إرشاداتصحافة

الشهيــــــد الدكتــــــور رضوان الرباعي.. رفيق البحر وصوت الصيادين

عبدالفتاح العوذلي

في لحظة موجعة من تاريخ اليمن، ارتقى القائد الوطني والإنساني الفذ، معالي وزير الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية، الدكتور رضوان الرباعي، شهيدًا إلى جوار ربه، مع رفاقه من قادة حكومة التغيير والبناء، وفي مقدمتهم رئيس الحكومة الشهيد أحمد غالب الرهوي، وعدد من الوزراء الذين خطّوا بدمائهم الطاهرة ملحمة تضحية وفداء قلّ نظيرها.
كان الدكتور الرباعي صورة صادقة للقائد المخلص، لم يحد عن رسالته، ولم يتخلَّ عن واجبه، بل حمل هموم الصيادين والفلاحين في قلبه، وجعل من قضاياهم أولوية في عمله. فمن سواحل المهرة شرقًا حتى أرخبيل سقطرى، ومن البحر العربي إلى البحر الأحمر، وقف إلى جانب الصيادين في أحلك الأوضاع وأشد الأزمات، مدافعًا عن حقوقهم، ومؤكدًا أن البحر وموارده ثروة الشعب، لا يجوز العبث بها أو حرمان الناس منها.
وفي وقتٍ كانت البلاد في أمسّ الحاجة إلى من ينهض بمسؤولياته، كان الوزير الشهيد حاضرًا بين الناس، قريبًا من الموانئ ومجالس الصيادين، يسمع آلامهم، ويشاركهم همومهم، ويعمل على إيجاد حلول واقعية تعزز صمودهم. لقد كان رفيق البحر بحق، وسندًا للصيادين الذين وجدوا فيه صوتهم المدافع، ودرعهم الحامي.ومثلما كان الشهيد الرباعي وفيًّا لأبناء القطاع السمكي والزراعي، كان أيضًا رفيق دربٍ وفيًّا لزملائه في حكومة التغيير والبناء، الذين لم يترددوا في تقديم أرواحهم فداءً لقضايا الأمة وكرامة الشعب، فاستُشهدوا جميعًا على درب العزة والحرية، تاركين للأجيال إرثًا خالدًا من التضحية والإخلاص.
رحل الشهيد الدكتور رضوان الرباعي، ومعه كوكبة من قادة اليمن الأحرار، لكنهم رحلوا واقفين شامخين، تاركين دروسًا بليغة في معنى القيادة الصادقة، وفي قيمة أن يكون الإنسان قريبًا من شعبه، وفي شرف أن يختم حياته بالشهادة في سبيل الله.
وشهداء حكومة التغيير والبناء، شهداء الفتح الموعود، منقوشًا في ذاكرة الوطن، منارة تضيء للأجيال القادمة، ودليلًا على أن الأوطان لا تُبنى إلا بالدماء الزكية والتضحيات العظيمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى