
عبدالله عروه
ما أعظم القامات حين تسقط شامخة، وما أخلد الرجال حين يرحلون شهداء في درب العزة والكرامة. هكذا رحل الشهيد الوزير الدكتور رضوان الرباعي، وزير الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية، مع ثلة من رفاقه الشهداء الوزراء، وفي مقدمتهم رئيس حكومة التغيير والبناء، الشهيد أحمد غالب الرهوي، فكانوا جميعًا كوكبة مضيئة تُسطّر بدمائها سفر البطولة والإيثار.
كان الرباعي عَلَمًا في ساح الزراعة والبحر، وسندًا للمزارعين والصيادين في أحلك الظروف وأشدّها قسوة. لم يكن وزيرًا يكتفي بالقرار على الورق، بل كان أبًا يرعى الفلاح في حقله، وأخًا يمدّ يده للصياد في سواحله، من المهرة إلى سقطرى. أمدّهم بالمدخلات، وخفّف عنهم العناء، ونزل إلى الميدان ليكون بينهم لا فوقهم، ومعهم لا بعيدًا عنهم.
وما كان وحده في هذا المضمار، بل شاركه رفاقه الشهداء من الوزراء، الذين حملوا على عاتقهم هموم الشعب واحتياجاته، وقدموا لأجل الوطن أرواحهم الزكية. وعلى رأس هذه الكوكبة، ارتقى الشهيد أحمد غالب الرهوي، رئيس الحكومة، رجل الدولة الصلب، وقائد مشروع التغيير والبناء، الذي مضى شامخًا كما عاش، لا يهاب الموت ما دام في درب العزة.
لقد كان رحيلهم فاجعة على الوطن، غير أن شهادتهم كانت ميلادًا جديدًا لقيم البذل والوفاء. فهم لم يتركوا من بعدهم إلا أثرًا خالدًا، وبصماتٍ واضحة في حقول الزراعة، وفي أسواق السمك، وعلى السواحل التي عانقت جهدهم ورعايتهم.
لقد اجتمعت في هذه الكوكبة صفات القيادة والنزاهة والإخلاص، وجسدوا معنى أن يكون المرء مسؤولًا يعيش هموم الناس، ويذود عن مصالحهم، ويصون لهم قوت يومهم. ومن أجل ذلك رحلوا شهداء، لتبقى دماؤهم وقودًا لمسيرة الصمود والكرامة.
سلامٌ على الدكتور رضوان الرباعي، وسلامٌ على الشهيد أحمد غالب الرهوي، وسلامٌ على كل رفاقهم الشهداء الوزراء. سلامٌ على دمائهم الطاهرة التي روت ثرى الوطن، وجعلت من تضحياتهم منارة تهدي الأجيال.




