إرشاداتصحافة

رحيل قائد الزراعة ومهندس التغيير.. الشهيد الدكتور رضوان الرباعي

د/ عبدالرحمن ثابت

يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي”
صدق الله العظيم.
بقلوب يعتصرها الحزن، وألسنة تلهج بالدعاء، نرثي فقيدنا الغالي، الشهيد الدكتور رضوان علي علي الرباعي،
الأخ، والصديق، والعالم، والأكاديمي المتميز، ووزير الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية الأسبق.
لقد جمع رحمه الله بين العلم والعمل، وكان قائدًا للتغيير في المجال الزراعي، يحمل قلب المجاهد، وروح القائد، وعقل المخطط. قاد وزارة الزراعة بفريق عمل متميز، مدفوعًا بحكمته الواسعة، وحرصه على مصلحة الوطن والبيئة
كنا معه، نعمل ليالٍ طوال لإعداد برنامج وطني يهدف إلى تخليص اليمن من مخاطر التداول العشوائي للمبيدات.
وبتوجيهاته ومتابعته المستمرة، وضعنا معًا الأسس والمعايير والمبادئ العلمية والمرجعيات الفنية لغربلة قوائم المبيدات الضارة بالمستهلك والبيئة اليمنية.
ركزنا على دراسة الاختلالات القانونية، واقترحنا مواد تتواءم مع البيئة اليمنية وخصوصيتها، واهتممنا كذلك بـتشجيع التصنيع المحلي للمبيدات الطبيعية، وفق قواعد علمية تضمن انطلاقة صحيحة ومدروسة.
لقد زرع الشهيد فينا القيم والمبادئ والتنمية المستدامة، ولم ينتظر موسمًا لحصادها.
كان عنوانًا للاكتفاء الذاتي، ورايةً للتنمية الزراعية، يعمل في الميدان بجوارنا أكثر مما جلس على كرسي الوزارة.
كان أخًا وصديقًا، يحمل في قلبه خطط التغيير إلى الأفضل، ورؤية واضحة لبناء مستقبل زراعي واعد.
أعد الخطط والاستراتيجيات لتقليل الاستيراد، ونهضة الصناعات الغذائية، سعيًا لتحقيق الاكتفاء الذاتي من خيرات أرض اليمن.
لقد وضع اللبنات الأولى لمشروع زراعي نهضوي متكامل، يستحق أن يُخلَّد في ذاكرة الوطن.
كان فقيدنا مثالًا للإنسان في أنقى معانيه:
متواضعًا في علمه، رفيعًا في أخلاقه، طيب المعشر، نقي السريرة، لا يحمل في قلبه حقدًا، واضحًا في تعاملاته، صريحًا في قوله، صافيًا في نيّته.
لقد قاد التغيير في وزارة الزراعة بلا تسلّط ولا استعلاء، وكان قدوة في التعامل واحترام الجميع.
اختار الشهيد أن يلتحق بالمشروع القرآني، مشروع المقاومة في وجه الاستكبار والهيمنة، ونصرة الحق والمظلومين.
وبرحيله، خسرت اليمن عالمًا جليلًا، وقائدًا قديرًا، ومجاهدًا شجاعًا.
لكن اسمه سيظل خالدًا في سجل الشرف، وسيرته ستبقى نبراسًا للأجيال القادمة.
ارحل يا صديقنا العزيز إلى جوار ربك مطمئنًا،
فقد أوفيت الأمانة، ولم تخن،
وكنت صادقًا، ولم تغش،
عشت مؤمنًا، واستشهدت مجاهدًا.
ستظل توجيهاتك دينًا في أعناقنا، وذكراك حية في قلوبنا.
عزاؤنا أنك خلّفت من الخير ما يذكرك، ومن العلم ما ينفعك، ومن الأخلاق ما يرفعك.
كنت نقي القلب كنقاء البيئة اليمنية، خصب المعرفة كخصوبة أرض اليمن، وكنت تحلم بتحقيق الاكتفاء الذاتي بخططك التنموية، وأن يتحرر شعبك من التبعية الغذائية.
حين رحلت شهيدًا، لم تبكك أسرتك فقط…
بل بكتك اليمن بثرواتها الزراعية، والحيوانية، والسمكية، وبيئتها الغنية.
ختامًا:
وإننا إذ نعزي القيادة الثورية والسياسية، ونعزي أسرتك الكريمة، ونعزي أنفسنا كفريق فني عملنا معك،
نسأل الله العلي القدير أن يتغمدك بواسع رحمته، ويسكنك فسيح جناته مع الشهداء والصديقين، وأن يلهم الجميع الصبر والسلوان.
*رئيس الفريق الفني للمبيدات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى