
شهــادات وأقـــوال لمسؤوليــن ومختصيـن فــي القطــاع الزراعـــي والسمكـــي والمائــــي
الشهيد المجاهد الدكتور رضوان الرباعي
مثّل رحيل الشهيد المجاهد الدكتور رضوان الرباعي فاجعة على القطاع الزراعي والسمكي والمائي برمته، فقد جاء استشهاده في مرحلة حساسة يمر بها البلد، وفي وقت كان فيه الشهيد في ذروة نشاطه للنهوض بالقطاع الزراعي والسمكي في اليمن.
وتلقى اليمنيون نبأ استشهاد رئيس حكومة التغيير والبناء الدكتور أحمد غالب الرهوي وعدد من رفاقه الوزراء، بينهم الوزير الرباعي، بصدمة كبيرة وتأثير بالغ، فكان الحدث فاجعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. فرحيل الشهيد الدكتور الرباعي كان بمثابة رحيل النسمة الرقيقة عن الأفق في صيف ملتهب، وكما تختفي النغمة الجميلة في زمن الأصوات النشاز، رحل الشهيد الدكتور رضوان الرباعي واختفى بجسده فقط، بينما تبقى ذكراه وسجاياه وأعماله حاضرة في وجدان كل محبيه ورفاق دربه.
اليمن الزراعية- عماد محمد الفقيه:
ويقول مدير قطاع التسويق والتبريد السابق بالمؤسسة الاقتصادية اليمنية الدكتور رياض المنعي القديمي إنه عرف الشهيد الوزير الرباعي منذ بداية عمله في اللجنة الزراعية والسمكية العليا، قائلاً: “حضرنا جميعاً أول دورة ثقافية للعاملين في اللجنة الزراعية مع كوادر من وزارة الزراعة والري وبعض المؤسسات الحكومية، واستمررنا في التواصل لعدة أعوام، خصوصاً في متابعته لي في عمل إنشاء الأسواق الزراعية التي شيدها قطاع التسويق الزراعي بالمؤسسة الاقتصادية اليمنية، وكان هو من دشن افتتاح الأسواق، وقد دشن أول سوق في مفرق ماوية بمحافظة تعز، وكان الشهيد الدكتور رضوان الأكثر تحفيزاً ومتابعة.”
ويضيف الدكتور القديمي في حديثه لصحيفة “اليمن الزراعية”: “كان الشهيد شخصية متواضعة وبشوشة وبسيطة في التعامل، ولم أشعر يومًا من الأيام أن في شخصيته تعالٍ أو كِبر حتى مع المناصب والأعمال التي تقلدها وعمل فيها، لافتًا إلى أن الدكتور الشهيد كان أول من يسأل عنك ويطمئن عليك، وإذا حدثت أية مشكلة، كان بمثابة الأخ العزيز.
ويواصل: “كان آخر تواصل لي مع الشهيد قبل استشهاده بيوم، حيث كنت قد التقيته أنا والأخ علي الهارب، حيث أصر أن أكون مستشارًا له في التسويق الزراعي، وقد طلب مني إعداد مواضيع متعلقة بالتسويق الزراعي والسمكي. وقبل استشهاده بيوم اتصل بي، وكانت الساعة حوالي العاشرة ليلًا، وقال لي إنه يريد زيارتي في منزلي لمناقشة المواضيع التي طلبها، لأنه كان حريصًا بشكل كبير على أن يحدث نقلة في مجال التسويق الزراعي والسمكي. ثم اتصل بي الأخ علي الهارب من إدارة التسويق في الوزارة ليبلغني بأن اللقاء تأجل إلى يوم غد، ولكن الفاجعة كانت في اليوم الثاني بإعلان نبأ استشهاده.
وأوضح أن الشهيد الدكتور رضوان الرباعي كان شعلة من النشاط والحماس والتواضع، وهو دمث الأخلاق حسن السيرة، وفي الصحبة محب للوطن وكل أبناء اليمن، مشيرًا إلى أنه وعلى الدوام كان أيضًا مثالًا في التواضع والنشاط وطيب القلب، فعاش قريبًا من الناس، محبًا للأرض والمزارعين، مؤمنًا بأن الزراعة حياة، مؤكدًا أن اليمن خسر برحيله إنسانًا عظيمًا، وأثره سيظل باقيًا في القلوب والحقول.
مثال للعلم والعمل والإخلاص
من جانبه يشير مدير سوق تعز المركزي الأستاذ عبدالله الحملي إلى أن آخر تواصل له مع الشهيد الدكتور رضوان الرباعي كان قبل أسبوع من استشهاده، قائلاً: “اتفقنا على أن نلتقي في الحديدة، ولكن قدر الله وما شاء فعل”.
وبشأن معرفته بالشهيد الدكتور رضوان الرباعي، يقول الحملي في حديثه لصحيفة “اليمن الزراعية”: ” كانت من خلال عملي في قطاع التسويق بالمؤسسة الاقتصادية اليمنية، وتحديدًا عند بداية إنشاء السوق المركزي لمحافظة تعز، حيث كان دائمًا مثالًا للنزاهة والجدية والإخلاص في العمل، وحرصه الشديد على المتابعة الدقيقة، وأن يرى النتائج ملموسة على أرض الواقع”.
ويضيف: “لقد ترك استشهاده ألمًا وحزنًا عميقًا في نفوسنا جميعًا، لكنه أيضًا أشعل شعلة من الإصرار على مواصلة المسيرة على نفس الدرب الذي انتهجه، حيث ساهم في تعزيز الوحدة والعمل بروح الفريق الواحد والعزيمة لدى كل من عرفه أو تعامل معه”.
ويواصل: “خلال مسيرة الشهيد في العمل التنموي والإنتاجي الزراعي والتسويقي، تميز الدكتور الشهيد رضوان الرباعي -سلام الله عليه- برؤية استراتيجية شاملة لتطوير القطاع الزراعي والتسويقي، وكان يطمح لتحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي، وتعزيز دور المنتجين المحليين، وتحسين الخدمات التسويقية والصناعات الغذائية التحويلية، وكان دائمًا يسعى لتمكين الكوادر الوطنية ويؤمن بأهمية الابتكار والتخطيط المستقبلي.
ويؤكد أن خسارة الوطن لشخصية وطنية كالدكتور رضوان الرباعي هي خسارة كبيرة على الصعيد الوطني والاجتماعي والاقتصادي، فهذه الهامات تساهم في بناء الدولة وتحقيق التنمية المستدامة، لكن إرثه وإنجازاته وآثار عمله ستظل حية في ذاكرة كل يمني غيور، ومنارة للمسيرة الوطنية، ودافعًا لكل من يسعى لخدمة وطنه بإخلاص، مترحماً على الشهيد الدكتور رضوان الرباعي، وسائلاً الله أن يسكنه فسيح جناته.
شهيد الأرض والماء والكرامة
بدوره يؤكد المهندس عبدالملك شريف الإنسي، المدير العام التنفيذي لوحدة تمويل مشاريع المبادرات الزراعية والسمكية بأمانة العاصمة، أن الدكتور الشهيد رضوان الرباعي لم يكن مجرد مسؤولٍ تقلّد المناصب، بل كان قائدًا تنمويًا استثنائيًا، ساهم في وضع اللبنات الأولى للقطاع الزراعي والسمكي بكل مجالاته.
ويشير الإنسي إلى أن اللقاءات والاجتماعات التي كانت تجمعه بالشهيد الرباعي لم تكن عادية، بل كانت محطات لرسم المشاريع والمبادرات التنموية التي تُعنى بالمزارع والصياد والمربي والمعلم والطالب على حد سواء، حيث كان الدكتور الشهيد يحمل هموم الجميع ويسعى لإيجاد حلول واقعية عبر رؤى ومقترحات عملية.
كما يوضح الإنسي أن الشهيد رضوان الرباعي، عمل على تأسيس الجمعيات متعددة الأغراض، وإبرام اتفاقيات تشاركية مع عدد من الجهات، منها مؤسسة بنيان لتأهيل فرسان التنمية وبناء جمعيات مجتمعية حضرية، إلى جانب قيادته في تأسيس وحدة التمويل الزراعي في الأمانة وعدد من المحافظات، وهو ما كان له بالغ الأثر في تعزيز خطط الاكتفاء الذاتي وترسيخ مفهوم التنمية المستدامة.
