الاستغــــلال الأمـثــــل للتنوع البيئي والمناخي

الدكتور : رضوان الرباعي *

يعد التنوع المناخي في اليمن من أعظم النعم التي أنعم الله بها على هذه البلاد المباركة، وهو تنوع نادر قلّ أن يوجد بهذه الصورة في أي دولة أخرى. فمن السهول الساحلية الدافئة، إلى الجبال العالية ذات الأجواء المعتدلة والباردة، إلى الصحارى الداخلية، والمناطق المدارية في الجنوب والشرق… هذا التنوع يمنح اليمن قدرة فريدة على إنتاج أنواع متعددة من المحاصيل الزراعية، على مدار العام.
وقد وهبنا الله بهذا التنوع المناخي لنكون أمةً عاملة ومنتجة، لا مستهلكة ومعتمدة على الخارج. لذا فإن شكر هذه النعمة يكون بالعمل الجاد، واستغلال هذه التنوع، في تحقيق الأمن الغذائي، والتوسع في الزراعة، وزيادة الإنتاج المحلي، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، بل والتحول نحو التصدير.
إن المرحلة الراهنة، بكل تحدياتها، تفرض علينا أن نعيد الاعتبار للزراعة، وأن نجعل من هذا القطاع أولوية في خططنا وبرامجنا. وهنا تبرز أهمية ما يدعو إليه السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله ويرعاه – من موجهات ورؤى استراتيجية تؤكد على العودة إلى الأرض، واستثمارها، وحمايتها، والاعتماد على الذات، باعتبار ذلك جزءًا من معركة التحرر والاستقلال.
لقد وجّه السيد القائد في أكثر من مناسبة إلى ضرورة تحريك العجلة الزراعية، وتفعيل المبادرات المجتمعية، وتشجيع الأسر على الزراعة، وتبني السياسات التي تسهم في حماية الموارد الطبيعية، مثل الماء والتربة والغابات، باعتبارها ثروات قومية يجب صونها واستدامتها.
كما أن الحفاظ على التنوع البيئي والمناخي، والاهتمام بالتشجير، ومكافحة التصحر، وعدم الاعتداء على الغطاء النباتي، هو جزء من الوفاء لهذه النعمة، وهو ما يتطلب وعيا مجتمعيا، وتخطيطا حكوميا جادا، ودورا إعلاميا وتربويا يعزز ثقافة الإنتاج وحب الأرض.
وفي ظل ما يعيشه العالم من أزمات غذائية واقتصادية، تتضاعف أهمية هذه النعمة التي وهبنا الله اياها ، ويصبح التوسع الزراعي ضرورة دينية ووطنية وأخلاقية. وهذا يتطلب من الجميع، من أفراد ومؤسسات، أن يعملوا بروح المسؤولية، ويحولون الأقوال إلى أفعال، والخطط إلى مشاريع ملموسة في كل محافظة وقرية.
إن التنوع المناخي في اليمن هو نعمة إلهية،و وفرصة استراتيجية، يجب أن نستوعبها، ونحسن استثمارها، ونورثها لأجيالنا القادمة كمصدر للخير والعزة والسيادة.

*وزير الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية