صحافةمقالات

رئيس لجنة البيع والشراء بالوزن للدواجن المهندس عبد العزير الجنيد في حوار لـ “اليمن الزراعية”

اعتماد آلية البيع بالوزن يحمي المنتج من الخسائر ويحقق سعراً مناسباً للمستهلك ونأمل من الجميع التعاون في تنفيذ هذه الآلية

أكد رئيس لجنة البيع والشراء بالوزن للدواجن ومدير عام تنمية الثروة الحيوانية بوزارة الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية المهندس عبد العزيز الجنيد أن استهداف قطاع الدواجن بدأ منذ وقت مبكر جداً منذ منتصف الثمانينات، حيث تمثلت الاستهداف بداية الأمر في نشر أمراض فيروسية عديدة عبر ادخال لقاحات حية لم تكن موجودة، بالإضافة إلى التدخل الأجنبي في البناء المؤسسي الذي غيب دور وزارة الزراعة.
وأضاف الجنيد في حوار مع صحيفة “اليمن الزراعية” أن العدوان السعودي الأمريكي على بلادنا استهدف الكثير من مزارع الدواجن ومصانع الأعلاف، ما تسبب في خسائر مادية تقدر بملايين الدولارات.

حاوره / محمد أحمد

■ بداية ما أهمية قطاع الدواجن وما دوره في رفد الاقتصاد الوطني؟
تكمن أهمية قطاع الدواجن كونه قطاع إنتاجي غذائي يرتبط بالأمن الغذائي للمواطن، حيث يوفر نسبة كبيرة من اللحوم البيضاء، وبيض المائدة التي يحتاجها جسم الإنسان كأحد مصادر البروتين الحيواني المطلوب للتغذية، فالدواجن والاسماك هي من أهم مصادر اللحوم البيضاء، إلا أن الدواجن تسهم في توفير ما يزيد عن 70% من اللحوم البيضاء للمستهلك اليمني.
ويلعب قطاع الدواجن دوراً كبيراً وهاماً في رفد الاقتصاد الوطني، حيث يعمل في هذا القطاع ما يزيد عن ثلاثمائة ألف مواطن.

■ كم يبلغ حجم الإنتاج الوطني من الدواجن؟
تبلغ قيمة إنتاج قطاع الدواجن 380 مليار ريال، ويمثل ما نسبته 40% من قيمة الإنتاج الحيواني المقدر بـ 850 مليار ريال، ويساهم قطاع الدواجن بنسبة كبيرة، تقدر بحوالي 19% من اجمالي الناتج المحلي العام.

■ فيما يخص قرار اعتماد بيع الدواجن بالوزن. ما أهميته؟ وما الغاية من ذلك؟ وما آلية تنفيذ هذا القرار؟
من أهم التحديات التي تواجه قطاع الدواجن هو التسويق الحالي، والذي لا يعتمد على أية سياسة تسويقية، حيث يتم البيع بالحبة دون الوزن، الأمر الذي عرض الكثير من المنتجين والمربين لخسائر فادحة، وجعلهم فريسة سهله بيد بعض المسوقين والوسطاء، وبالتالي انعكس سلباً على ارتفاع الأسعار المستمر على المستهلك.
كما أن اعتماد آلية البيع بالوزن هو من الشريعة الإسلامية، ويحقق العدالة للجميع، حيث يحمي المنتج من الخسائر ويحقق سعراً مناسباً للمستهلك، وبالتالي تحقيق النمو الكبير لهذا القطاع.
ولو تحدثنا عن المفهوم العلمي لإنتاج لحوم الدواجن، فان عملية إنتاج اللحم عند تربية الدواجن لهذا الغرض تعتمد على مبدأ التحويل الغذائي للمدخلات للبروتينات النباتية غير المستساغة للإنسان، وتحويلها إلى بروتين حيواني بهيئة دواجن، بمعنى أن معدل التحويل الغذائي مبني في الأساس على تحويل أوزان من الحبوب (مصادر البروتين النباتي والطاقة) إلى أوزان أخرى من اللحوم البيضاء (بروتين حيواني)، فمثلاً، لإنتاج واحد كجم صافي من اللحم يتم استهلاك وتحويل اثنين كيلو جرام علف (حبوب).
من هنا تكمن أهمية البيع بالوزن؛ كون مجمل عملية الإنتاج تعتمد على تحويل أوزان من صورة بروتين نباتي إلى أوزان بصورة بروتين حيواني، فتكون معادلة التحويل الغذائي تعتمد على الأوزان المحولة، وهذا يتطلب أن يكون التداول بالبيع أو الشراء بالأوزان حماية للمنتج والمستهلك، واحقاقا للحق ولتفادي الخسائر والدخول في المحظورات الشرعية.

■ ما مدى التفاعل مع هذه الآلية؟ وماهي الإجراءات التي ستتخذ ضد من يخالف هذه الآلية؟
في الحقيقة هناك تفاعل إيجابي كبير مع البيع بالوزن، والجميع يبدي استعداده للتعاون والتنفيذ لما لها من فوائد للمنتج أو المستهلك، وكذلك الوسطاء.
وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة بحق من يخالف ويعرقل البيع بالوزن كونه يخالف شرع الله.

■ وماذا بشأن استهداف قطاع الدواجن من قبل العدوان والخسائر في هذا القطاع؟
الاستهداف لقطاع الدواجن بدأ منذ وقت مبكر جداً منذ منتصف الثمانينات، وتمثل الاستهداف بداية الأمر بنشر أمراض فيروسية عديدة عبر ادخال لقاحات حية لم تكن موجودة، بالإضافة إلى التدخل الأجنبي في البناء المؤسسي الذي غيب دور وزارة الزراعة في إدارة وتنظيم هذا القطاع من خلال جعل الدواجن عبارة عن قسم في إدارة وتشتيت المهام والأنشطة الخاصة بالدواجن بين أكثر من قطاع، وإدارة وجعل هذا القطاع فريسة سهلة للقطاع الخاص والمنتفعين من غير المنتجين، الأمر الذي نتج عنه اضطرابات، وعدم استقرار في الإنتاج والتسويق لمخرجات هذا القطاع، من لحوم أو بيض أو كتاكيت لفترات طويلة وعديدة.
كما نال هذا القطاع حظاً وافراً عند العدوان على بلادنا عبر الاستهداف المباشر لأعداد كبيرة من مزارع الإنتاج في مختلف المحافظات، إضافة إلى استهداف البنى التحتية كالفقاسات وبعض مصانع الأعلاف، الأمر الذي نتج عنه خسائر بملايين الدولارات، كما عملت دول العدوان على منع وإعاقة تدفق المواد الخام من أعلاف وأمهات مما تسبب في خسائر مباشرة لمعظم المربين والمنتجين وارتفاع تكاليف الإنتاج، وما زال الاستهداف الممنهج قائماً ومستمراً حتى الوقت الراهن.
■ خلال الفترة السابقة اشتكى الكثير من المواطنين من ارتفاع أسعار الدواجن.. ما أسباب هذا الارتفاع؟ وما هي الحلول للخروج من هذه الأزمة؟
فيما يخص عدم استقرار أسعار الدواجن (دجاج اللحم) يعود السبب في ذلك إلى اعتماد الإنتاج كلياً على مواد خام مستوردة، وعدم وجود سياسة واضحة لدى الدولة في إدارة الإنتاج والتسويق، بل وغياب دور الدولة ممثلة بوزارة الزراعة في إدارة هذا القطاع خلال الفترة السابقة، وعلى الأخص عدم تدخل الدولة في تنظيم أسواق الدواجن وطريقة التسويق.
ولتلافي ارتفاع الأسعار واستقرارها بدأت الوزارة بعد تشكيل حكومة التغيير والبناء بالاهتمام بهذا القطاع، وحالياً يتم الاعداد للانتقال التدريجي في الاعتماد على مواد خام محلية من الذرة الشامية، وبعض البقوليات، كما يتم حالياً التهيئة للبدء بتنفيذ آلية تسويق الدواجن بالوزن.

■ تم إطلاق الإستراتيجية الوطنية لتطوير قطاع الدواجن 2020م- 2025م .. ما هي هذه الاستراتيجية؟ وماذا تحقق منها؟
الاستراتيجية الوطنية لتطوير قطاع الدواجن والتي أطلقت عام 2020م هدفت إلى تطوير وبناء هذا القطاع بغرض تحقيق خطوات في الطريق إلى الاكتفاء الذاتي خاصة في مدخلات الإنتاج من أمهات وأعلاف.
وحققت الاستراتيجية بعض المشاريع المهمة في استكمال البنية التحتية، حيث و-الحمد لله- لدينا في قطاع الدواجن بنية تحتية متكاملة سواء مزارع أمهات، أو مزارع الإنتاج، أو الفقاسات، أو مصانع الأعلاف، والمسالخ الآلية، وحالياً يتم استكمال ما تبقى من بنية مثل ثلاجات حفظ الدجاج المجمد، ومصانع الأدوية البيطيرية، مع الإشارة إلى أن هذه المنشآت تعمل حالياً بنسبة 40% من طاقتها الإنتاجية والاستيعابية، نتيجة لظروف العدوان والحصار وضعف القدرة الشرائية للمستهلك.

■ سمعنا عن إنشاء شركات لإنتاج الجدات.. ما هي الغاية من هذه الشركات؟ وما مصيرها؟
موضوع شركات إنتاج الأمهات من جدات محلية طموح مهم وحاجه ملحة، خاصة ونحن في حالة عدوان وحصار، وهناك خطوات في هذا المجال ويتم إعداد دراسات فنية لهذه المشاريع كونها تحتاج إلى تقنيات عالية وظروف إنتاج خاصة.

■ ما دور القطاع الخاص في قطاع الدواجن؟ وما هي الفرص الاستثمارية في هذا القطاع؟
للقطاع الخاص الدور الأكبر والأبرز في تطوير وبناء ونمو قطاع الدواجن، حيث يقوم القطاع الخاص بإدارة هذا القطاع بشكل دائم سواء كمنتجين ومربين أو كشركات ومستوردين.
ويوجد العديد من الفرص الاستثمارية في قطاع الدواجن سواء الاستثمار في توفير المدخلات كالأعلاف المحلية أو توفير خدمات ما بعد الإنتاج مثل التسويق والتغليف والتجميد.

■ ما دور الجمعيات التعاونية الزراعية في تنمية وتطوير قطاع الدواجن؟
في الحقيقة تراجع دور الجمعيات التعاونية الزراعية في تنمية قطاع الدواجن خلال الفترة الأخيرة، عما كانت عليه في السابق، ونعمل حالياً على تفعيل الجمعيات الجديدة التي يتم تأهيلها لتساهم في تطوير هدا القطاع من حيث تحسين الإنتاج والتسويق عبر الزراعة التعاقدية.

■ فيما يخص سلاسل القيمة لقطاع الدواجن.. من أين تبدأ وأين تنتهي؟
بحسب سلاسل القيمة في قطاع الدواجن، فإنها تبدأ من توفير مدخلات الإنتاج من كتاكيت وأعلاف وغيره، وتمر بعمليات تفقيس التربية والإنتاج ثم التسويق سواء كمنتج حي، أو مذبوح بصورة مبردة أو مجمدة.

■ من هم الشركاء والداعمون في سلاسل القيمة للدواجن؟
أهم الشركاء لسلاسل القيمة للدواجن هم المنتجون والمربون سواء كانوا أفراداً أو شركات أو جمعيات تعاونية، وتعتبر الجهات الرسمية التي لها علاقة بهذا القطاع أهم الداعمين كوزارة الصناعة والنقل وغيرها.

■ ما أهمية الحفاظ على السلالات المحلية للدواجن وتحسينها أمام المستورد؟ وما هو دوركم في لك؟
نتيجة للاستهداف الممنهج من قبل المنظمات واستمرار العدوان والحصار تعرضت الدواجن المحلية للتدهور نتيجة انتشار الدواجن التجارية في الأرياف؛ كونها ملقحة بفيروسات متعددة مما جعل الدواجن المحلية عرضة للإصابة بهذه الفيروسات، وهي غير محصنه ضدها.
وحالياً يتم العمل على حماية الدواجن المحلية، وتحسين إنتاجها وإعادة توزيعها كمشاريع قروض بيضاء.

■ ما مدى إمكانية تنميته وتربيته ليكون دجاجاً بياضاً أو لاحماً؟
حالياً، يتم العمل على تحسين الدواجن المحلية (البلدي) من خلال أبحاث علمية وتربية تجارية بغرض تحسين الإنتاج، وزيادة إنتاج بيض المائدة، ومن ثم إعادة توزيعه كمشاريع تمكين في الأرياف.

■ فيما يخص أعلاف ولقاحات الدواجن.. ما واقعها؟
في الحقيقة، ما زال قطاع الدواجن يعتمد كلياً على الخارج في توفير المدخلات من الأعلاف واللقاحات، ولكن بدأت الوزارة بتبني الاعتماد جزئياً على الأعلاف المحلية المتوفرة والمتاحة من خلال آلية شراء نسبة من المنتج المحلي، مقابل الأعلاف المستوردة، وبأذن الله نتمكن من زيادة حجم إنتاج الأعلاف محلياً.

■ صدر خلال الفترة السابقة قرار منع استيراد الدواجن الخارجية.. ما الغاية والفائدة؟
إن الحد من استيراد الدجاج المجمد الخارجي أمر غاية في الأهمية، حيث يهدف إلى تشجيع إنتاج الدواجن المحلية وتطويرها، وفي الوقت الحالي لا تزيد نسبة الدجاج المجمد المستورد عن 10% من الإنتاج المحلي.

■ ما هي التحديات التي يواجهها قطاع الدواجن؟ وكيف يمكن التغلب عليها؟
تتجسد أهم التحديات التي تواجه قطاع الدواجن في المدخلات المستوردة والتسويق الحالي غير المنصف، ويمكن تجاوز هذه التحديات من خلال العمل على إنتاج مدخلات محلية من الأمهات والأعلاف، وكذلك التسويق بالوزن لضمان استمرار الإنتاج واستقرار الأسعار وتطوير هدا القطاع.

■ ماهي الخطط المستقبلية للنهوض بهذا القطاع الاقتصادي الهام؟
هناك العديد من البرامج والخطط التي تم إعدادها لتطوير هذا القطاع والخطط سواء تحسين الإنتاج، أو تطوير وتحسين طرق التسويق، منها تحويل المنتج من منتج حي غير قابل للتخزين إلى منتج مجمد قابل للتخزين، وبالتالي معالجة الخلل الحالي في طريقة التسويق، إضافة إلى تحديث أساليب وطرق التربية والإنتاج لضمان تحسين جودة الدواجن المنتجة.

■ كلمة أخيرة؟
في الأخير، نتمنى من الجميع التعاون في تنفيذ آلية البيع بالوزن كما نأمل من وسائل الإعلام إيصال الرسالة التوعوية بأهمية وفوائد البيع بالوزن سواء للمستهلك أو المنتج، ولما فيه استقرار ونمو قطاع الدواجن.

الدواجن والأسماك تعد من أهم مصادر اللحوم البيضاء لكن الدواجن تسهم في توفير ما يزيد عن 70% من اللحوم البيضاء للمستهلك

قطاع الدواجن يساهم بحوالي 19% من إجمالي الناتج المحلي العام

للقطاع الخاص الدور الأكبر والأبرز في تطوير وبناء ونمو قطاع الدواجن

الدولة بدأت في الاعتماد على مواد خام محلية، وتسويق الدواجن بالوزن لتلافي ارتفاع الأسعار

الاستراتيجية لتطوير قطاع الدواجن حققت بعض المشاريع المهمة في استكمال البنية التحتية الخاصة بالقطاع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى