إرشاداتصحافة

تجارب زراعية يمنية صدرناها للعالم

د. يوسف المخرفي

تعد المقولة التاريخية المحسوم صحتها ودقتها سلفا(اليمن بلد حضارة- اليمن مهد الحضارات) مقولة مستحقة لم تولد من فراغ، ولا تعد مقولة فضفاضة تحتاج لمزيد من النقاش السطحي أو العميق، أو حتى للمزيد من البحث والدراسة، أو الأخذ والرد والعطاء.
هذه المقولة تعني أن اليمن يمتلك موروثا حضاريا ماديا ومعنويا زاخرا في جميع مجالات الحياة الفكرية والثقافية والدينية والسياسية والاقتصادية، ويهمنا في هذا الخضم المتعدد الجانب الزراعي فقط، والجوانب الأخرى المرتبطة به ارتباطا طبيعيا وبشريا مباشرا.
لقد فرضت الطبيعة أحكاما قاسية هنا، ومنها ان الزراعة في اليمن تكون مطرية، فتغلب الإنسان اليمني على هذه الحتمية من خلال إنشاء البرك، والسدود، لحصاد وحجز مياه الأمطار، فجعل من نمط الزراعة لديه، نمطين: [زراعة مطرية ومروية]، ونقل هذه التجربة إلى جميع دول عالم اليوم النهرية والمطرية على حد سواء.
كما فرضت الطبيعة حتمية أخرى تقضي بأن تتلقف السفوح الجبلية الغربية معظم كمية الأمطار السنوية، فتغلب على هذه الحتمية من خلال إنشاء المدرجات الزراعية بقامة تلك السفوح من أقدام الجبال إلى قممها وشوامخها، ونقل هذه التجربة إلى دول شرق وجنوب شرق آسيا.
كما فرضت الطبيعة حتمية سهلية ساحلية صحراوية في تهامة الغرب، قضت الطبيعة أن تستفيد مباشرة من سيول الأودية الكبرى التي تتجه نحوها، وهي أودية : [حرض، ومور، وسردود وزبيد وسهام ورماع]، والتي تتطلب من حضارة اليوم إنشاء سدود ضخمة على مداخل تلك الأودية على تهامة الغرب لحجز مياه سيولها، بما يمكننا من تنفيذ أسس الري المحوري الحديث.
كما صدرت اليمن للعالم تجارب زراعة العديد من المنتجات وفي مقدمتها البن، وكذا بعض أنواع الخضروات، وفي مقدمتها الكراث والبصل والفواكه، وكذلك الأعناب والخوخ والمشمش والتين العربي والشوكي.
بالتالي، حري بنا أمام هذا الموروث الحضاري إعادة إحيائه تطبيقيا وتنفيذيا، وإجراء الدراسات المصممة في هيئة تجارب مصدرة للخارج، وذلك لنثبت للعالم أننا أمة حضارية زراعية هي الأولى من نوعها في تاريخ البشرية.

*أستاذ العلوم البيئية والتنمية المستدامة المساعد بجامعة 21 سبتمبر للعلوم الطبية والتطبيقية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى