تقاريرصحافة

الحمضيات والقمح من أهم المحاصيل التي تزرع في مديرية صرواح

مدير فرع مكتب الزراعة بمديرية صرواح المهندس إبراهيم خريص في حوار مع «اليمن الزراعية”

أكّد مدير فرع مكتب الزراعة بمديرية صرواح المهندس إبراهيم خريص أن المديرية تمتلك مقومات زراعية واقتصادية كبيرة تجعلها واحدة من أهم المديريات الزراعية في محافظة مأرب.
وأشار في حوار خاص مع صحيفة “اليمن الزراعية” إلى أن صرواح تتميز بالتنوع البيئي والمناخي، وهو ما يمنحها القدرة على إنتاج محاصيل متنوعة من الحبوب والخضروات والفواكه، موضحاً أن الحمضيات والقمح تمثلان ركيزتين أساسيتين في النشاط الزراعي للمديرية.

حاوره مدير التحرير

بدايةً، مهندس إبراهيم، حبذا لو تطلعونا على أبرز المقومات الزراعية والاقتصادية التي تمتلكها مديرية صرواح؟
مديرية صرواح تمتلك مقومات اقتصادية وزراعية كبيرة ومتنوعة، فهي منطقة غنية بالتنوع البيئي والمناخي، حيث تتدرج تضاريسها بين الجبال والهضاب والسهول والوديان والقيعان، وهذا منحها قدرة على تنويع الإنتاج الزراعي، سواء من الحبوب أو الخضروات أو الفواكه، كما تتميز أراضيها بالخصوبة العالية، كما تتوفر فيها المياه الجوفية في مناطق واسعة، بالإضافة إلى بعض الغيول.
ولا تقتصر ثروات صرواح على الزراعة فحسب، بل تمتلك كذلك ثروات معدنية ونفطية هامة، كما تزخر بالآثار التاريخية العريقة، فهي كانت في العصور القديمة عاصمة دولة سبأ، وتحتضن العديد من المعالم الأثرية التي تعكس حضارة اليمن القديم، مما يجعلها منطقة ذات قيمة اقتصادية وسياحية وزراعية متكاملة.
ما هي أبرز الأودية والقيعان في مديرية صرواح؟
تزخر المديرية بعدد من الأودية والقيعان التي تمثل عصب النشاط الزراعي فيها، ومن أهمها وادي ذنة الذي يحتضن سد مأرب العظيم، إلى جانب وادي حباب، ووادي المحجزة، ووادي الضيق، ووادي حريب، ووادي ضوار وغيرها.
أما القيعان، فأشهرها قاع كنة، وقاع صرواح، وقاع المفاتح، والباطن، والغدو، وكلها مناطق زراعية خصبة تشكل سلة غذائية للمديرية،كما تضم صرواح جبالًا شامخة مثل جبل هيلان العظيم، وجبل صلب، إضافة إلى جبل مرثد وبحرة، وهي جبال تمثل حزامًا بيئيًا يحافظ على التوازن المناخي والمائي للمنطقة.
وماذا عن أبرز المحاصيل الزراعية التي تُزرع في المديرية؟
بحكم التنوع المناخي والبيئي، تتنوع المحاصيل المزروعة في صرواح تنوعًا كبيرًا، ومن أهمها الحبوب بأنواعها مثل القمح، والذرة الشامية، والرفيعة، والشعير، والسمسم، أما الخضروات فيُزرع منها البطاطس، والطماطم، والبسباس، والحبحب، والشمام، والخيار، والثوم، إلى جانب مختلف المحاصيل الورقية.
وفي جانب الفواكه، تشتهر صرواح بزراعة البرتقال واليوسفي والليمون والتفاح والمانجو والجوافة والنخيل، وخلال هذا العام تم توزيع حوالي ثمانية ألاف شتلة تفاح، وألف شتلة رمان على المزارعين بتمويل من صندوق تشجيع الإنتاج الزراعي والسمكي، كما تُزرع أشجار البن في منطقة المحجزة، في دلالة على التنوع الزراعي الفريد للمديرية.
تشتهر مديرية صرواح بزراعة الحمضيات، وخاصة البرتقال واليوسفي.. كيف تصفون واقع زراعتها حاليًا من حيث المساحة والإنتاج؟
زراعة الحمضيات في صرواح تُعد من أهم الأنشطة الزراعية، وقد شهدت توسعًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة بفضل توفر التربة الخصبة والمياه المناسبة والمناخ المعتدل.
