المهندسة: إيناس علي السلطان
برحيل الشهيد المجاهد الدكتور رضوان علي الرباعي – وزير الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية – فقدت اليمن قامة وطنية كبيرة جمعت بين العلم والعمل، بين القيادة المخلصة والجهاد الصادق.
بالنسبة لنا كطلاب وطالبات في كلية الزراعة بجامعة صنعاء، كان الشهيد الدكتور رضوان الرباعي أباً ومعلماً وداعماً لمسيرتنا العلمية، يمدنا بالتشجيع، ويمنحنا الثقة في أنفسنا، مؤكداً دائماً أن مستقبل اليمن مرهون بالعلم والزراعة والاعتماد على الذات. كان قريباً من الطلاب والطالبات، يتلمس احتياجاتهم، ويدرك أن بناء الإنسان هو الطريق لبناء وطن قوي مكتفٍ بذاته.
لكن إسهاماته لم تتوقف عند حدود التعليم والزراعة فحسب، بل امتدت لتشمل مجالات التنمية والإدارة وخدمة المجتمع. فقد كان من أوائل الداعمين للمشاريع الزراعية التنموية، حاملاً همّ المزارع اليمني، ومؤمناً أن الاكتفاء الذاتي من الغذاء هو صمام أمان الأمة. كما كان له دور بارز في الدفع بعجلة التنمية الريفية، وإطلاق المبادرات التي عززت من صمود اليمنيين في مواجهة التحديات الاقتصادية والحصار.
على المستوى الوطني، مثّل الدكتور رضوان الرباعي نموذجاً للمسؤول الذي يربط القول بالفعل، فكان حاضراً في الميدان، متواضعاً في تعامله، صادقاً في انتمائه، ومجاهداً بقلمه وفكره وعمله، حتى ارتقى شهيداً في سبيل الله، مدافعاً عن قضايا أمته ووطنه في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.
إن فقده خسارة كبيرة لكل أبناء الوطن: للطلاب، للمزارعين، للباحثين، وللأسر التي رأت فيه قدوة وملهمًا. غير أن عزاءنا أن أثره باقٍ في كل مشروع، وكل كلمة، وكل جهد بذله بإخلاص.
رحم الله الشهيد الدكتور رضوان الرباعي، وأسكنه فسيح جناته، وجزاه عن اليمن وأهله خير الجزاء. سيبقى نبراساً مضيئاً في ذاكرة الأجيال، وملهماً لكل من يسير في طريق العلم والعمل والجهاد.
