إرشاداتصحافة

رضوان الرباعي.. القائد الذي جمع بين الزرع والبحر والشهادة

أحمد عامر

إذا ذُكر الرجال في زمن القحط والشدائد، فلا بد أن يُذكر الدكتور رضوان الرباعي، الوزير الشهيد، الذي حمل لواء الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية، وجعل من الأرض والبحر ميدانًا للجهاد والعمل. لقد كان علمًا من أعلام اليمن، ومجدًا من أمجادها، ورجلًا يضاهي الجبال في ثباته، والأنهار في عطائه، والبحر في سعته.
كان المزارعون يجدون فيه النصير الذي يحمي زرعهم، ويذود عن أقواتهم، ويؤمن أن الزراعة ليست مجرد غراس تُبذر، بل هي روح الأمة وعماد قوتها. فإذا جفّت الأرض وقلّ المطر، كان هو الساقي بالكلمة والخطة والتوجيه، يمدّ يد العون، ويحثّ على الصبر والعمل، حتى تبقى الحقول خضراء، والوديان عامرة.
وكان الصيادون على امتداد السواحل يذكرونه بالخير، فقد عاش بينهم، وشاركهم شكواهم، ورأى في شباكهم رزق أبنائهم، وفي عرق جباههم شرف المهنة. لم يتعالَ عليهم يومًا، بل جلس بينهم على أرصفة الموانئ، يسمع أنينهم إذا ضاقت بهم الحال، ويُبشّرهم بأن البحر لهم، وأن خيرات المياه ملكٌ لشعبٍ صابر لا يُقهر. لقد كان الرباعي لسان الصيادين وسندهم، يُقارع من أجل حقوقهم، ويذود عن أرزاقهم كما يذود الفارس عن أهله ودياره.
لم يكن منصبه غايةً، بل وسيلة لخدمة الناس، فلم يعرِف الترف ولا المظاهر، بل كان يعيش بينهم، يعرف آلامهم ويعمل لحلها. وحين ارتقى شهيدًا مع رفاقه من حكومة التغيير والبناء، وفي مقدمتهم الشهيد أحمد غالب الرهوي، ترك للأمة دروسًا في الإخلاص والوفاء، وملحمة في أن القائد الحق هو من يكون مع الناس، وبين الناس، ولأجل الناس.
رحل الدكتور رضوان الرباعي، لكن ذكراه باقية، كالبحر الذي لا ينضب، وكالأرض التي لا تبور، وكالشهداء الذين لا يموتون. سيظل حاضرًا في ضمير كل فلاح غرس، وكل صياد عاد بصيده، وكل يمنيٍّ يفتخر بقادته العظماء.
سلامٌ على روحه يوم عاش حرًّا، ويوم استُشهد وفيًّا، ويوم يُبعث مع الشهداء والصالحين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى