إرشاداتصحافة

من أرض العطاء إلى السماء..شهـ.ـيد الأرض يرتقي

م: هلال الجشاري

بقلوب يعتصرها الألم والحزن، وبإيمان راسخ بأن الشهـ.ـادة أسمى مراتب الكرامة، نودّع اليوم الدكتور رضوان الرباعي، وزير الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية، الذي ترجل عن صهوة جواده شهـ.ـيدًا مغوارًا بعد مسيرة حافلة بالعطاء والإنجاز، ترجّل عن صهوة الحياة شهـ.ـيدًا في ميدان عمله، وهو يمارس أسمى معاني العطاء في سبيل وطنه وشعبه.
فلم يكن الدكتور رضوان مجرد وزير عادي، بل كان أخًا وزميلًا ومعلّمًا وقائدًا، وقدوة في الإخلاص والتفاني، وعنوانًا للعزيمة والإصرار، والجميع يشهد كيف كان يعمل بلا كلل أو ملل، ويواجه الصعاب والتحديات بكل شجاعة وإيمان واقتدار، مسخّرًا كل وقته للعمل مع كل رفاقه بالجبهة الزراعية لإحداث نقلة في الزراعة، ساعيًا لتحقيق الأمن الغذائي لشعبه وأمته.
ومن خلال عملنا معًا في الجبهة الزراعية طوال ما يقارب العشر سنوات، منذُ كان مدير مكتب رئيس اللجنة الزراعية والسمكية العليا، ثم نائب وزير الزراعة والري، وصولًا إلى وزير الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية، لم يكن مجرد مسؤول في منصبه، بل كان فارسًا في ميدان الزراعة، ورجلًا زرع الأمل في كل أرض وطئتها قدماه، وكان له الأثر في إعمار الأرض، قاد قطاعًا حيويًا بكل حكمة واقتدار، وقهر الصحراء بجهوده، وحوّل قسوتها إلى خُضرة.
فكان رحيله فاجعة ليس فقط لأسرته وذويه، بل لكل من عرفه وعمل معه، ولكل مواطن لامس ثمار جهوده في توفير لقمة العيش، متحديًا كل المتغيرات والظروف الاستثنائية في ظل الحصار والعدوان. وله بصمات لا تُمحى في كل حقل، وفي قلب كل مزارع.
فباستشهاده اليوم، خسرت الأمة رجلًا استثنائيًا، وقائدًا فذًا كرّس حياته لخدمة وطنه وشعبه، وخسرنا نحن زميلًا وقائدًا ومعلمًا مقتدرًا، وسندًا وعونًا لنا في مسيرتنا المهنية منذُ انطلاق الجبهة والثورة الزراعية، وستبقى إنجازاته شاهدًا على وفائه وتفانيه.
وعزاؤنا أنه ارتقى إلى جوار ربه شهـ.ـيدًا على طريق القدس بإذن الله تعالى، فهنيئًا له الشهـ.ـادة هو وكل رفاقه الشهـ.ـداء.
مع خالص العزاء والمواساة لكل أسر الشهـ.ـداء، ونؤكد أننا على العهد ماضون، وعلى الدرب سائرون، مدركين يقينًا أننا مشاريعُ شهـ.ـادة، وما خرجنا في هذا المعترك لمواجهة قوى الطاغوت العالمية، إلا ونحن على وعيٍ كاملٍ بثمن التضحيات.
فطوبى وألف تهنئةٍ لمن سبقونا من قادتنا ورجال دولتنا الشرفاء، وقد حازوا وسامَ الكرامة والشرف الإلهي، سائلين الله عز وجل أن يُلحقنا بركب الشهداء الأبرار، لننال هذا الشرف العظيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى