إرشاداتصحافة

تأثير العدوان الإسرائيلي الأمريكي على الموروث السمكي

وزير الحاتمي

يُعدُّ الموروث السمكي في اليمن جزءًا مهمًا من الهوية الثقافية والاقتصادية للمجتمعات الساحلية، ويمثل موردًا حيويًا يعتمد عليه آلاف الصيادين لتأمين سبل عيشهم.
إلا أن هذا القطاع يواجه تحديات متزايدة نتيجة عوامل محلية وإقليمية ودولية، بما في ذلك العدوان الإسرائيلي-الأمريكي الذي يسعى للهيمنة على الممرات البحرية والسيطرة على ثروات الشعوب، رغم التصدي الحازم لهذه المخططات من قبل رجال القوات المسلحة اليمنية.
السياسات الإسرائيلية المدعومة أمريكيًا تستهدف التحكم في البحر الأحمر وممراته الحيوية، إلا أن القوات المسلحة اليمنية، براً وبحراً وجواً، تقف سدًا منيعًا أمام محاولات التغلغل أو التواجد العسكري الإسرائيلي في المنطقة.
هذه الجهود البطولية تُبقي المياه اليمنية في مأمن من التعدي، وتؤكد السيادة الوطنية، لكن التحديات التي يفرضها الحصار والعدوان المستمر تلقي بظلالها على قطاع الصيد والموروث السمكي.
الحصار المفروض على اليمن، الذي يمثل أحد أبرز أوجه العدوان الأمريكي، أثر بشكل مباشر على الصيادين اليمنيين. يُمنع العديد منهم من الوصول إلى المناطق الغنية بالأسماك، كما تتعرض قوارب الصيد لاستهداف مستمر من قِبل قوات التحالف المدعومة أمريكيًا، ما يهدد حياة الصيادين ويُضعف قدرتهم على تأمين قوتهم اليومي.
التدخلات الخارجية في البحر الأحمر، التي تتخذ أشكالًا اقتصادية وسياسية، تهدف إلى استنزاف الموارد البحرية في المنطقة. إلا أن القوات البحرية اليمنية حالت دون السماح بأي تواجد غير مشروع في المياه الإقليمية. هذه الجهود الوطنية تتطلب دعمًا إضافيًا لتعزيز حماية الموروث السمكي من الاستغلال الخارجي غير المباشر.
بالإضافة إلى ذلك، تسببت الأنشطة العسكرية المتزايدة في المنطقة بآثار بيئية سلبية، منها تدمير الشعاب المرجانية التي تُعدُّ موائل أساسية للعديد من الكائنات البحرية. ومع تصاعد هذه التحديات، تبقى الجهود المحلية حائط الصد الأول لحماية الموارد السمكية.
رغم هذه التحديات، يظل الموروث السمكي رمزًا للصمود والتجذر في التاريخ والثقافة اليمنية، فالحفاظ عليه يتطلب مواصلة تعزيز السيادة البحرية ودعم الصيادين التقليديين من خلال تحسين البنية التحتية للموانئ وتوفير المعدات الحديثة التي تضمن استدامة الصيد بطريقة صديقة للبيئة.
كما أن توعية الأجيال الجديدة بأهمية هذا التراث وتعزيز ارتباطهم به يُعدُّ خطوة أساسية في مقاومة محاولات تهميشه أو إضعافه.
إن التصدي للعدوان الإسرائيلي-الأمريكي وحماية الموروث السمكي هما جزءان من معركة الحفاظ على السيادة الوطنية وضمان حقوق الأجيال القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى