تقاريرصحافة

من يعيق تصدير المانجو إلى خارج اليمن؟

مزارعون يشكون من تدني المبيعات ومسؤولون يؤكدون أن إغلاق منفذ حرض أحد الأسباب

شهدت أسواق الفواكه في اليمن خلال الشهرين الماضيين تدفق كميات كبيرة من ثمار المانجو التهامية إيذاناً ببدء الموسم الخاص بهذه الفاكهة والذي يبدأ عادة في مارس، وينتهي أواخر يونيو من كل عام.
وعلت صرخات المزارعين التهاميين هذه الأيام بسبب الخسائر التي تكبدوها جراء انخفاض أسعار مبيعاتهم من ثمار المحصول منذ بداية الموسم الحالي نتيجة تدفقها بكميات هائلة إلى الأسواق.

اليمن الزراعية – الحسين اليزيدي

ويقول علي صديق وهو صاحب مزرعة مانجو في وادي مور بالحديدة إن أسباب هذه الخسائر الكبيرة تعود إلى توقف التصدير عبر منفذ الطوال الحدودي بحرض إلى السعودية التي كانت تعتبر سوقاً كبيراً للمانجو القادم من البلاد.
ويؤكد في حديثه لصحيفة “اليمن الزراعية” أن خسائر مزارعي المانجو تضاعفت بسبب تراجع نطاق التسويق في السوق المحلي وارتفاع تكاليف التسويق بسبب العدوان والحصار اللذين تسببا في كارثة كبيرة حلت على المزارعين.

خياران أحلاهما مر
ولم تكن مأساة المزارع علي أكبر من مصيبة عبده طاهر أحد مزارعي منطقة الجر بمحافظة حجة والذي قطف نحو خمسة أطنان من ثمرة المانجو ليتفاجأ بأن سعر الكيلو الواحد في السوق المحلي لا يتجاوز 300 ريال، فأصبح أمام خيارين أحلاهما مر إما بيع بضاعته بالسعر المفروض، أو تركها تتلف في مزرعته.
ويؤكد عبده أن مبيعاته من المانجو لهذا العام لا تساوي نصف تكاليف نفقات الإنتاج والتسويق، ولكنه مضطر لبيع انتاج مزرعته في السوق المحلية التي تشهد كساداً كبيراً حتى لا يتعرض للمزيد من الخسائر.
من جهته يقول خالد الأهدل أحد مصدري المانجو إنه يصدر خلال العام الواحد قرابة 800 شحنة، منوهاً إلى أن التصدير انخفض هذا العام، عما كان عليه في السابق.
ويضيف: “يتم التصدير إلى دول الجوار حتى الآن، وقبل الحرب في سوريا كان التصدير يصل سوريا والأردن ولبنان وتركيا”، مؤكداً أن أبرز الصعوبات التي تواجههم كمصدرين هي إغلاق المنفذ الرئيسي منفذ حرض ما أدى لاستبداله بمنافذ بعيدة والطرق إلى تلك المنافذ الصعبة، وهذا الشيء بحسب الأهدل أثرَ في جودة المنتج وزاد من تكاليف نقله بأضعاف عما كان عليه في السابق.
وعن آلية الشراء من المزارعين والصعوبة التي تواجههم مع المزارعين يقول الأهدل إن الشراء يتم بشكل يومي من المزارعين، وكان ضرورياً منا أن نقدم للمزارعين طريقة القطف الصحيحة التي تحافظ على الثمرة أثناء السفر، بالإضافة أننا نختار للتصدير المناطق ذات الجودة العالية.
ويؤكد أن المانجو اليمني أفضل المانجو، مبدياً استعداده الكبير لإيصال المانجو إلى كل العالم في حال عودة المنافذ البرية والبحرية اليمنية.

