطريقة نقل العدوي:
الدواجن المصابة النيوكاسل، تفرز الفيروس الضاري مع الزرق، وإفرازات الأنف طول فترة ظهور الأعراض، وبعد انخفاض النفوق ولمدة 3-4 أسابيع بعدها.
وهناك بعض الحالات التي بقيت فيها الطيور السابق إصابتها تفرز الفيروس لعدة شهور على الرغم من عدم ظهور أعراض بها، كما أن الطيور التي نفقت بعد ظهور الأعراض وتركت في الحظيرة يمكن أن تكون مصدراً للعدوى إلى أن يتم إزالتها من العنبر.
وتنتقل العدوى بالهواء الذي يمكنه أن يحمل فيروس المرض مسافات تصل إلى 1-2 كيلو متر اذا كانت منطقة التربية بها رياح شديدة، و يمكن للنسيم العادي نقل الفيروس لمسافات تصل إلى متر، وهناك طرق كثيرة أخرى لنقل العدوي 50 .
أعراض المرض:
أولاً: في الكتاكيت والبداري:
يبدأ ظهور الأعراض في الكتاكيت على شكل خمول، والتجمع في جوانب الحظيرة، أو التجمع حول مصادر الحرارة، وعدم القدرة على الحركة، والامتناع عن الأكل، حيث ينخفض استهلاك العليقة إلى النصف تقريباً، ثم تبقي الطيور في اغفائة طويلة، ويجف ريشها وينتفش، ويظهر اسهالاً مائياً أخضر اللون.
وتبدأ الأعراض التنفسية في الطيور على شكل صعوبة التنفس وحشرجة في الصوت، وتزداد حدة الأعراض ليلاً.
الأعراض العصبية تتبع الأعراض التنفسية في الظهور على شكل شلل في إحدى الأرجل، أو كلاهما، وارتعاشات عصبية، أو دوران الطائر حول نفسه، ثم يقع أو تنثني رقبته إلى الخلف أو الأمام أو الجانب.
إذا كانت الاصابة بالعترة الاحشائية للضارية فان الأعراض تبدأ على شكل خمول، ثم تلتهب أعين الطائر المصاب، وتظهر افرازات بالعين، والأنف ثم يرقد الطائر على الأرض بدون حراك، ويموت في ظرف بضع ساعات بدون أن يهزل.. يبدأ النفوق بعد ظهور الأعراض مباشرة، ويتراوح 5- 100% حسب ضراوة العدوى.
ثانياً: في الطيور الناضجة:
في حالة اصابة قطيع بالغ لم يسبق تحصينه فإن الأعراض التنفسية تكون شديدة، وتشبه الأعراض التي تظهر على الكتاكيت، أما في حالة اصابة قطيع سبق تحصينه فإن الأعراض تكون أقل وضوحاً، حتى أنه قد يتشابه في الأعراض مع بعض الأمراض التنفسية الأخرى، وخصوصاً مرض الالتهاب الشعبي المعدي.
ينخفض انتاج البيض انخفاضاً يتراوح بين 20-50 % و قد ينقطع نهائياً، و يصغر حجمه، و ينتج أعداداً كبيرة من البيض بدون قشرة ( برشت)، أو تكون القشرة هشة، و متغيرة الشكل، و يضمحل أو يختل الفراغ الهوائي، أو يتحرك على شكل فقاعات هوائية، كما يقل نسبة البياض، و يصبح مائياً، و يصبح الصفار فاتح اللون .
الحالة التشريحية:
الأعراض التشريحية المميزة هي:
التهابات شديدة في الحنجرة والقصبة الهوائية مع وجود افرازات مخاطية في القصبة الهوائية وهي التي تسبب صعوبة التنفس والحشرجة وعلى امتداد الأمعاء، وخصوصاً في منطقة الاثنى عشر، حيث تظهر بقع نزفية، أو مناطق متنكرزة أو تقرحات وهي أهم الأعراض التشريحية التي يجب أن يتجه اليها النظر، و التي تبدأ في الظهور مع بداية المرض، و خصوصاً عند الاصابة بالعترة الاحشائية الضارية.
تحليل المرض:
أولاً: التحليل الحقلي :
يمكن في هذا المجال مراعاة الآتي في حالة ظهور أي أعراض تشكك في وجود المرض.
-1 عمر القطيع: كلما صغر عمر القطيع زادت حدة المرض، وظهرت الأعراض بوضوح، وزاد معدل النفوق.
-2 حالة المناعة: يجب مراعاة آخر تحصين تم بالقطيع و المناعة المتوقعة بعد التحصين.
-3 اللقاح المستعمل: يجب التأكد معملياً من فاعلية اللقاح المستعمل في آخر تحصين للقطيع.
-4 تطور الأعراض: يظهر المرض بنظام ثابت متدرج يبدأ بانخفاض استهلاك العليقة، ثم ظهور الأعراض التنفسية، ثم ظهور اسهال مائي أخضر، وتعم الأعراض العصبية، وذلك على مدى أسبوع واحد.
-5 معدل انتاج البيض: في القطعان البياضة ينخفض انتاج البيض فجأة، وبنسبة كبيرة، و تظهر تشوهات على قشرة البيضة، و أعداد كبيرة من البيض البرشت.
-6 مدى تنفيذ الاشتراطات الصحية: إذا لم يتم تنفيذ الاشتراطات الصحية بدقة يجعل ظهور المرض متوقعاً في القطيع.
ثانياً: التحليل المعملي :
التحليل الحقلي يجب أن يؤكد بالتحليل المعملي حتى يمكن الجزم بوجود المرض، ويجب ارسال عينات بصفة دورية، أو حين ظهور الأعراض إلى معمل موثوق به لإجراء الفحوص المعملية، فإذا كانت النتيجة ايجابية دل ذلك على وجود فيروس المرض.
*رئيس قسم أمراض الدواجن في الادارة العامة للصحة الحيوانية