
د. يوسف المخرفي
عند الحديث عن منتجات الفاكهة أو الفواكه بشكل عام في اليمن، فإنه حديث عن عظمة وصف الله تعالى لها في محكم التنزيل: {لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال، كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور} (سورة سبأ، آية 15).
فوصفها بالجنتين، وبالبلدة الطيبة، ليشير إلى أمرين: الأول منهما أن الجنة بها من كل شيء، والأمر الثاني أن ثمارها طيبة، لذا هي الأجود جميعها عالمياً على الإطلاق.
وبالمقارنة، تمتاز بلاد سوريا والعراق بالبلح فقط، ومثلها لبنان التي تشتهر بالتفاح فقط، وقل مثل ذلك على مصر التي تشتهر بالفراولة. أما في اليمن، فالحديث يتطلب إسهاباً غير ممل، ولكن لابد أن نضع في المقدمة العنب، ذات الصيت الإقليمي، فيقال: “عنب اليمن وبلح الشام”، والعالمي الذي تسابقت شركات فرنسية وصينية للاستثمار في زراعته وتصديره، ولكنه كان استثماراً غير مشجع، كونه قد يوظف حتماً في إنتاج النبيذ الأجود عالمياً.
وليس بمقدورنا الوقوف عند تلكم المقولة، فلن نكون منصفين إن لم ندرج الموز – أبو النقطة – لنضعه بكل ثقة على منصة التتويج كأفضل منتج عالمي على الإطلاق. ولابد من ذكر المانجا كمنتج ملأ بخيراته السوق المحلية والإقليمية، بل والعالمية، في حال أجدنا مهارات التسويق على جميع هذه المستويات. وقل مثل ذلك على التين الشوكي الذي لم يجد له منافساً حتى في تركيا التي قدم منها ذات قرن، ومثله التين العربي ذو المذاق الذي لا يقبل المنافسة، حتى وإن كان صغير الحجم.
ولن ننسى الخوخ والمشمش كمنتجين فريدين ومنافسين إقليمياً كحالة طبيعية. لكن نجد الصعوبة في حالتنا البشرية – كإدارة زراعية واقتصادية عموماً – في عدم اتباع أنموذج الإدارة الزراعية المتكاملة للبذور والشتلات والإنتاج والإرشاد والتعبئة والتغليف والتسويق والتصدير. وتلك هي جملة إجراءات الإنتاج الزراعي الذي لا ينحصر بين دالتي البذر والحصاد فحسب.
نعود للحديث المتشعب بتشعب تنوع وجودة منتجات الفاكهة اليمنية، لنذكر الرمان الصعدي ذي المذاق العالمي، والبرتقال والبطيخ المأربيين ذوي الجودة الفريدة والمذاق العالمي، بالإضافة إلى الجوافة إحدى منتجات السفوح الجبلية الغربية.
وبالمناسبة لن ننسى منتجات الشمام والعنب ذات الجودة العالية، والتفاح الذي تتحسن حالته عاماً بعد آخر، ليقترب في قادم السنين من دخول حلبة منافسة التفاح اللبناني بلا شك.
ولابد من التذكير بأن جميع منتجات الفواكه اليمنية سالفة الذكر وغيرها مما لم يتسع المجال لذكرها، تحتل قاعدة الأفضلية لدى ذائقة اليمنيين أولاً، والخليجيين جميعهم ثانياً، والدول العربية التي تصلها، لدرجة أن السوريين ينظمون طوابير شراء الموز – أبو النقطة – اليمني في حال ساقته صدفة التسويق والتصدير إلى هناك.
لذا نوصي بضرورة إجادة جميع مهارات التسويق وإجراءات التصدير المنظم لمنتجات الفواكه اليمنية، بما يفسح مجال التوسع في زراعتها ومضاعفة كمية إنتاجها، بما يحقق ويلبي سلاسل القيمة لها في جسد الاقتصاد الوطني.
*أستاذ العلوم البيئية والتنمية المستدامة المساعد بجامعة 21 سبتمبر للعلوم الطبية والتطبيقية