زيادة في الإنتاج
وعلى صعيد متصل يقول مدير عام هيئة تطوير تهامة المهندس فواز العذري إن كمية الإنتاج التي تم تصديرها الموسم الماضي بلغت 86 ألف طن إلى خارج البلاد، وتم تسويق 58 ألف إلى المحافظات في عموم البلاد.
ويتوقع العذري أن يتجاوز إنتاج هذا الموسم 160 ألف طن، لافتاً إلى أن أبرز الصعوبات التي تواجه التصدير تتمثل في المسافة الطويلة إذ أن التصدير لا يتم إلا من منفذ العبر في حضرموت، بالإضافة إلى أن هناك صعوبة في ارتفاع إيجارات البرادات.
وعن التغليف والتعبئة يقول العذري إنه يتم تعبئة الكراتين بحسب حجم ووزن الثمار بعد أن يتم استبعاد الثمرة المتضررة أو المصابة بأي مرض، حيث يتم فرز الثمار بحسب وزن وحجم الثمار.
وعن تسويق المانجو يقول مدير المنطقة الزراعية الوسطى بالهيئة العامة لتطوير تهامة المهندس يحيى حاتم إن الهيئة ومنذ استعادة نشاطها بشكل تدريجي حملت هم تنظيم وتسويق وتصدير المانجو في تهامة -التي بلغ إنتاجها العام الماضي 144 ألف طن عبر اجراءات تمثلت في الإرشاد التسويقي لما قبل الحصاد والإسناد بالتركيز على رفع وعي مزارعي المانجو بالعمليات الزراعية الفنية الصحيحة لأشجار المانجو بدءاً من انتهاء موسم الحصاد، والاهتمام بعمليات التقليم والتسميد والري ومكافحة الآفات لتقوية الأشجار وتهيئتها للموسم الإنتاجي التالي للحصول على إنتاج وفير وذي جودة تسويقية عالية، يتم ذلك طوال العام ووفق الامكانات الذاتية للهيئة.
وأضاف حاتم أن الهيئة تهتم بالإسناد الفني لأكثر من 30 مركز إعداد صادرات مانجو. ويضيف أنه للعام الثالث على التوالي تقوم الهيئة بتقديم برنامج إرشادي سنوي من خلال تخصيص فني إرشاد تسويقي لكل مركز صادرات على حده، حيث يقدم المرشد التدريب للمصدر والعاملين معه، وللمزارعين المترددين على المركز لبيع المنتجات على عمليات القطف الصحيح لتفادي الإصابات الميكانيكية للثمار والعمليات المصاحبة للنقل من الأراضي الزراعية إلى مراكز الصادرات والعبوات المناسبة لذلك، ومروراً بعمليات الفرز والتدريج والتعبئة والتغليف إلى أن يتم تحميل المنتج بصورته النهائية.
وفيما يخص تسهيل اجراءات التصدير يقول حاتم: “كان على المصدر من أجل استخراج تصاريح التصدير من الجهات ذات العلاقة الطواف على فروع مكتب الصناعة والتجارة لاستخراج شهادة المنشأة ومكتب فرع الحجر الصحي لاستخراج الشهادة الصحية والتسويق الزراعي لقطع الموافقة الفنية ومكتب فرع مجلس المصدرين اليمنيين للخضر والفاكهة لقطع تصريح المجلس، وبهدف تسهيل كل هذا عملت الهيئة على استحداث النافذة الواحدة لإصدار تصاريح التصدير والذي أصبح باستطاعة المصدر استخراج كل وثائق التصدير من مكان واحد وبوقت أقل”.
ويبين المهندس حاتم أن هذا العام تم تصدير أكثر من 30 ألف طن من المانجو وخاصة صنف التايمور، خلال الشهرين الماضيين وتبقت أربعة أشهر لنهاية الموسم.

جهود إضافية
وفي السياق يؤكد نائب مدير إدارة التسويق الزراعي المهندس علي الهارب أن الإدارة نفذت برامج الإرشاد التسويقي لتحسين معاملات الحصاد و ما بعد الحصاد للمانجو بالتنسيق مع الإرشاد والإعلام الزراعي والجمعيات التعاونية الزراعية ومؤسسة بنيان التنموية، وتم التنسيق مع مجمع باجل للصناعات الغذائية لتصنيع لب المانجو، ومع وزارة الصناعة والتجارة لتسويق مخرجات مجمع باجل الصناعي.
ويضيف الهارب أنه تم تنظيم صادرات المانجو بالتنسيق مع المصدرين لتنظيم الكميات التي يتم تصديرها، منوهاً إلى أن الإدارة تعمل لتعزيز دور الإشراف الفني على مراكز الصادرات، وتسهيل إجراءات التصدير بنظام النافذة الواحدة في مركز هيئة تطوير تهامة.
وأوضح الهارب أن خطط الإدارة في المرحلة المقبلة تتركز على زيادة كمية الإنتاج من الأصناف الأكثر طلباً، وزيادة نسبة الصادرات وفتح أسواق خارجية وتفعيل دور مصانع العصائر المحلية وتنظيم التسويق بين الأسواق المحلية والترويج للمحصول خام أو بعد التصنيع.

حاتم: هذا العام تم تصدير أكثر من 30 ألف طن من المانجو وخاصة صنف التايمور

الهارب: نخطط في المرحلة المقبلة على زيادة نسبة الصادرات وفتح أسواق خارجية وتفعيل دور مصانع العصائر المحلية والترويج للمحصول خام أو بعد التصنيع

الأهدل: أبرز الصعوبات التي تواجهنا كمصدرين هي إغلاق منفذ حرض

المزارع عبده طاهر: مبيعات المانجو لهذا العام لا تساوي نصف تكاليف نفقات الإنتاج والتسويق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى