
الحملة المجتمعية للتوعية وعلاج الحمى القلاعية في الحديدة
اليمن الزراعية – أيوب هادي
تعد الصحة الحيوانية من الركائز الأساسية لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة، إذ تؤثر صحة الثروة الحيوانية بشكل مباشر على الإنتاج الزراعي وسبل عيش العديد من الأسر.
في هذا الإطار، تتكاتف الجهود الحكومية والمجتمعية لحماية الثروة الحيوانية من الأمراض الوبائية التي تهدد مصادر الرزق والغذاء.
في محافظة الحديدة، أطلقت إدارة الصحة الحيوانية والترصد الوبائي بالهيئة العامة لتطوير تهامة حملة توعوية ومجتمعية لمكافحة انتشار الحمى القلاعية، وتهدف الحملة إلى توعية مربي المواشي بطرق الوقاية والعلاج، وتعزيز المناعة الصحية للثروة الحيوانية، مما يسهم في حماية سبل العيش للمزارعين وتحسين الأمن الحيوي في المنطقة.
وفي السياق قال مدير إدارة الصحة الحيوانية والترصد الوبائي بالهيئة فاضل العامري إن الحملة تأتي ضمن جهود وزارة الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية لتعزيز الوعي الصحي.
وأضاف أن الحملة تستهدف معالجة الحيوانات المصابة في البؤر المكتشفة حديثاً، بناءً على بلاغات شبكة الترصد الوبائي والجمعيات الزراعية، كما تسعى إلى توعية مربي المواشي واللجان المجتمعية بأساليب معالجة الحيوانات والحد من انتشار الأوبئة.
ويشارك في تنفيذ الحملة 50 طبيباً ومساعداً بيطرياً موزعين على المديريات المستهدفة، مدعومين بالأدوية البيطرية والنشرات الإرشادية اللازمة.
وتركز الحملة على توعية المربين بالخطوات اللازمة للتعامل مع الحمى القلاعية، خاصة في الأبقار. وتشمل الحملة هذه الخطوات:
-عزل الحيوانات المصابة: لتجنب نقل العدوى إلى الحيوانات السليمة.
- وقف حركة الحيوانات: خصوصاً نقل الأبقار إلى الأسواق الأسبوعية.
التحصين الدوري: للحفاظ على المناعة الصحية للحيوانات.
تطهير الحظائر: باستخدام المطهرات المناسبة وتنظيف المخلفات الحيوانية بطرق صحية.
إبلاغ السلطات المختصة: عند اكتشاف أي إصابة جديدة لضمان التدخل السريع.
وأكد الدكتور العامري على أهمية الحد من التسويق المؤقت للحيوانات المصابة وتجنب الاختلاط مع الحيوانات الجديدة إلا بعد التأكد من خلوها من العدوى، مما يسهم في السيطرة على المرض ووقف انتشاره.
مشاركة الجمعيات الزراعية
وعلى صعيد متصل أشاد رئيس جمعية اكتفاء الزراعية بمديرية المراوعة محمد عطية حدال بدور الحملة في مواجهة الحمى القلاعية، معتبراً أن توعية المربين هي حجر الأساس لحماية الثروة الحيوانية، مشيراً إلى أن اللجنة البيطرية، بالتعاون مع اللجان المجتمعية، عالجت ووقّت أكثر من 3000 رأس من الأبقار والأغنام والماعز، مما أسهم في الحد من انتشار المرض.
وفي السياق قال رئيس جمعية المنصور الزراعية بمديرية المنصورية يوسف شرف إن الحملة تعتبر فرصة ذهبية للمربين للاستفادة من الإرشادات التوعوية والعلاجية المقدمة، لافتاً إلى أن الحملة عززت من قدرات المزارعين على التعامل مع الأوبئة وحماية مواشيهم.
المربي حسين علي سليمان من مديرية المراوعة أكد أن الحملة وفرت له معلومات قيمة حول كيفية الوقاية من الأمراض، مما ساعده في اتخاذ التدابير المناسبة للحفاظ على صحة مواشيه، مضيفاً أن الدعم الذي تلقاه المربون، سواء من حيث الإرشادات أو الأدوية البيطرية، ساهم بشكل كبير في تحسين إنتاجية المواشي وزيادة دخلهم.
وتسعى الحملة، بالتعاون بين الفرق البيطرية والجمعيات الزراعية والمجتمع المحلي، إلى تحقيق نتائج مستدامة تعزز من صحة الثروة الحيوانية وتقلل من تأثير الأمراض الوبائية، حيث يوفر هذا التعاون الأدوات والمعرفة اللازمة للمربين للتعامل مع الأمراض، مما يدعم الاستقرار الاقتصادي للأسر ويحسن من الأمن الغذائي في المنطقة.
إطلاق الحملة التوعوية والعلاجية للحد من انتشار الحمى القلاعية في محافظة الحديدة يعكس التزام الحكومة والهيئات المعنية بحماية الثروة الحيوانية.
ومن خلال الجهود المشتركة بين الكوادر البيطرية والمجتمع المحلي، تأمل وزارة الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاقتصاد المحلي، بما يخدم الأمن الغذائي ويعود بالنفع على الأجيال القادمة.