إرشاداتصحافة

الاقتصاد المجتمعي في اليمن

بديل فعال لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الانتعاش الاقتصادي

فتحي الذاري

يمثل الاقتصاد المجتمعي في اليمن بديلاً حيوياً لتحقيق التنمية المستدامة ودعم الانتعاش الاقتصادي، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها البلاد جراء الحصار والصراع المستمر. ويعتمد هذا النموذج على أهداف ومجالات متنوّعة تسهم في دعم الاقتصاد الوطني من خلال مشاريع ذات جدوى اقتصادية، ما يساعد على تحسين مستوى المعيشة، وخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز دخل الأسر. كما يسهم الاقتصاد المجتمعي في تقوية الروابط الاجتماعية وتشجيع التعاون بين الأفراد، إلى جانب تعزيز الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية عبر مشروعات تعتمد على الاقتصاد الأخضر.
أحد الأهداف الرئيسية للاقتصاد المجتمعي هو تعزيز قدرة المجتمعات المحلية على المنافسة من خلال دعم المشاريع المحلية، وتقليص الفجوات الاقتصادية والاجتماعية بين مختلف فئات المجتمع. كما يهدف إلى تحسين الوصول إلى الخدمات الأساسية، مثل التعليم، والرعاية الصحية، والمرافق العامة.
ويشمل الاقتصاد المجتمعي في اليمن مجالات وأنواع متعددة، مثل تحسين الإنتاج الزراعي، وتصنيع المنتجات اليدوية التي تسهم في الحفاظ على التراث، كالسجاد والفخار. ويشمل أيضاً مشاريع الطاقة المتجددة، مثل استخدام الطاقة الشمسية لتوفير الكهرباء للمجتمعات المحلية، وتقديم الدعم المالي والمعنوي للمشاريع التي تسهم في تنمية المجتمع.
يسهم الاقتصاد المجتمعي كذلك في دعم الإنتاجية المحلية من خلال تنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والتي تساعد في زيادة الناتج المحلي، وخفض معدل البطالة بإنشاء وظائف جديدة في مختلف القطاعات. كما يعزز الاستدامة الاقتصادية عبر دعم المشاريع التي تحافظ على البيئة وتوفر الموارد بطرق مستدامة.
يمثل “مشروع الزراعة التعاونية” مثالاً بارزاً على تأثير الاقتصاد المجتمعي في اليمن، حيث يسهم في تحسين الإنتاج الزراعي عبر تبادل المعرفة وأفضل الممارسات بين المزارعين. يهدف المشروع إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي للمجتمع من الغذاء، وتعزيز الأمن الغذائي، وتقليل الاعتماد على الواردات الغذائية، ما يساهم أيضاً في تخفيض أسعار المواد الغذائية. علاوة على ذلك، يوفر المشروع فرص عمل جديدة للمزارعين والعاملين في القطاع الزراعي.
في الختام، يعد الاقتصاد المجتمعي جسراً نحو تحقيق التنمية المستدامة في اليمن، إذ يسعى لتحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية مهمة، مما يعزز من القدرة التنافسية للمجتمع ويوفر بيئة ملائمة لدعم الاقتصاد الوطني. من خلال مشاريع مثل الزراعة التعاونية، يمكن أن يسهم الاقتصاد المجتمعي في تحقيق تحول حقيقي يدعم المجتمعات المحلية ويعزز الاستقرار الاقتصادي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى