د. رشيد المرشدي
صناعة الدواجن في بلادنا بدأت منذ ثمانينيات القرن الماضي، حيث كان هناك شركتان، أو ثلاث.
وفي مطلع التسعينيات، وبداية الألفية الجديدة ظهرت العديد من الشركات، والكثير من المربين والمنتجين وتسارعت صناعة الدواجن بشكل كبير جداً.
لكن نجد أن التسارع لم يأخذ بعين الاعتبار تطبيق المعايير والشروط الصحية في تشييد المزارع مثل المسافات الواجب اتخاذها بين المزرعة والأخرى، وكذلك الكثافة السكنية، وإتباع طرق الرعاية والتربية الصحيحة عند أغلب المنتجين والمربين، حيث نجد العشوائية والمزاجية في التربية، وعدم إتباع طرق الأمن الحيوي المعمول بها في مزارع الدواجن والتي هي صمام أمان صناعة الدواجن ونجاح المربي والمنتج.
ونجد الكثير منهم لا يهتم بالتعقيم، والتطهير للمزرعة، وعدم إتباع برامج اللقاحات المقررة والمعالجات العشوائية، وحسب المزاج وعدم تطبيق برامج التغذية حتى أبسط قواعد الأمن الحيوي المتمثل بوجود حوض به مطهر عند باب المزرعة لتعقيم الأرجل عند الدخول، يضاف إلى ذلك رمي النافق جوار المزرعة، أو على الطرقات وعدم التخلص منها بشكل صحيح، حيث يسهل للكلاب والقطط والثعالب نقلها من مكان إلى آخر ونقل العدوى إلى مناطق أخرى.
كل ذلك يؤدي إلى ظهور وانتشار الأمراض الوبائية التي تصيب الدواجن، ومنها النيوكاسل – الجامبورو – إلتهاب القصبات – المايكوبلازما – السالمونلا –
الأي كولاي ………..الخ التي تؤدي إلى نفوق أعداد كبيرة من الدواجن، وخسائر اقتصادية كببرة للكثير من المنتجين، وإفلاسهم وإغلاق مزارعهم، وتراكم الديون عليهم، أو يصل المنتج إلى نهاية فترة التربية ويكون الناتج دواجن ضعيفة وهزيلة وقليلة الوزن وعند تسويقها لم تغطي حتى تكاليف تربيتها وخسارة المربي.
ولتلافي ذلك يعمل المربون والمنتجون على إتباع طرق الرعاية والتربية الصحيحة، وكذلك تطبيق قواعد الأمن الحيوي المعمول بها والأخذ بعين الاعتبار رأي المختصين في صناعة الدواجن من أطباء بيطريين ومهندسي الإنتاج الحيواني سعياً وراء مبدأ الربح ولا الخسارة من خلال إيصال الناتج النهائي من التربية بوزن كبير يحقق له الربح.
وستزيد صناعة الدواجن بعودة المنتجين والمربين اللذين أغلقوا مزارعهم نتيجة اضطراب وعدم استقرار أسعار الدواجن.
أما التأثير على صحة الدواجن سيكون حسب الآتي:
- سيضطر المربون والمنتجون المتهاونون في عملية التربية إلى الأخذ بآراء المختصين البيطريين ومهندسي الإنتاج الحيواني في معالجة الحالات والأمراض والحد من المزاجية في استخدام اللقاحات والأدوية من قبلهم، وسيكون المنتج النهائي ذي جودة عالية من حيث الوزن وخلوه من المضادات الحيوية التي تشكل تهديداً لصحة الإنسان لما لها من آثار خطيرة على صحته.
ومن المحاسن الرئيسية لعملية ذبح الدجاج الحي بالوزن فإن الجهات المختصة في وزارتي الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية والصحة العامة والبيئة تستطيع التحكم والسيطرة واتخاذ التدابير الصحية أثناء ظهور مرض وبائي بين الدواجن ينتقل منها إلى الإنسان مثل إنفلونزا الطيور و السالمونيلا ……الخ
أما الهدف الأسمى لعملية بيع الدجاج الحي بالوزن الحي فهو المستهلك الذي سيلمس الفرق بين البيع بالحبة والبيع بالوزن وبالسعر المناسب له تحقيقاً لمبدأ العدالة وفقاً لتعاليم ديننا الحنيف والقرآن الكريم، حيث يقول الله سبحانه وتعالى فيه:[ وإذا كلتم فأفوا الكيل وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير لكم] صدق الله العظيم .
أما الأهداف الأخرى من هذه العملية، فتتمثل في الآتي:
-تفعيل الإشراف الصحي البيطري على الدواجن.
-تنظيم إنتاج أمهات اللاحم من الكتاكيت.
-تنظيم وتسويق الدواجن.
-الحد من جشع المستغلين لهذه الصناعة.