ويؤكد الإنسي أن الدكتور الشهيد لم يكن فقط رجل دولة ناجحًا، بل كان نموذجًا راقيًا في سلوكه وأخلاقه وتعاملاته، حيث تميز بتواضعه ورحابة صدره، وقدرته على استيعاب زملائه وأصدقائه ورفاقه، بل وكل من التقى به. وقد تجلّت هذه الصفات في أسلوبه الهادئ، ونبله في الحوار، ورقيه في التعامل، وإيمانه العميق برسالة التنمية الوطنية.
ويشير إلى أن الشهيد رضوان الرباعي لم يكن يومًا مجرد وزيرٍ أو مسؤولٍ عابر، بل كان رجلًا عظيمًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إنسانًا رؤيويًا رسم مشروعًا وطنيًا كبيرًا حمله مع نائبه الحالي، مشروعًا يؤمن بأن في الأرض كرامة وفي البحر عزة، وبأن اليمن قادر على أن يزرع غذاءه بيديه لا أن يستجديه من الآخرين.
وفي لحظة تأثر وحزن عميق، يوضح الإنسي أن رحيل الشهيد الرباعي شكّل خسارة فادحة للوطن ولفريق العمل ولكل من عرفه، مؤكدًا أنه كان مثالًا للإنسان النبيل، الذي يسمو فوق الصغائر، ويتسامى عن الأحقاد، ولا يلتفت إلى الماديات، بل كان حاملًا لهمّ الوطن حتى في أقسى ظروفه، حيث ظل متابعًا ومتواصلاً بروح متجددة حتى في أوقات مرضه أو انشغاله.
ويؤكد الإنسي أن المبادئ التي آمن بها الشهيد رضوان، والأهداف التي نادى بها وسعى لتحقيقها، ستظل أمانة في أعناق كل من سار معه في درب التنمية والسيادة الغذائية، مشددًا على أن راية الدكتور رضوان لن تسقط، ومسيرته ستبقى حية، لما تركه من بصمات واضحة وإرث تنموي وطني نعتز به.
ويختم بالقول: “نودّع اليوم شهيد الأرض والماء والكرامة، شهيد التنمية والاكتفاء الذاتي، لكننا نبقى أوفياء لروحه، ماضون على دربه، رافعين رايته، حافظين صوته الذي سيظل حيًا في كل حبة قمح وزرع وأمل. سلامٌ على روحه الطاهرة، وسلامٌ على مبادئه التي لم تساوم، وسلامٌ على إرثه الذي سنورثه جيلاً بعد جيل”.
سندًا ومعينًا لكل من يعمل معه
من جهته يقول مدير عام مكتب الزراعة والري بالأمانة السابق، أمين عام النقابة العامة للسلطة المحلية، الأستاذ إبراهيم عبدالله شرف الدين،: “الحقيقة أن معرفتي بالشهيد الوزير الرباعي كانت كنزًا لم أكن أتوقع أن الشهيد قد سخره الله لينهض بالجبهة الزراعية في خلال بضع سنوات، سواء كان في الكادر الإداري والطوعي أو الجانب النباتي أو الحيواني”، مشيراً إلى أنه عند لقائه به أول مرة في نهاية عام 2018م، وجدت فيه الرجل المؤمن الصادق البسيط في التعامل، حيث عرفني باسمه قائلًا: “معك رضوان الرباعي، مدير مكتب رئيس اللجنة الزراعية والسمكية العليا”، و لم يتكبر أو يتباهى بأنه فعلاً نائب رئيس اللجنة العليا أو أن صفته كدكتور وأكاديمي.
ويضيف شرف الدين : “على الرغم من أنني قد عملت مع أكثر من ستة وزراء وأمناء عاصمة، إلا أنني لم أجد مثل الدكتور الشهيد رضوان الرباعي، فقد كان هذا الرجل مختلفًا عنهم بكثير، فكان صاحب حكمة وعلم وحلم وصاحب قرار، وهذا ما أحببني فيه، و كان تعامله معنا كأخ كبير وليس كمسؤول متسلط، ويشهد الله أن كل موقف كان يحصل معي، رغم معوقاته وسلبياته، إلا أنني لم أجد في الشهيد إلا المعلم والمرشد والموجه والمحاضر، وكان يقف مع الجميع بالحق، وباختصار، هذا المربي كان السند والمعين لمن يعمل معه، ويعلم الله أنني ما كنت في يوم من الأيام أشد حيرة مما أنا فيه اليوم، وأتساءل بحرقة وألم ووجع كبير في صدري: هل حقًا أزفت ساعة الوداع؟
وداع من؟
ويعتبر شرف الدين رحيل الشهيد تحديًا لنا أو امتحانًا، متسائلاً: هل نحن جديرون بحمل الأمانة العظيمة التي زرعها في كل شخص تتلمذ وتعلم على يد المؤسس؟
ويتابع: “استشهاد الدكتور رضوان -رحمة الله عليه- جعلني أشبّه مسيرة العملية الزراعية ونهضتها بمحور المقاومة الثلاثي الزراعي، ويجتمعون في ثلاثة عظماء، وهم السيد إبراهيم حسن المداني رئيس اللجنة الزراعية العليا، والسيد محمد حسن المداني رئيس (مؤسسة بنيان) حاليًا، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير التنمية والإدارة المحلية، شفاه الله، والدكتور الشهيد رضوان علي الرباعي، سلام الله عليه، حيث كانت تلك المسيرة كجبهة زراعية أسسها الرجال الأشداء وفقًا لمنهجية هدى الله وزرع فيهم المبادئ والقيم.
ويوضح أنه ومنذ بداية مسيرة الجبهة الزراعية توجه الدكتور الشهيد إلى وضع التشريعات والدراسات والخطط وإعادة الهيكلة الصحيحة نحو التوجه إلى الاكتفاء الذاتي، وفعلاً اكتمل الحلم تدريجيًا كما هو مخطط له، فكان الشهيد صاحب كلمة وفعل، وهمّه تخفيف فاتورة الاستيراد إلى الصفر وأن نكتفي ذاتيًا مهما كانت الصعوبات والمعوقات.
ويختم كلامه بالقول: “يعجز اللسان عن وصف مسيرة الشهيد، فمهما قلنا فيه لن ننصفه أو نعطيه حقه، كونه كرّس حياته من أجل أن ينعم هذا الشعب الأبي بخيرات أرضه التي لطالما سعى أعداؤنا من اليهود والأمريكان ومن حالفهم إلى تركيعنا، ولكن هيهات منا الذلة، ومع ذلك، نفتخر بمثل هذه الهامة الوطنية وهذا الرجل الوطني الذي ختم مسيرته الجهادية بوسام الشهادة، وهنيئًا له الشهادة، ونعاهده أننا على خطاه ومنهجيته سائرون.
رمز مضي وشهيد حي في الوجدان
أما مدير السوق المركزي للمنتجات الزراعية في صنعاء أحمد الحملي، فيقول في شهادته عن الشهيد الدكتور رضوان الرباعي :”لقد عرفت الشهيد الدكتور رضوان الرباعي كإنسان متواضع، قريب من الجميع، وصاحب رؤية ثاقبة في خدمة الوطن، حيث جمعتني به مواقف كثيرة خلال العمل في الجبهة الزراعية، وكان دائماً حاضراً بروحه الوطنية وحرصه وتفانيه على نجاح أي عمل يخدم المزارع في جميع المجالات الزراعية، والتي تعود كلها من منطلق الحرص والإخلاص لله سبحانه وتعالى والعمل في سبيله من أجل الحرية والكرامة لهذا الوطن المعطاء وشعبه العزيز”.
ويضيف: “حقيقةً، مثل رحيل هذه الهامة الوطنية فاجعة كبيرة بالنسبة لنا، فقد خسرنا قامة وطنية نادرة، وقد ترك في نفوسنا حزناً عميقاً، لكنه أيضاً زرع فينا عزيمة أكبر على مواصلة الطريق الذي سار فيه والعمل على تحقيق الأهداف المرسومة التي مشى عليها”، لافتاً إلى أن الشهيد الدكتور رضوان الرباعي لم يمت، بل ارتقى شهيداً حياً في وجدان الوطن وفي وجدان كل يمني حر ثائر، سيبقى شامخاً بما قدمه من علم وجهاد وعطاء، وسيظل اسمه رمزاً مضيئاً لكل من يسير على درب الحرية والكرامة، كما أن سيرته وتضحياته ستظل مدرسة تلهم الأجيال القادمة ودمه الطاهر سيكون وقوداً لهذه المسيرة المباركة.
شهيد الرؤية والطموح
من جانبه، يقول وكيل قطاع خدمات الإنتاج والتسويق السابق بوزارة الثروة السمكية عبد الغني الولي:” لقد عرفنا الشهيد الدكتور رضوان الرباعي مخلصاً في عمله، صادقاً في تعامله، وفياً في حبه لوطنه وأبناء وطنه، وعلى قدم وساق عمل على إعادة رونق الأرض وتجديد علاقة الإنسان بها، وفي البحر، سخّر كل طاقاته وأفكاره وطموحاته وأهدافه للاستفادة الحقيقية من كل ما تحفل به بحارنا وسواحلنا البحرية من ثروة سمكية وبحرية، واستغلالها بشكل أمثل، والحفاظ على حيويتها وديمومتها، كما ركز أيضاً على الاهتمام بشريحة الصيادين وتشجيعهم ودعمهم، إلى جانب العمل على تطوير الأسواق المركزية الخاصة بمنتجات الأسماك والأحياء البحرية وابتكار أفكار وطرق حديثة تواكب عملية التسويق السمكي.
ويضيف: “لقد مثّل رحيل الدكتور الشهيد رضوان الرباعي فاجعة صادمة على قلوبنا لا يمكن لنا أن ننساها على مر الزمن، كون هذه الهامة الوطنية لها مسيرة عطاء كبيرة وزاخرة وحافلة بعظمة الإنجازات، لتخلد بصماتها تلك في عقولنا وقلوبنا وفي كل شبر من أرضنا وبحارنا”، معاهداً الله ورسوله وشهداءنا العظماء أننا على الدرب سائرون وعابرون، وعلى نهجهم ماضون تجاه تعزيز العزة والكرامة والحرية والشموخ لوطننا اليمني الصامد.
وخلال مسيرته العملية في القطاع الزراعي بجميع جوانبه، حمل الشهيد الدكتور رؤية استراتيجية للأمن الغذائي، حيث كان يؤمن أن الزراعة والثروة السمكية هما العمود الفقري للاقتصاد الوطني، وكان يركز على ضرورة تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الاستيراد، كما أن اهتمامه بالصيادين لم يكن ينظر إليهم كشرائح هامشية، بل كان يضعهم في صدارة اهتماماته، باعتبارهم الجنود الحقيقيين في معركة الإنتاج والتنمية.
ويقول أمين عام جمعية ساحل تهامة التعاونية السمكية عبدالسلام قعيشي: “الشهيد الدكتور رضوان الرباعي كان له حضور إنساني، وأكثر ما يلفت انتباهي هو تواضعه وقربه من الناس؛ فكان يستمع لمشاكلهم مباشرة، ويؤكد دائمًا أن أي قرار أو سياسة يجب أن تُبنى على احتياجات الميدان”.
ويضيف: “كان لديه توجه قوي في دعم جمعية ساحل تهامة التعاونية السمكية، حيث كان يرى أن قوة الصيادين تكمن في تنظيم أنفسهم داخل جمعية ساحل تهامة، وقدرتها على التسويق والدفاع عن مصالحهم وتحقيق عوائد مشتركة”، مؤكداً أن استشهاد الدكتور المجاهد رضوان الرباعي وزير الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية ترك أثرًا بالغًا في نفوسنا جميعًا، لأنه لم يكن مجرد شخصية رسمية أو مسؤول حكومي، بل كان رمزًا وطنيًا ورجلًا حمل هموم الزراعة والثروة السمكية، وسعى بإخلاص لخدمة المزارعين والصيادين، متبعاً كلامه بالقول: “نحن في جمعية ساحل تهامة التعاونية السمكية نعيش الآن ألم الفقد، فاستشهاده المفاجئ شكّل صدمة كبيرة لكل من عرفه أو تابع جهوده”.
وتعتبر جمعية ساحل تهامة التعاونية السمكية والقطاع السمكي استشهاد الدكتور الرباعي حافزًا لهم للاستمرار رغم الحزن، ودافعًا لمواصلة المسيرة التي بدأها، وحماية المشاريع التي تبناها، وعدم ترك جهوده تذهب سدى، فالشهيد الوزير الرباعي قد أورثنا شعورًا بالفخر والوفاء، وإصرارًا على أن تستمر رسالته في خدمة الأرض والبحر والإنسان، فهو شهيد الرؤية والطموح، ورجلٌ وضع أمامه هدفًا كبيرًا في أن تتحول الأرض والبحر في اليمن إلى مصدر عزة وكرامة وغذاء للأمة.
وخلص بقوله: “رحل الدكتور رضوان جسدًا لكنه سيبقى روحًا تلهم الأجيال أن العزة في خدمة الوطن، والكرامة في الشهادة، فرحم الله الشهيد الدكتور رضوان الرباعي، فقد ارتقى شامخًا وهو يؤدي واجبه بكل إخلاص، وترك لنا مدرسة في الوطنية والتفاني والوفاء للوطن”.
وستظل بصمات الشهيد الدكتور رضوان الرباعي باقية في الواقع، وسيبقى ذكره موجوداً وحاضراً في قلب كل اليمنيين وقلب كل من عمل معه، فقد كان قائداً ومعلماً وموجهاً في كل الظروف، جاعلاً من الأرض وطناً يأكل مما يزرع.
ويؤكد مدير عام البرنامج الوطني للري بوزارة الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية المهندس معين أحمد الأجهر أن الشهيد الوزير الرباعي كان من الهامات والقامات الوطنية البارزة، والذي حمل في قلبه هموم التنمية والزراعة بشكل خاص، وجعل غايته وهدفه تحقيق الاكتفاء الذاتي وتأمين الغذاء للشعب اليمني، وقد عمل بإخلاص ووفاء بالمنهجية القرآنية وتحت توجيهات القيادة السياسية، كما وضع الرؤى والخطط الاستراتيجية والمشاريع التي تسهم في النهوض بالقطاعين الزراعي والسمكي باعتبارهما ركيزة أساسية للأمن الغذائي والسيادة الوطنية.
ويضيف: “لقد كان الدكتور الشهيد حاضراً في كل الميادين، مؤمناً بأن خدمة الأمة، وفي مقدمتها الأرض والمزارع والصياد، هي طريق الحرية والعزة والاستقلال، كما كان يؤمن دائماً بأن الوطن لا يستجدي غذاءه بل يزرعه، وأن البحر مصدر عز لا مورد مهمل، وأن الأرض إن لم نحترمها لا تحترمنا.
وعمل الشهيد الرباعي مع زملائه في قيادة الجبهة الزراعية على تأسيس الطرق والمنهجيات الزراعية الاستراتيجية والسليمة وتصحيح المسارات وفق أسس قرآنية ووطنية بحسب الأجهر الذي يؤكد أننا سنمضي على خطاه ونكمل مسيرته ونعمل على منهجيته التي أسسها، فهنيئاً له هذا الفضل العظيم والشرف والوسام الكبير الذي ناله.
القديمي: الدكتور الشهيد كان أول من يسأل عنك ويطمئن عليك، وإذا حدثت أية مشكلة، كان بمثابة الأخ العزيز.
عبد الله الحملي: خلال مسيرته العملية تميز الدكتور الشهيد برؤية استراتيجية شاملة لتطوير القطاع الزراعي والتسويقي
الإنسي: الشهيد الرباعي كان يعمل ويخطط لغدٍ لا يُباع فيه الشعب، ولا يُرهن فيه القرار لغير كرامة الناس
شرف الدين: الشهيد الوزير الرباعي توجه إلى وضع التشريعات والدراسات والخطط وإعادة الهيكلة الصحيحة نحو التوجه إلى الاكتفاء الذاتي
احمد الحملي: خسرنا قامة وطنية نادرة تركت في نفوسنا حزناً عميقا
الولي: رحيل الدكتور الشهيد الرباعي مثل فاجعة صادمة على قلوبنا لا يمكن أن ننساها على مر الزمن
قعيشي: استشهاد الدكتور الرباعي حافزاً لنا في جمعية ساحل تهامة لمواصلة المسير الذي بدأه
الأجهر: الشهيد الدكتور الرباعي كان حاضراً في كل الميادين مؤمناً بأن خدمة المزارع والصياد هي طريق الحرية والعزة والاستقلال
