-القائــد بأعمـــال رئيـــس الحكومـــة العلامـــة محمد مفتـــاح يشيـــد بمستـــوى الـتـرتيـب والتنظيـم للمهـــرجـــان
-أمين العاصمة: مهرجان خيرات اليمن يهدف لتعزيز المكانة الجغرافية والتاريخية لجودة الفواكه وتعزيز قدرتها التنافسية محلياً وخارجياً
اليمن الزراعية – صنعاء
اختتم يوم الخميس 9 أكتوبر في نادي وحدة صنعاء مهرجان “خيرات اليمن” في موسمه الثاني، والذي انطلق في الرابع من الشهر نفسه، بمشاركة واسعة من المزارعين والجمعيات التعاونية والشركات الوطنية والأسر المنتجة. واستمر المهرجان ستة أيام متواصلة شكّل خلالها تظاهرة زراعية وتنموية جمعت بين المعرض والندوات العلمية والزيارات الرسمية والإقبال الشعبي الكبير.
الافتتاح: رسائل رسمية لدعم المنتج الوطني
كان القائم بأعمال رئيس الوزراء العلامة محمد مفتاح قد دشن فعاليات المهرجان يوم السبت 4 أكتوبر، حيث أكد في كلمته:
“لقد شهدنا في هذا الموسم تطوراً نوعياً مقارنة بالموسم الماضي، سواء في كثرة المنتجات أو جودة التعبئة والتغليف وخبرات المنتجين والمصنعين والمسوقين وبالميكنة الحديثة في التصنيع المحلي. إن نجاح المهرجان مؤشر على قدرتنا على تحقيق نقلة نوعية في النهوض بالمنتجات الزراعية خلال السنوات المقبلة.”
وأضاف مفتاح: “إن المزارعين الذين يلتزمون بالممارسات الزراعية السليمة ومعايير الجودة يسهمون في تحسين جودة المنتجات ومذاقها وبالتالي تعزيز قدرتها التنافسية في الأسواق المحلية والخارجية. وعلى الجهات المعنية في الأمانة والمحافظات ووزارات الإدارة والتنمية المحلية والريفية، والزراعة والثروة السمكية والموارد المائية، والاقتصاد والصناعة والاستثمار، والشؤون الاجتماعية والعمل، وغيرها من الجهات، مساندة المزارعين والمصنعين والمسوقين والاتجاه نحو الاكتفاء الذاتي.”
كما حث وسائل الإعلام على نشر الوعي بالقضايا الزراعية المختلفة، وعلى رأسها الاهتمام بالزراعة المنزلية والميكنة والتصنيع المحلي.
من جانبه، أوضح أمين العاصمة الدكتور حمود عباد أن مهرجان خيرات اليمن يهدف إلى تعزيز المكانة الجغرافية والتاريخية لجودة الفواكه اليمنية وتعزيز تنافسيتها محلياً وخارجياً.
وفي افتتاح المهرجان الذي حضره نائبا وزير الإدارة والتنمية المحلية والريفية ناصر المحضار، والشباب والرياضة نبيه ناصر، وأمين عام محلي الأمانة أمين جمعان، ووكيل أول الأمانة خالد المداني، ووكيل الشؤون الزراعية محمد سريع، ووكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية لقطاع التسويق محسن عاطف، ومستشار وزارة الزراعة المهندس سمير الحناني، استمع القائم بأعمال رئيس الوزراء إلى شرح من القائمين على المهرجان حول أهدافه وأنشطته.
حيث أوضح مدير وحدة تمويل المشاريع والمبادرات الزراعية والسمكية المهندس عبدالملك الإنسي، ورئيس اللجنة التحضيرية للمهرجان المهندس محمد هاجر، أن المهرجان يسعى لتعزيز دعم وتسويق المنتج المحلي، ودعم المزارعين والباعة والجمعيات الزراعية، إلى جانب فتح آفاق جديدة للاستثمار والتصدير.
زيارات رسمية: دعم القيادة للزراعة الوطنية
شهد المهرجان زيارات لعدد من المسؤولين، في مقدمتهم عضو المجلس السياسي الأعلى جابر الوهباني الذي طاف بأجنحة المعرض مشيداً بالتنظيم، مؤكداً أن المهرجان رسالة بأن اليمنيين ماضون في بناء اقتصادهم الوطني رغم التحديات.
كما زاره نائب رئيس مجلس الشورى الشيخ ضيف الله رسام، والقائم بأعمال وزير الاقتصاد سام البشيري،ومحافظ محافظة صنعاء عبدالباسط الهادي، ومحافظ المحويت الشيخ حنين قطينة، ونائب وزير العدل القاضي إبراهيم الشامي، ووكلاء وزارات الشؤون الاجتماعية والعمل الحسن الذاري، والخدمة المدنية عبدالله حيدر، والإعلام محمد منصور،والزراعة لقطاع الخدمات والدعم مراد الشايف،وقطاع الثروة السمكية الدكتور فوزي الصغير وكان في استقبلهم وكيل وزارة الزراعة لقطاع التسويق محسن عاطف، ورئيس اللجنة التحضيرية محمد هاجر وعبروا جميعاً عن إعجابهم بالتنوع الكبير في المنتجات المحلية ومشاركة الأسر المنتجة والجمعيات التعاونية والمشاريع الصغيرة والأصغر.
وقال وكيل وزارة الزراعة لقطاع التسويق محسن عاطف: “إن مشاركة أكثر من 250 من المزارعين والجمعيات،والأسر المنتجة، والشركات الوطنية في المهرجان تعكس الثقة المتنامية بالمنتجات المحلية ودورها في تحقيق الأمن الغذائي.”
الأوراق العلمية والندوات: رؤى لتطوير التسويق والتصدير
شهد المهرجان تنظيم عدد من الندوات والورش العلمية المصاحبة:
ورشة التسويق الزراعي والسمكي :
تضمنت ورقتي عمل حول التسويق الزراعي المستدام قدمها الدكتور محيي الدين الحاج،المختص في فلسفة الاقتصاد من كلية الزراعة بجامعة صنعاء،وتطرق إلى أساسيات واستراتيجيات التسويق الزراعي والسمكي،وأساليب الوصول للأسواق،وكذا أهمية التعبئة والتغليف والعلامة التجارية.
فيما تناولت الورقة الثانية «التسويق الزراعي ومقومات نجاحه» قدمها الدكتور فضل المحمودي من كلية التجارة بجامعة صنعاء وشملت جلسة تطبيق عملي لوضع خطة تسويق مبسطة لمنتجات (العنب، المانجو، السمك المجفف)
ورشة واقع التصدير الزراعي والسمكي :
إلى ذلك عقدت يوم الثلاثاء الماضي ورشة علمية بعنوان «واقع التصدير الزراعي والسمكي في اليمن» أدارها الدكتور عبدالوهاب شرف الدين، قدم خلالها الدكتور علي السياني عرض من خلالها أهداف الورشة وأهمية التصدير وأبرز المنتجات المصدرة،وحجم الصادرات والأسواق المستقبلية،والإنجازات والتجارب السابقة، ناقشت الورقة التحديات التي تواجه التصدير ومنها ضعف البنية التحتية ومشاكل التعبئة والتغليف والقيود الجمركية والمنافسة الخارجية.
ندوة المشاريع الصغيرة والأصغر :
وفي نفس اليوم عقدت ندوة علمية تضمنت أوراق عمل أبرزها ورقتا الدكتور خالد قاسم حول دور المشاريع الصغيرة في زيادة الإنتاجية الزراعية، وورقة الدكتور محمد النفيش والدكتور أشرف الأصبحي حول إدارة المشاريع كأداة لتعزيز المرونة المناخية
وهدفت الندوة إلى تسليط الضوء على أهمية تنمية المشروعات الصغيرة والأصغر، خاصة في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور، وتفاقم مؤشرات الفقر والبطالة، وتوضيح الأضرار التي خلفها العدوان والحصار على القطاع الزراعي والسمكي، ووضع الحلول والمقترحات والتوصيات للنهوض بالقطاع، كما تطرقت إلى واقع المشروعات الزراعية الصغيرة والأصغر ودورها في توفير المنتجات الغذائية والنباتية والحيوانية، والفرص المتاحة أمامها.
وأكدت الورقتان أن قطاعي الزراعة والأسماك قطاعان واعدان يقدمان فرصاً واسعة للمشاريع الصغيرة والأصغر، وتوفير الكثير من الموارد الطبيعية الزراعية والسمكية، فضلاً عن وجود عدد من فرص ومصادر التمويل لهذه المشاريع.
وأوضحتا أن القطاع الحيواني يرتكز على تربية “الأغنام، والماعز، والأبقار، والجمال” ومشتقاتها من اللحوم والألبان والأجبان والجلود والصوف، إضافة إلى منتجات العسل، وتركيزها في الريف الذي يعد المخزن الكبير والواعد للمشاريع الصغيرة والأصغر، فضلاً عن القطاع السمكي.
ختام المهرجان: آفاق جديدة للقطاع الزراعي
بإجماع المشاركين والزوار، شكّل مهرجان “خيرات اليمن” الثاني منصة وطنية جمعت بين العرض التسويقي، والنقاش العلمي، والدعم الرسمي والشعبي، ليؤكد أن اليمن قادر على تطوير قطاعه الزراعي والسمكي وتحويله إلى ركيزة للأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي وبناء الاقتصاد المقاوم.