هذا الموسم – بفضل الله – يُعتبر من أفضل المواسم إنتاجًا وجودةً، إذ سجل المزارعون زيادة واضحة في كمية الإنتاج وتحسنًا في جودة الثمار، خاصة في أصناف البرتقال أبو سرة المعروف بطعمه اللذيذ وجودته العالية، واليوسفي الوزّان الذي يُعد من الأصناف الممتازة محليًا.
وتُعد الحمضيات من المحاصيل الاقتصادية الرائدة في المديرية، حيث يعتمد عليها كثير من المزارعين كمصدر دخل أساسي، خصوصًا مع ازدياد الطلب عليها في الأسواق المحلية.
ونحن على أعتاب موسم حصاد الحمضيات.. ما هي خططكم لتسويق الإنتاج؟
التسويق الزراعي هو الحلقة الأهم في سلسلة القيمة للمحاصيل، وبدون تنظيم هذه الحلقة يعاني المزارع رغم جهوده الكبيرة في الزراعة والإنتاج، و نحن في فرع مكتب الزراعة بصرواح قمنا هذا العام بالتنسيق مع جمعية أرض الجنتين وبالتواصل مع الاتحاد التعاوني الزراعي لتنظيم عملية التسويق، من خلال تفعيل نظام الزراعة التعاقدية الذي يضمن للمزارع بيع إنتاجه بأسعار عادلة ومضمونة.
لكننا نواجه بعض الصعوبات نتيجة ضعف التزام المزارعين بالتعليمات والإرشادات الصادرة من الجمعيات والمكتب الزراعي، ما يؤدي أحيانًا إلى فوضى في عملية التسويق أو تفاوت في الأسعار، ونسعى حاليًا لتكثيف الوعي بأهمية التسويق المنظم والتعاقدي كوسيلة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي للمزارع.
ما هي الخدمات والبرامج الإرشادية التي يقدمها مكتب الزراعة للمزارعين في مجال الحمضيات؟
على الرغم من محدودية الإمكانيات وغياب مراكز الإرشاد الزراعي، فإننا نحرص في المكتب على أداء دورنا الإرشادي من خلال التوعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما نركز على التوعية بعدم الاستعجال في قطف الحمضيات قبل النضج الكامل، والالتزام بعمليات الحصاد وما بعد الحصاد وفق المعايير السليمة التي تضمن جودة المنتج وزيادة فترة تسويقه، كما نقدم إرشادات مستمرة حول مكافحة الآفات والأمراض.
ما أبرز الصعوبات التي تواجه زراعة الحمضيات في صرواح؟
تواجه زراعة الحمضيات في المديرية عدة تحديات، من أبرزها انتشار بعض الآفات الزراعية والأمراض، مثل ذبابة الفاكهة التي تؤثر على جودة الثمار، وحشرة البقّ التي تضعف نمو الأشجار، بالإضافة إلى أعراض الذبول والاصفرار التي تصيب بعض المزارع نتيجة ضعف الخدمات الزراعية أو الاستخدام الخاطئ للمبيدات.
كذلك تُعد صعوبة التسويق وغياب مراكز الفرز والتعبئة الحديثة من أبرز التحديات التي تحدّ من تطور هذا القطاع.
ماذا عن استعداداتكم لموسم زراعة القمح لهذا العام؟
مديرية صرواح تُعد من أهم المناطق المنتجة للقمح في محافظة مأرب، وتشتهر بإنتاج أصناف محلية عالية الجودة مثل السمراء والميساني، وهذا العام، وبالتعاون مع جمعية أرض الجنتين، قمنا بتوفير 200 كيس من بذور القمح المحسّنة مقدمة من المؤسسة العامة للحبوب كقروض بيضاء تُسترد بعد الحصاد.
هذه الكمية تكفي لزراعة نحو 200 هكتار، إلى جانب ما يحتفظ به المزارعون من بذور محلية، ونتوقع أن يشهد الموسم توسعًا كبيرًا في المساحات المزروعة نتيجة ارتفاع الوعي لدى المزارعين بأهمية تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب.
حدثنا عن برنامج التوسع الزراعي في المديرية؟
برنامج التوسع الزراعي الذي نعمل عليه يهدف إلى زيادة الرقعة الزراعية واستغلال الموارد المائية المتاحة، وخصوصًا في محاصيل الحبوب والبقوليات، وحتى الآن قمنا بتسجيل أكثر من 400 مزارع يمتلكون مصادر ري، ولا تزال عملية التسجيل مستمرة، إذ نتوقع أن يتضاعف العدد في الأشهر القادمة مع دخول مناطق جديدة ضمن خطة التوسع.
تُعد الجمعيات التعاونية الزراعية شريكًا أساسيًا في التنمية. ما هو واقع الجمعية التعاونية في صرواح؟
نعم، الجمعيات التعاونية هي الركيزة الأهم في التنمية الزراعية، لأنها تمثل المزارع وتعبّر عن مصالحه، ففي صرواح تأسست جمعية أرض الجنتين التعاونية الزراعية متعددة الأغراض، والتي تضم حاليًا نحو 600 عضو من المزارعين.
وعلى الرغم من أن الإقبال لا يزال محدودًا نسبيًا، إلا أن الجمعية قامت بجهود كبيرة، منها توفير 28 منظومة طاقة شمسية للمزارعين، وتقديم قروض بيضاء لتحسين الإنتاج، ونأمل أن تتوسع الجمعية في مجالات أخرى كالتسويق التعاقدي، وتنفيذ المبادرات المجتمعية، وإنشاء مشاريع خدمية زراعية تعود بالنفع على المجتمع.
ماذا عن المبادرات المجتمعية؟ وكيف تجدون تفاعل المجتمع معها؟
المبادرات المجتمعية أصبحت اليوم محرك التنمية الحقيقي في الريف اليمني، والمجتمع في صرواح معروف بتعاونه وتفاعله الإيجابي مع قضايا التنمية، رغم أن بعض الفئات لا تزال بحاجة إلى المزيد من التوعية بأهمية المبادرات؛ نظراً للثقافات المظللة والتي دجنت ابناء المجتمع وحولتهم من مجتمع متفاعل ومتعاون إلى مجتمع ينتظر المساعدات والمنح والسلات الغذائية من المنظمات.
وشهدت المديرية تنفيذ عدة مبادرات نوعية، منها شَق طريق الكفي–المحجزة التي تربط صرواح بمديرية بدبدة، إضافة إلى مشاريع استصلاح الأراضي الزراعية وحمايتها، التي تم تنفيذها بالتعاون بين الاتحاد التعاوني الزراعي والمجلس المحلي ووحدة الشق، وهذه المبادرات أثبتت أن المجتمع المحلي يمتلك الإرادة والقدرة على البناء عندما يجد الدعم والتوجيه المناسبين.
المياه هي الركيزة الأساسية للزراعة.. ما واقعها في صرواح؟
المياه الجوفية تتوفر في معظم مناطق المديرية، وهي العمود الفقري للقطاع الزراعي، إلا أن بعض المناطق، مثل المحجزة، تعاني من جفاف الآبار في حال تأخر الأمطار، وهو ما يشكل تحديًا موسميًا للمزارعين، ونحن نعمل على تشجيع بناء السدود والحواجز المائية لحجز مياه السيول القادمة من المرتفعات بدلاً من ذهابها إلى الصحراء، حيث تتسبب أحيانًا في انجراف الأراضي الزراعية كما حدث العام الماضي في عدة أودية.
هذه المشاريع ضرورية لحماية الأراضي من التعرية وتحسين تغذية المياه الجوفية.
القيادة الثورية دائمًا ما توجه بأهمية حصاد مياه الأمطار.. كيف تتعاملون مع هذه التوجيهات؟
بفضل الله ثم بفضل القيادة الثورية الحكيمة، أصبح لدينا رؤية واضحة في إدارة الموارد المائية، ونحن نترجم هذه التوجيهات إلى خطط ودراسات ميدانية تُرفع إلى المجلس المحلي، ونركز على تحويل هذه الموجهات إلى مصفوفات تنفيذية تشمل بناء الحواجز والسدود الصغيرة، وإعادة تأهيل المنشآت المائية المتضررة، عبر المبادرات المجتمعية والمساندة من قبل وحدات التمويل والتدخلات الطارئة، لضمان الاستفادة المثلى من مياه الأمطار والسيول.
كم يبلغ عدد السدود والحواجز والخزانات والبرك في المديرية؟
لا تزال مديرية صرواح فقيرة نسبيًا في المنشآت المائية، إذ لا يوجد فيها سوى خمسة سدود حجرية، وحاجزين ترابيين، وخمس برك لتجميع المياه، ونحن نطمح من خلال المبادرات المجتمعية ودعم وحدات التمويل الزراعي إلى مضاعفة هذه المنشآت خلال السنوات القادمة، لما لذلك من أثر مباشر في دعم الزراعة وتحسين الأمن المائي.
التسويق الزراعي يمثل حلقة حاسمة في نجاح العملية الزراعية. كيف يمكن تفعيل هذه الحلقة بشكل فعّال؟
التسويق هو روح الزراعة، وبدونه يفقد المزارع الحافز على الاستمرار، فالمزارع في صرواح، كما في بقية المناطق، يبذل جهدًا كبيرًا ويستثمر أمواله في الزراعة، وينفق اموال طائلة على المدخلات الزراعية، لكنه يصطدم بضعف التسويق وغياب التنظيم، ما يجعله يتعرض للخسارة.. لذا نحن ندعو إلى تنظيم الأسواق الزراعية المحلية، وتفعيل دور الاتحاد التعاوني والجمعيات الزراعية في ربط المزارع بالمصنع أو المصدر مباشرة.
كما نعمل على الترويج لفكرة الزراعة التعاقدية كخيار استراتيجي يضمن استقرار الأسعار ويحقق العدالة بين المنتج والمستهلك.
ماذا عن واقع الثروة الحيوانية في المديرية؟ وما دوركم في الحفاظ عليها؟
الثروة الحيوانية في صرواح تمثل الرديف للشق النباتي، ومصدر دخل رئيسي للأسر الريفية، وتضم المديرية ما يزيد على 42 ألف رأس من الأغنام والماعز والأبقار والجمال.
نحن نقوم بتنفيذ حملات تحصين بيطرية لمكافحة الأمراض، وننظم برامج توعية للمربين بأهمية الحفاظ على الإناث وصغار المواشي، وعدم ذبحها حفاظًا على ديمومة القطيع المحلي.
ما أبرز الصعوبات والمعوقات التي تواجه القطاع الزراعي في صرواح؟
القطاع الزراعي في صرواح تأثر كثيرًا بفعل العدوان، حيث تعرضت العديد من المزارع والآبار ومنظومات الطاقة الشمسية للقصف والدمار، ونفقت أعداد كبيرة من الحيوانات، كما أن بعض المناطق القريبة من خطوط التماس ما تزال تشهد صعوبات أمنية تعيق وصول المزارعين إليها، رغم خصوبتها العالية، والتي تعد مناطق زراعة القمح
إضافة إلى ذلك، يعاني المكتب من عدم وجود مبنى، بعد تدميره من قبل العدوان، وافتقاره إلى وسيلة نقل ميدانية، مما يحدّ من قدرته على متابعة الأنشطة بشكل دائم.
ما خططكم المستقبلية للنهوض بالقطاع الزراعي في صرواح؟
خططنا المستقبلية تتركز على التوسع في بناء المنشآت المائية (سدود، حواجز، خزانات)، واستصلاح الأراضي الزراعية وحمايتها من الانجرافات، وتوفير منظومات الطاقة الشمسية للمزارعين لتقليل كلفة الإنتاج، كما نعمل على تفعيل المدارس الحقلية لتدريب المزارعين على الأساليب الحديثة، وتنفيذ حملات إرشادية موسعة تشمل الزراعة، وإدارة الموارد المائية، وتحسين الإنتاج الحيواني والنباتي.
كلمة أخيرة
أشكر صحيفة اليمن الزراعية على اهتمامها الكبير بقضايا المزارعين وتسليط الضوء على واقع الزراعة في مختلف المديريات، ورسالتي للمزارعين هي أن الزراعة مستقبل اليمن، وأن عليهم أن يثقوا بأرضهم ويعتنوا بها، فهي مصدر العزة والاكتفاء، كما أدعو إلى تعزيز روح التعاون والتكامل بين المزارع والجمعية والمكتب الزراعي لتحقيق التنمية الزراعية المنشودة في صرواح واليمن عمومًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى